اغنية وشاعر
الشاعر محمود علي السلامي من مواليد قرية سفيان/ الحوطة/ لحج، ولد عام 1930ميلادية، دخل المدرسة المحسنية ودرس حتى الصف الثالث الابتدائي.ترك المدرسة بعد أن توفي والده، والتحق بالعمل صغيراً وتنقبل بين مهنة وأخرى بحثاً عن استقرار مهني ومعيشي.ثم غادر لحج إلى عدن حيث شغل إحدى الوظائف الثانوية في أحد البنوك إلا أن الشاعر محمود السلامي واصل تعليمه في الفترة المسائية وخاصة تعلم اللغة الإنجليزية بعد أن تشبع في تعليمه من لغته الأم اللغة العربية.ثم عاد إلى لحج مرة أخرى والتحق بسلك العمل الشرطوي، لفترة بسيطة، حيث تركها وسافر بعدها إلى المملكة العربية السعودية، وطاف عدداً من البلدان العربية، ولم تطل به الإقامة فعاد إلى مسقط رأسه لحج ليواصل وظيفته في الشرطة ثانية، وأخيراً استقر في وظيفته ( كمحامٍ ) بعد أن تعمق في الشؤون الاجتماعية وقضايا النزاعات والفصل بينها.وفي الخمسينات من القرن الماضي برز الشاعر محمود علي السلامي كشاعر غنائي حساس بكلمات قصائده، وأعذبها تصويراً، وتشعر من خلال قصائده إنها المعاناة نفسها التي عاشها الشاعر وتغرب وتألم وصبر دون أن يعلن جهاراً بمعاناته هذه أليس هو القائل ( ساكت ولا كلمة صابر بلا رحمة ).الشاعر محمود علي السلامي غنى له كبار الفنانين في اليمن وخارجها، وثالث قصائده شهرة في الكويت ولبنان والسعودية، وغيرها لأن قصائد الشاعر الغنائية ذات معانٍ حساسة وجاذبية ويمكن القاؤها في أي محفل إقليمي أو حتى دولي فأغاني هذا الشاعر من المعيار الذي يوازن مع بقية الألحان العربية.فقد نالت قصيدته ( ساكت ولا كلمة ) شهرة واسعة واحتلت رقماً قياسياً عند المستمعين خاصة وأنه كانت تغني بصوت الفنان أحمد يوسف الزبيدي الذي انتقل من لحج إلى المملكة العربية السعودية.[c1]تقول القصيدة :[/c]ساكت ولا كلمة[c1] *** [/c]صابر بلا رحمةبتألم ونا ساكت[c1] *** [/c]بتظلم ونا ساكتالنظرة بكاء فيه[c1] *** [/c]اوالضحكة شكاء فيـهاولا قد جيت بتكلم[c1] *** [/c]عجـم حلقي ولا كلمة [c1]وهو القائل :[/c]على شانه أنا باصبرومن أجله تجرع مروقلت أقدر ونا ماقدروذا كله على شأنهوقد شاءت الأقدار أن يجتمع كاتب هذه القصائد بالملحن القدير ( سعودي أحمد صالح) صاحب الباع الطويل في الألحان الخالدة، فكان لقاءً قدرياً جمع قوة الكلمة بقوة اللحن، فكان لقاءً مميزاً بين محمود علي السلامي وسعودي أحمد صالح اللذين حظيا برابطة قوية من الصداقة والأخوة.وكان الفنان سعودي أحمد صالح قد لحن للشاعر محمود علي السلامي قصائد عديدة أشهرها :كيف افعل بقلبي ذي ماشي قنعما قنعت قلبي من حبك رجعيا ظالم لقلبي حبيتك أناباتجاهل وبانسى منك ما وقعوهذا ذنب قلبي ذي ماشي قنعالقصيدة : ( حبيبي لو جفى في الحب مرة )حبيبي لو جفى في الحب مرة[c1] *** [/c]وحتى لو جفى ألفين مرةمكاني باذكره ما انساه مهما[c1] *** [/c]يسوي ما اشتهى والأمر أمرهوبا فضل دائماً شاهـد خياله[c1] *** [/c]وشاهد خطوته وانظر دلاله أشوفه في الخيال واقف أمامييشاغل قلب يتلهف وظامي لوصله رآه ما أصعب وصالهومهما قد بعد أو طال هجره[c1] *** [/c]بقلبي لم يزل حبه وذكرهواقسم له وفاء في الحـب[c1] *** [/c]اني احبه بالصفى عمري وعمرهويمكن بعد هذا البحر يذكر[c1] *** [/c]لعل أو عسى في يـوم يفكر أشوفه في الخيـال واقف أمامييشاغل قلـب يتلهف وظاميبهذه الكلمات الرقيقة، والعذبة، تغنى الفنان سعودي أحمد صالح بها، وأبدع في تلحينها ونالت قدراً عظيماً من الإعجاب.وتغلب أغاني الهجر والفراق على قصائد محمود السلامي الغنائية وهي تمثل انعكاساً لحالته الاجتماعية غير المستقرة، فلم يحدث أن نملك الشاعر السلامي منزلاً يستقر به، ولا وظيفة ينعم بها ( وذات ديمومة )، وظل حتى وقته الحالي يعيش على طباعة ( عرض حالات ) المواطنين بجوار محاكم الشيخ عثمان.. ويبدو أن سنه أو عمره قد كبر ولم يعد قادر على مزاولة عمله الذي كان يقتات منه وليس له مصدر آخر يعيش منه.فعاش بلا وظيفة وبلا مصدر رزق ورغم عطاء هذا الشاعر الكبير إلا أن نصيبه من موارد الدنيا قليلة، ولهذا يتألم الشاعر محمود السلامي ويتصبر دون أن يتفوه بكلمة وهو ساكت ولا كلمة..ويحق لمحافظة لحج بل ولليمن عموماً أن تفتخر بإبداعات هذا الشاعر ( محمود علي السلامي ) فهو ليس شاعراً فقط، بل أيضاً شاعراً وملحناً ومغنياً ويعزف العديد من الآلات الموسيقية.[c1]* عياش محمد علي[/c]