لدى اختتام فعاليات المهرجان الرابع لشباب اليمن بعدن..
عدن / سبأ :حضر رئيس مجلس الشورى الحفل الذي أقيم أمس الأربعاء بكلية الآداب بجامعة عدن بمناسبة اختتام المهرجان الرابع لشباب اليمن الذي ينظمه الاتحاد العام لشباب اليمن.وفي حفل الاختتام الذي حضره محافظ محافظة عدن الدكتور عدنان الجفري وأعضاء مجلس الشورى الدكتور أحمد محمد الأصبحي وأحمد محمد المتوكل وخالد عبد الله الرويشان.. ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة بالمناسبة نقل في مستهلها تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية راعي المهرجان، وارتياحه الكبير للجهود التي بذلوها خلال فعاليات وأنشطة المهرجان، وتجسيدهم لصورة اليمن كما نحب أن نراه موحداً، قوياً ومتماسكاً.وقال رئيس مجلس الشورى إن هذه الدورة من مهرجان شباب اليمن تكتسب أهمية خاصة، بانعقادها في مدينة عدن العريقة، التي كانت على الدوام قبلة كل اليمنيين، وكان مناضلو الحركة الوطنية من كل مناطق اليمن، يلتقون فيها، في ظروف صعبة، وفي ظل إمكانيات متواضعة، وأمامهم أهداف جليلة، فكانوا يستلهمون من روح هذه المدينة إرادة النضال من أجل الوطن المستقل الحر والموحد.أضاف: ولأن الوحدة قيمة عظيمة بمعايير الدين والوطن، انتصر اليمنيون، فاسقطوا نظام الإمامة، وطردوا المستعمر، ثم خاضوا مرحلة أخرى من النضال، أنهوا بهاِ عهدَ التشطير وأعادوا تحقيق الوحدة.وحيا رئيس مجلس الشورى الشباب والشعار الذي رفعوه لهذا المهرجان «اليمن أولا»، وقال: لقد عبرتم بهذا الشعار عن وعي استثنائي بالوطن، وإيمان بثوابته وأولوياته، وبالدور الذي ينتظره وطنكم منكم.وذكر الشباب بأن دورهم في السير بالوطن نحو يمن جديد وغد أفضل، يحتاج إلى زادٍ وإلى وسائلَ فعالةٍ وقويةٍ وقادرةٍ على أداء هذا الدور ومواجهة أصعب التحديات التي قد تعترض مسيرتهم.. معتبراً أن أعظم زاد يقوي هذا الدور، هو الإيمان بالله وبالوطن.وقال بهذا الإيمان تقوى روحُ الانتماء إلى الوطن في خلجاتكم، وتختلط بأنفاسكم، وتنبض مع كل دقات قلوبكم..وشدد رئيس مجلس الشورى على أهمية تسلح الشباب بالروح الوطنية العالية، التي وصفها بالزاد المعنوي لكل الأجيال.. معتبراً أن الروح الوطنية ليست شعاراً نردده، ولكنها تعبير عن الانتماء والولاء المخلص لهذا الوطن، والإيمان بقيمه وثوابته.وقال إن هذه القيمة العظيمة تزداد اتقاداً في الروح، كلما تَعَزَّزَ الوعيُ بتاريخ الوطن، وبعظمته وبإنجازاته الخالدة، وبنضال رموزه وببطولات رجاله ونسائه، وبالتمسك بكل ما هو مقدس في تاريخه، وبالوفاء لمن ناضلوا وضحوا من أجل كرامته، ومن أجل حريته واستقلاله، ووحدته، وباستلهام الدروس العظيمة من إسهامات قادته الكبار، وفي طليعتهم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية.وأضاف إن روح الانتماء للوطن تزداد رسوخاً بهذا المهرجان وبغيره من الفعاليات، التي تفسح المجال للحوار وتبادل الأفكار والخبرات وتعزيز التواصل والتفاهم بين الشباب، وبالتنقل الحر عبر فضاءات الوطن والتعرف على تنوع طبيعته الجغرافية ومكوناته التاريخية والحضارية الزاخرة.وقال رئيس مجلس الشورى مخاطباً الشباب: إنكم تقفون اليوم على أرضية صلبة، قوامها الوحدة والنظام الجمهوري الديمقراطي التعددي، والأمن والاستقرار، وأن اليمن الذين تعيشونه اليوم، ليس كاليمن الذي كان بالأمس، وعليكم أن تنطلقوا من هذه الأرضية بعزيمة وثبات نحو المستقبل.وذكَّرَ رئيس مجلس الشورى بجيل الآباء الذين خاض واحدةً من أقدس المعارك من أجل يمن واحد موحد، و من أجل طي صفحة التشطير والتمزق والشتات، ومن أجل رد الاعتبار للوطن ولتاريخه المجيد.وقال لقد استمرت تلك المعركة عقوداً من الزمن، وتعددت وسائلُها وميادينُها، غير أنه في لحظة تاريخية حاسمة، تمكن ذلك الجيل من تحقيق الهدف، الذي كان عظيماً واستراتيجياً، ومعجزة اليمنيين الذين استطاعوا في زمن التشتت والتجزئة أن يصنعوا آية الوحدة العظيمة، التي ستظل مصدر إلهام وفخر لأجيال وأجيال.وقال: ما كان لهذا الهدف الأسمى والحلم العظيم أن يتحقق، لولا وجود تلك الإرادة الصلبة والحنكة القيادية الفذة التي تميز بها قائدنا الوحدوي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية.. هذا القائد الذي اختزل الزمن، وقدم الوحدة اليمنية أنموذجاً واعداً لأمته ومثالاً، للقادة الكبار المخلصين لشعوبهم وأمتهم، وذلك في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.ونوه رئيس مجلس الشورى بما تحقق للشباب في هذا العهد الوحدوي المبارك، في شتى المجالات العلمية والرياضية والثقافية، حيث يحتل الشباب طليعة اهتمام الدولة، باعتبارهم أساس التنمية والتقدم والازدهار في هذا الوطن، وقد أنفقت الدولة خلال العامين الأخيرين أكثر من 16 مليار ريال لإقامة 51 مشروعاً رياضيا وثقافيا لفائدة الشباب.وقال إن تلك الإنجازات هي التي توفر للشباب حق الحصول على العلم والمعرفة، وتمكنهم من الدخول إلى آفاق التكنولوجيا، و تجعل من دورهم الوطني فعالاً ومؤثراً.ووصف رئيس مجلس الشورى الشباب بأنهم يشكلون عماد النشاط السياسي والحزبي، في داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية وفي خارجها، وهم ذروة النشاط في كل ما يخص الشأن العام، عبر مختلف تكوينات المجتمع المدني من اتحاد وجمعيات وأندية ثقافية ورياضية، وتشكيلات شبابية.وعبر عن تطلعه إلى أن يتجه الشباب إلى جعل دورهم نوعياً في الحياة، وأن يكون إسهامهم فعالاً ومؤثراً في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وقال: نريدكم أيها الشباب أن تستشعروا مسئولياتكم تجاه البيئة والموارد الطبيعية، تحرصون على سلامة البيئة وتنوعها، تؤمنون بالقيمة العظيمة لبقاء الطبيعة في اليمن نابضة بالحياة، تسهمون بقوة في ترشيد استخدام الموارد الطبيعية لكي تجعلوها متاحة للأجيال التي ستأتي، تقدرون الإرث الثقافي المادي والمعنوي لشعبنا وتعتنون به، وتحفظونه للأجيال القادمة.وطالب الشباب بأن يحرصوا بشدة على الحوار فيما بينهم، وبينهم وبين الآخرين، فالحوار مبدأ إنساني عظيم،به تترسخ الوحدة الوطنية، وتبنى جسور الثقة بين مكونات المجتمع.واعتبر أن الروح الوطنية، بقدر ما تتغذى من الإيمان بالوطن وبتاريخه وإنجازاته، تتغذى أيضاً من هذه الممارسات المسئولة تجاه المحيط البيئي والتراث الثقافي، ومن التمسك بمبدأ الحوار.