تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي قبلته الحكومة اللبنانية ورفض حزب الله بعض بنوده
بيروت / متابعات :عقد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مساء امس مؤتمرا صحفيا قال فيه إن الوقت ليس وقت التفرقة بل وقت التعاضد والوحدة وأشاد بالمقاومة اللبنانية وأعرب عن اعتزازه بما تحقق على أرض المعركة وبتعاون اللبنانيين في مواجهة المحنة واعتبر القرار الدولي بمثابة إنجاز للبنان. وأعلن التزام لبنان بالقرار 1701 وإرسال الجيش للمرابطة في الجنوب ليحمي سيادة الوطن وأمن المواطنين ويصون أمنهم والدفاع عن حقوقهم وعن حق الدولة وواجباتها مؤكدا عزم الحكومة على ان لا يكون هناك سلاح خارج سلاح السلطة اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة وحدها طبقا لاتفاقية الطائف والقرار الدولي رقم 1701. ووعد بالخروج من الركود الاقتصادي وإيجاد فرص عمل مع توفير الاستقرار السياسي الذي يعيد الثقة للبنانيين ويدفع الأشقاء إلى العودة إلى لبنان والاستثمار فيه. واختتم السنيورة مؤتمره بالقول "سيبقى لبنان وسينهض لبنان".الى ذلك اكدت الحكومة اللبنانية يوم امس الاربعاء انه " لن تكون هناك سلطة لغير الدولة ولا سلاح لغير الجيش اللبناني الوطني " في كل مناطق الجنوب اللبناني من شمال الى جنوب نهر الليطاني بحسب ما قال وزير الاعلام اللبناني الدكتور غازي العريضي. وقال العريضي بعد ان تلا البيان الذي اعلن فيه قرار الحكومة نشر الجيش اعتبارا من اليوم الخميس في الجنوب, " لن تكون سلطة غير سلطة الدولة ولن يكون سلاح غير سلاح الجيش الوطني للدولة " ، مشيرا الى ان مجلس الوزراء قرر نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضائي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه المحافظة على الامن في هاتين المنطقتين وهذين القضائين . واوضح عزم الحكومة اللبنانية "على ان تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق للدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على الامن والنظام التامين، وكذلك الحفاظ على املاك المواطنين وارزاقهم وحمايتها ومنع وجود اي سلطة من اي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية" ، في اشارة الى الدور الذي كان ينفرد به حزب الله في هذه المناطق بدعم من الوجود السوري الذي كان يدعم موقف حزب الله الرافض لانتشار الجيش اللبناني واجهزة الدولة في جنوب لبنان بعد انسحاب اسرائيل منه عام 2000م . واعلن العريضي في بيانه الصحفي توجيهات الحكومة اللبنانية المشددة الى الجيش اللبناني بضرورة العمل على التأكد من احترام الخط الازرق وتطبيق القوانين المرعية ، مشيرا الى ان الحكومة اللبنانية كلفت الجيش وقيادته التعاون مع قوات الطوارىء الدولية اليونيفل بالنسبة لاي سلاح يوجد خارج سلاح الدولة اللبنانية والتعامل مع هذا السلاح إن وُجد بحسب ما ينص عليه قرار مجلس الامن 1701". من جانبه قال وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش للصحفيين عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء اللبناني " لقد وافقنا على القرار من دون اي تحفظ " وهو الامر الذي اعتبره المراقبون نهاية لحقبة طويلة كان حزب الله ينفرد فيها بفرض الفيتو على أي قرار او نقاش حول ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب حيث كان حزب الله وسوريا يمنعان وجود أي سلاح في الجنوب اللبناني غير سلاح حزب الله ! الى ذلك يشهد لبنان حاليا محادثات دبلوماسية مكثفة في اطار التمهيد لتعزيز قوة الطوارىء الدولية التي ستنتشر الى جانب الجيش اللبناني ، حيث وصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي مساء امس الأربعاء الى بيروت لاجراء محادثات تتمحور حول قوة الطوارئ الدولية المعززة التي ستنتشر الى جانب الجيش اللبناني، بحسب ما نص عليه القرار 1701 واكد وزير الخارجية الفرنسي اثر لقائه نظيره اللبناني فوزي صلوخ استعداد بلاده للمشاركة في قوة الطوارئ المعززة، وذلك بعد انتشار الجيش اللبناني في الجنوب. وقال الوزير الفرنسي : " فرنسا على استعداد للمشاركة في قوات الطوارىء الدولية المعززة لكن قبل ذلك يجب ان ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب ". وأشار الى ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك "سيتخذ في الوقت المناسب القرار المتوجب"، مضيفا ان "فرنسا تعتبر أن مشاركة دول عديدة في قوة الطوارئ المعززة امر اساسي". كما اجتمع دوست بلازي مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري. وهي الزيارة الرابعة له إلى لبنان خلال أقل من شهر.كما وصل امس الاربعاء ايضا الى العاصمة اللبنانية وزراء خارجية تركيا عبدالله غول وماليزيا سياد حميد البار وباكستان خورشيد قاصوري الذين طرحت اسماء بلادهم لمشاركة محتملة في القوة الدولية. والتقى غول رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ووزير الخارجية، في حين التقى الوزيران الباكستاني والماليزي الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيسي الحكومة والمجلس وصلوخ. وجمع غداء عمل الوزراء الأربعة مع السنيورة. وقد أبدوا استعدادهم لمساعدة لبنان في إعادة الإعمار.وأفاد مقربون من دوست بلازي ان هذا الاخير أثار مع المسؤولين اللبنانيين "شروط انتشار اليونيفيل معززة ومسألة اعادة فتح المطار والمرافئ وشروط توزيع المساعدات الانسانية على النازحين". وتضم قوة الطوارئ الدولية (يونيفيل) الحالية الفي عنصر بينهم مئتا فرنسي. ونص القرار الدولي 1701 على زيادة عددها وعديدها الى 15 الفا، وتم تجديد مهامها وتوسيعها حتى نهاية اغسطس/آب 2007. وتعتمد الامم المتحدة على فرنسا لتزويدها بالنواة الاساسية للقوة الدولية، بحسب ما ذكر مسؤول كبير في المنظمة الدولية.وكان الجيش اللبناني قد بدأ بترميم الجسور وتجميع قواته البرية يوم امس الاربعاء تمهيدا للانتشار هذا اليوم الخميس في شمال وجنوب نهر الليطاني. وافاد تلفزيون المستقبل ان "الجيش يجمع قواته شمال نهر الليطاني الذي يبعد في بعض الاماكن حوالى ثلاثين كيلومترا عن الحدود مع اسرائيل.على صعيد متصل نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر لبنانية انه بعد تلقي الجيش القرار السياسي، باتت مهمته اعداد المنطقة المعنية بالانتشار من خلال اتصالات تشمل كل التنظيمات المسلحة الموجودة في المنطقة والتي لا تقتصر على "حزب الله"، بل تشمل منظمات فلسطينية موالية لسوريا. وفي هذه الاتصالات كان التركيز على ان يكون الجنوب مثل بيروت، دون مظاهر مسلحة على الاطلاق، ومن لديه سلاح فليسلمه الى الجيش او يسحبه. واذا ما ظهرت عقدة، وحتى الان لم تظهر، يمكن العودة الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأنها.