- أكثر الكلمات تداولاً في الصحافة وفي الشارع العام في اليمن..حاشد.. بكيل.. عبيدة.. دهم.. شبوان.. وعصيمات وخولان وذو محمد وحسين وأرحب والحدا وهلم جرا من العصبيات القبلية التي بات لا عاصم من قواصمها.. قصمت الدولة وأرهقت المجتمع.. ومعظم السكان في البلد “شقاة” معها يدفعون الضرائب إلى الخزانة العامة فتخرج بسهولة إلى أيدي هؤلاء كديات وتعويضات ومحدعش ومعشر ومربع ومخمس.. ورواتب وسيارات وترضيات.. حتى أن قاطع الطريق يكسب في جولة واحدة ما يحصل عليه أساتذة جامعة صنعاء في شهر واحد مجتمعين، وعجزت الدولة عن إنشاء منطقة حرة في عدن منذ عام 1992م لأن شيوخاً سطوا على أراضيها.يلتحق المتخرج من الثانوية العامة بكلية الشرطة أو الحربية بعد خضوعه لتدقيق بدني ومقاييس طول وعرض وفحص طبي وبعد أربع سنوات يتخرج برتبة ملازم ثان، بينما يكفي لرجل قبيلة أن “يفسد على الدولة” فيكافأ برتبة عقيد رأساً وعشرة مرافقين مبندقين.- صارت القبيلة فوق القانون.. فإذا طبق قانون على مجرم فيها جاءت إلى العاصمة لاختطاف مسؤول في الحكومة.. ومؤخراً اختطفوا الدكتور عاصم السماوي وساقوه إلى خولان بعد أن عجزوا عن اختطاف شقيقه القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا للجمهورية المطلوب رقم واحد لقبيلة السمهان.. تصوروا أن رئيس السلطة القضائية وهي السلطة الثالثة في الدولة مطلوب من قبل القبائل.. وغير بعيد أن يقع ذات يوم هو أو رئيس الحكومة في قبضة قبائل من خولان أو صولان أو بولان أو عصيمات أو بريمات، وهذا ليس جديداً فقد ضرب رئيس إحدى القبائل ذات يوم قائماً بأعمال رئيس الوزراء. تستنكف هذه القبائل عن قوانين الدولة.. لا تريد لفرد منها أن يحكم بقانون الدولة بل بقانونها هي.. وليتها تحترم أعرافها فلو فعلت لهان علينا الأمر ولسلم المواطنون من الخوف لكنهم يخوفون ويدفعون الضرائب التي تؤول إلى القبائل بعد أن صارت لها كل هذه الجولات والصولات التي فاقت صولات ربيعة ومضر أيام الجاهلية عندما لم يكن للعرب شيء اسمه دولة وقوانين مدنية.- وعلى ذكر الدولة.. توجد في دول مثل السعودية والعراق وسوريا ولبنان ودول الخليج العربي قبائل وبطون وأفخاذ وعشائر تنسب لأسماء مثل عدنان وقحطان وعبيدة وحاشد وبكيل ومذحج وغيرها من الأنساب.. وكل نسب وهم طبعاً.. ومع ذلك فإن أولئك القبائل صاروا مواطنين ينتمون إلى وطن ودولة.. صاروا جزءاً من شعوب تلك الدول دون تمييز أو عصبية أو تعال على الدولة وقوانينها.. لا اختطاف ولا تمرد ولا حروب ولا نهب ولا قتل ويدفعون الضرائب ويسهمون في نهضة بلدانهم.. والدول هناك دول مثل بقية خلق الله، فلماذا عندنا الأمر مختلف.. القبائل نظير للدولة أو فوقها.. القبائل تعيش على ما يدفعه المواطنون من ضرائب للخزانة العامة.. وفوق ذلك خوف وفوضى من كل الأصناف والصور.
شعب(شاقي مع القبائل).. إلى متى؟
أخبار متعلقة