اسرائيل تحث سكان قرى في جنوب لبنان على إخلائها فوراً
اثار الدمار جراء القصف الإسرائيلي على المناطق السكنية
بيروت / القدس المحتلة / وكالات :أعلن مصدر امني لبناني ان معارك ضارية تدور مساء أمس السبت داخل بلدة مارون الرأس بين قوات اسرائيلية دخلت هذه البلدة وبين مقاتلي حزب الله. وقال المصدر نفسه ان هذه المعارك بدأت بعيد الظهر اثر توغل الدبابات الاسرائيلة الى هذه البلدة المجاورة تماما للحدود مع اسرائيل. من جهتها اعلنت حركة المقاومة الاسلامية, الجناح العسكري لحزب الله في لبنان, تدمير ثلاث دبابات اسرائيلية في هذه المعارك. وجاء في البيان ان "مجاهدي المقاومة الاسلامية يخوضون مواجهات عنيفة ودامية مع نخبة جنود العدو في مارون الراس فدمروا ثلاثا من دباباته وقتلوا وجرحوا اكثر من عشرين جنديا وضابطا". وتابع البيان "ان المواجهات على اشدها حيث تحاول مدرعات العدو التقدم الى وسط البلدة تحت ستار من القصف البري والجوي العنيف من اجل السيطرة عليها, لكن المجاهدين الابطال ما زالوا يصدونها ببسالة ويوقعون الخسائر في صفوفها". وكان مصدر في قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان اعلن اليوم السبت ان آليات اسرائيلية عبرت بعد ظهر السبت الى مارون الراس. وقال مسعفون والجيش الاسرائيلي ان اكثر من 40 صاروخا اطلقها مقاتلو حزب الله اللبناني سقطت على بلدات في شمال اسرائيل اليوم السبت مما ادى الى اصابة 16 شخصا والحاق اضرار بثلاثة منازل واشتعال النار في عدة سيارات. وذكر مسعفون ان الصواريخ اصابت منازل في كرميئيل وصفد اللتين تبعدان 15 كيلومترا و12 كيلومترا على الترتيب عن الحدود اللبنانية. وقال مسعفون ان ستة اشخاص اصيبوا بجروح منهم امرأة نقلت الى المستشفى في حالة خطيرة. وقالت خدمات الانقاذ ان زخة اخرى من الصواريخ اطلقت بعد ساعات اصابت كرميئيل مما ادى الى اصابة شخص بجروح خطيرة. وسقطت صواريخ اخرى على بلدات نهاريا وكريات شمونا وروش بينا الواقعة على مسافة أقرب من الحدود اللبنانية. وفي نهاريا كافح رجال الاطفاء لاخماد حريق كبير اندلع عندما شبت النيران في مركبتين بعد هجوم. واصيب شخص بجروح. ويحتشد الجنود الاسرائيليون على الحدود استعدادا لاحتمال شن هجوم برى على مقاتلي حزب الله المتحصنين في جنوب لبنان. واطلق مقاتلو حزب الله اكثر من 600 صاروخ على اسرائيل خلال 11 يوما مما ادى الى مقتل 15 مدنيا. على صعيد متصل وجه وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاولز الذي يزور لبنان أمس السبت انتقادا شديدا لاسرائيل لقيامها "بقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية" في لبنان. وصرح هاولز امام صحافيين في بيروت "هذه ليست ضربات دقيقة التصويب, من الصعوبة بمكان فهم نوع التكتيك العسكري المستخدم, اذا كانوا يطاردون حزب الله فيجب استهداف حزب الله وليس كل الشعب اللبناني". وقال لاحقا في حديث الى شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية ان الاسرائيليين "يدمرون كامل البنى التحتية في لبنان ويقتلون اعدادا كبيرة من المدنيين, ومن الصعب جدا ان نعرف كيف يمكن لهذا الامر ان يخدم الغايات التي حددوها لانفسهم". واوضح ان وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي ابلغها نتائج زيارته للبنان, ستجري محادثات السبت مع نظيرتها الاميركية كوندوليزا رايس. ويزور وزير الدولة البريطاني المكلف شؤون الشرق الاوسط لبنان في اطار جولة في الشرق الاوسط تقوده ايضا الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن.وكان قد أصيب 18 إسرائيليا بعضهم بإصابات مباشرة وبعضهم بحالات هلع نتيجة قصف بقذائف كاتيوشا أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل رداً على الهجمات العدوانية المتواصلة على لبنان.. وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 70 صاروخا سقطت على بلدات كرمئيل وكريات شمونة ونهاريا ومسكاف عام حيث أدت إلى نشوب حريق كبير, إضافة إلى رشقات كاتيوشا بحيفا سقطت بمناطق غير مأهولة على ما يبدو
دبابات إسرائيلية أثناء توغلها في جنوب لبنان
فقد خلف سقوط الكاتيوشا على كرمئيل إلى إصابة شخصين, جراح أحدهما وصفت بالمتوسطة والآخر بالخفيفة. كما دوت صفارات الإنذار أمس بحيفا التي تعرضت أمس الاول لرشقات كاتيوشا خلف أعنفها 30 جريحا إسرائيليا اثنان منهم بحالة خطرة. . وقد واصل الطيران الإسرائيلي عدوانه الهمج باستهداف شمال لبنان وجنوبه بعشرات الغارات منذ الليلة قبل الماضية. ودمرت الغارات هوائي محطة تقوية بث تلفزيوني يستخدمها تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال " أل بي سي" وهوائيا آخر لشركة ألفا للهاتف النقال إلى الشمال من بيروت,. وأفاد مسؤول في "أل بي سي" إن قصف الهوائي أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر من العاملين هناك. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه قصف 150 موقعا خلال 24 ساعة. كما استمر قصف القرى الجنوبية قرب الخط الأزرق, وطالت الغارات مدينة صور وقرى طلوسية والنبطية والخيام مخلفا مقتل ثمانية قتلى. وشهدت البلدة الأخيرة 30 غارة منذ يوم أمس الاول, استعملت في السلسلة الأخيرة منها قوة تدميرية هائلة, مما أدى إلى دمار 13 مبنى, دون وقوع قتلى.كما زعم الجيش الإسرائيلي أنه تمركز بموقعين في قريتي مروحين ومارون الراس قرب الخط الأزرق. غير أن القوة الدولية -التي أكدت الخبر بداية- عادت لتقول إن الجيش الإسرائيلي عاد وأخلى موقعه من مروحين التي لا تبعد إلا بضع مئات من الأمتار عن الخط الأزرق, لكنه أبقى على أربع دبابات في مارون الراس. وعلى طول الخط الأزرق استمر الحشد العسكري استعدادا لما قيل إنها عمليات برية محدودة لأن " إسرائيل لا تنوي بأي طريقة من الطرق أن تنجر إلى حيث يريد حزب الله أن يأخذها", على حد قول وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيريتس, إشارة إلى احتمال الاجتياح البري الذي أكد وزير الدفاع اللبناني أن الجيش اللبناني سيتصدى له إن حدث. وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أن تصعيد العمليات عبر الحدود بات ضروريا لأن الطيران ليس قادرا دوما على تحديد وتدمير التحصينات القوية لحزب الله, وسيستعين بأسلحة أميركية موجهة بالليزر للنفاذ إليها بحسب صحيفة نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن قررت التعجيل بإرسال شحنة منها اتفق بشأنها العام الماضي في سياق اخر ذكرت مصادر عسكرية ان القوات الاسرائيلية دعت أمس سكان نحو عشر قرى في جنوب لبنان على مغادرتها قبل ضربات جوية تعتزم توجيهها للمقاومة على حد زعمها وأوضحت المصادر ان سكان القرى طلب منهم الرحيل عن طريق رسائل بثت إذاعيا وطلبات لزعماء المنطقة.ولم يعرف على الفور عدد السكان الباقين في تلك القرى بعد القتال المستمر منذ عشرة ايام في المنطقةإلى ذلك ووسط أجواء مثقلة بالحزن والأسى دفن المستشفى الحكومي بمدينة صور الساحلية جنوب لبنان جماعيا جثث 106 لبنانيين قضوا في القصف الهمجي الإسرائيلي على المدينة والبلدات المحيطة بها في الأسبوع الأول من العدوان الذي بدأ قبل احدى عشر يوم. وقال مسؤولون في المستشفى إن الضحايا سيتم دفنهم في مقبرة واحدة بشكل مؤقت في ساحة إحدى ثكنات الجيش اللبناني قرب المستشفى، إلى أن يتسنى تسليمها لأقاربها. وتجمع مئات الأقارب مذهولين حول شاحنتي نقل مبردتين محملتين بالجثث التي تعود غالبيتها إلى نساء وأطفال انتظارا لمراسم الدفن. وقد أجهش الأطفال بالبكاء فيما دقت نساء بأيديهن على الشاحنتين، وهز رجال رؤوسهم يأسا وهم يرددون الدعاء. وتكدست في الشاحنتين -اللتين تحولتا إلى مشرحة متنقلة- جثث ضحايا الأسبوع الأول من العدوان ومعظمهم من منطقتي صور والزهراني. وقد لفت كل جثة بكيس أبيض من النايلون علقت على طرفه ورقة تحمل اسم الشخص واسم بلدته وتاريخ مقتله. ولمواجهة العدد المتزايد من جثث الضحايا تحولت دكاكين عدد من النجارين في وسط صور إلى ورشة واحدة تعد النعوش الخشبية التي ستوضع فيها الجثث. وعزت إدارة المستشفى لجوءها لعمليات الدفن إلى حاجتها لإخلاء مساحة في المشرحة بسبب تدفق المزيد من جثث القتلى، إضافة إلى بدء انتشار الروائح الكريهة رغم تخصيص مولد كهربائي لتبريد الجثث.وقال المدير محمد زين الدين إنه تم طلب تزويد المستشفى بشاحنة مبردة ثالثة، مشيرا إلى وجود 60 جثة لا تزال تحت الأنقاض في بلدة صريفا القريبة من صور.