الدوحة / وكالات :وضعت قطر خطة سياحية شاملة تقدر تكاليفها بـ 15 مليار دولار وتستهدف تنفيذ العديد من المشروعات العقارية والسياحية العملاقة خلال السنوات القليلة المقبلة، ومضاعفة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد من 700 ألف سائح حاليا إلى 1.4 مليون سائح بحلول عام 2010. بحسب تقرير نشرته صحيفة "الراية" القطرية اليوم الخميس 4 - 10 -2007 للصحفي علاء البحار.ويؤكد الخبراء أن القطاع الفندقي استطاع تحقيق العديد من الإنجازات التي ساهمت في تعزيز مكانة قطر علي خريطة السياحة العالمية، فضلا عن مساهمته في مصادر الدخل القومي الرئيسة من خلال خطط تطويرية وتنموية.وأوضح تقرير حديث أن القطاع الفندقي في قطر من القطاعات المهمة التي شهدت إقبالا ملحوظا من المستثمرين خلال الفترة الأخيرة، حيث تزايدت أعداد الفنادق والتي أصبحت من العلامات البارزة والمواكبة للنهضة العقارية التي تشهدها البلاد حاليا وتعتبر أحد أوجه التنمية الشاملة.فمشروعات الفنادق التي أخذت تعلو في سماء الدوحة في الآونة الأخيرة بشكل مكثف، تساهم بصورة غير مسبوقة في تغيير مظهر العاصمة القطرية، بل وتنقل كورنيش الدوحة المطل علي الخليج العربي والذي يصل طوله إلى نحو عشرة كيلو مترات، من الهدوء الذي طالما تميز به لسنوات طويلة، إلى الازدحام والحيوية التي أصبح يعتاد عليها الساكنون وكل من يسير عبره يوميا.وكانت دولة قطر من أولي الدول العربية التي أدركت أهمية هذه الصناعة، حيث قامت الدولة بإنشاء شركة قطر الوطنية للفنادق، والتي كانت تعني بالقطاع الفندقي، إلا أن التطور الكبير الذي طرأ على هذه الصناعة حول العالم وغيّر الكثير من مفاهيمها، فرض وجود شركة متخصصة تساير متطلبات المرحلة، فكانت شركة قطر الوطنية للفنادق التي تعمل علي تأسيس الفنادق والمشاريع ذات الصبغة السياحية وتسهل إقامة المؤتمرات والفعاليات من خلال فنادقها وتوابعها من مرافق الاستجمام والرياضة.وتظهر قوة الشركة في قطاع السياحة والفنادق القطرية بشكل خاص من خلال تملكها أكثر من 50 % من الفنادق ذات الجودة العالمية في البلاد، كما قامت شركة قطر الوطنية للفنادق خلال عام 2006 بإجراء صيانة وترقية للجودة لمنتجع شاطئ سيلين الذي تديره، وكذلك تطوير فندق فريج شرق الذي يأتي تصميمه على شكل قرية قطرية شاعرية المظهر مقدما أفضل معاني الفخامة الممزوجة بالتقاليد التراثية.وقال التقرير الذي نشرته مجلة الملتقي التي تصدرها غرفة تجارة وصناعة قطر إن قيمة المشاريع المستقبلية التي تنوي شركة قطر الوطنية للفنادق استثمارها على مدى السنوات الخمس المقبلة تقدر بـ 5.3 مليار ريال قابلة للزيادة وفق متطلبات المرحلة، حيث إن الشركة تقوم بمراجعة الخطط والاستراتيجيات والتعديل عليها كل ستة أشهر لمواكبة المتطلبات الخاصة بكل فترة.وحسب جان بول مدير عام هيئة السياحة القطرية بالوكالة فإن خطط الحكومة القطرية لتنويع مصادر الدخل العام تؤكد أهمية قطاع السياحة باعتباره أحد أهم القطاعات الواعدة والمرشحة للمساهمة بإيجابية في مصادر الدخل القومي الرئيسة، لافتا إلى أهمية الاستثمارات العقارية في دفع عجلة التنمية السياحية خصوصا في قطاع الفنادق الذي حقق خلال العامين الماضيين أعلى معدلات النمو على مستوى المنطقة، ما جعله من أبرز القطاعات الاقتصادية الجاذبة للاستثمارات عموما.ويري بول أن قطر تتمتع بالعديد من الميزات الاقتصادية والسياحية تجعل منها محطة سياحية واعدة علي المستويين الإقليمي والدولي، لافتا إلى أن هناك 560 كيلومترا من السواحل من بينها نحو 200 كيلومتر من الشواطئ البكر.
مناضر من قطر
ومن أبرز مشروعات الفنادق التي سيتم بناؤها في جزيرة اللؤلؤة قطر، فندق الفورسيزون الذي سيكون الثاني الذي يحمل هذه العلامة في قطر.وقدر خبراء عقاريون حجم الاستثمارات الجديدة في القطاع الفندقي بأكثر من أربعة مليارات دولار. ويعتقد هؤلاء الخبراء العقاريون أن أبراج الفنادق الحديثة بدأت تغير الصورة النمطية للعاصمة القطرية الدوحة.وأكد هؤلاء أن الهيئة العامة للسياحة تمكنت من تنظيم القطاع السياحي وتسويقه داخليا وخارجيا، فضلا عن دورها في تنشيط وتنمية القطاع الفندقي والتوسع في إنشائه بالشكل الذي يتفق مع معطيات التطور العالمي في هذا المجال الحيوي والمهم، ما ساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للحركة الفندقية، إضافة إلى دورها في رفع مستوي الخدمات الفندقية، خصوصا أن قطر تشهد ومنذ الفترة الماضية أعلى معدلات النمو على مستوي المنطقة في القطاع الفندقي، ما جعله من أبرز القطاعات الاقتصادية الجاذبة للاستثمارات..وتوقع مجلس السياحة والسفر العالمي، في تقريره الاقتصادي السياحي للعام 2007، زيادة بمقدار 9.1 % في السياحة القطرية والتي يتوقع لها أن تحقق عوائد تبلغ 9.5 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.وتعد الخطوط الجوية القطرية أحد أهم ركائز السياحة القطرية، وذلك بتسييرها رحلات إلي 71 وجهة حول العالم، وتخطط الخطوط الجوية القطرية لإضافة 9 وجهات جديدة خلال العام الجاري، ما سيساعد في زيادة عدد المسافرين من مطار الدوحة الدولي.
مناضر من قطر
كما تخطط الشركة إلى دعم أسطولها من الطائرات وزيادة عدد رحلاتها المنتظمة وذلك بمناسبة اكتمال عشر سنوات علي إطلاقها.وقال تقرير حديث حول التنافسية السياحية أصدره منتدي دافوس العالمي إن قطر أصبحت خلال العامين الماضيين واحدة من أهم الدول في العالم التي يقصدها السائحون، حيث احتلت المرتبة 37 من بين 124 دولة ليس فقط للتمتع ولكن للعمل والسياحة. وقال التقرير إن مطار الدوحة الجديد سيمثل إضافة لحركة الطيران العالمية وستصبح في ظله العاصمة القطرية أكبر منافس لدبي التي جاءت في المرتبة 18.وقال التقرير إنه بحلول عام 2012، ستكون الدوحة واحدة من أهم المحطات العالمية في مجال حركة الطيران وإنها ستكون المنافس الوحيد لمدينة دبي في منطقة الخليج العربي، حيث قامت الحكومة القطرية خلال الفترة الأخيرة بانتهاج سياسة تشجيعية وبناء العديد من المراكز الحديثة في مدينة الدوحة التي تغيرت معالمها بشكل كبير وباتت تتفوق على كبريات المدن العالمية في التخطيط وسهولة الحركة وروعة المباني.وشدد التقرير على أن المنافسة بين الدوحة ودبي ستكون كبيرة خلال السنوات المقبلة، حيث إن الاستثمارات القطرية في بناء مطار جديد وصلت إلى 5 مليارات ونصف المليار دولار، وهو ما يعد نقلة كبيرة ستجعل مطار الدوحة المنافس الأكبر لمطار دبي الذي استثمرت فيه حكومة الإمارات نحو 6.8 مليار دولار لكي يصبح المطار بحلول 2012 محط استقبال أهم 100 وجهة طيران عبر العالم.