ينصرون “الإسلام” بقتل المسلمين.. في مقديشو
- المقاتلون الصوماليون المناوئون للحكومة الضعيفة - الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي - يقولون إنهم يقاتلون «الكفار العملاء» ولذلك فإنهم يقتلون مئات الصوماليين من أبناء جلدتهم ووطنهم ودينهم ويشردون الآلاف في بلد بلا مقومات حياة!.- طبعاً حكومة شيخ شريف أحمد ليس فيها مسيحي واحد ولا بوذي ولا هندوسي ولا زرادشتي ولا حتى علماني أو نصفه. كلهم مسلمون يصلون على النبي العربي (صلى الله عليه وسلم) وأثر السجود ظاهر وبارز في جبهة كل واحد من وزراء الحكومة والبرلمان الصوماليين.- وحتى الرئيس نفسه - شيخ شريف - كان إلى الأمس القريب لا غير هو أمير المجاهدين الذين يقاتلونه اليوم، وكانوا يدينون له بـ «البيعة» ويأتمرون بأمره تحت لواء «المحاكم الإسلامية»، وهو من اقتحم بهم البلدات والمدن الصومالية وصولاً إلى مقديشو!- يا سبحان الله، كيف اكتشفوا بعد كل هذه السنوات أن أميرهم «كافر وعميل»؟! وماذا عنهم؟ ومن يستمع ويتابع أحاديث وآراء «حسن أويس» عبر الجزيرة وغيرها، وهو الحليف الأسبق لشيخ شريف وتقاسما معاً مسيرة المحاكم الإسلامية و «جهاد» المحاربين ضد حكومة الرئيس السابق عبدالله يوسف، سيكتشف كم أن الرجل مخلص جداً لجهله ولغبائه - الذكي «واحد حبة ما في مخ»!- فهو يغالط الجميع ويكذب حتى على نفسه، فيكفر أميره السابق ويدعي بأن الحكومة الصومالية (المسلمة) كافرة وعدوة لله وعميلة للغرب المسيحي! ولما كان «أويس» هو الأب الروحي لشيخ شريف وللمحاكم وللشباب المجاهدين والحزب الإسلامي دفعة واحدة، وهو أيضاً مدرج ضمن قائمة «أبرز الإرهابيين المطلوبين» لأمريكا وللغرب ودول أخرى، فإنه تحالف واستعان بحكومة أسياسي أفورقي، في أسمرة - وهي ليست مسلمة على كل حال - لمقاتلة الحكومة الصومالية المسلمة بدعوى كفرها! فمن هو أحق باللقب والإدانة!!أنا لا أفتي ولا أقول.!- ما معنى «الجهاد» في الصومال؟ وما معنى أن يباد آلاف الصوماليين بذريعة سخيفة وفاجرة «من أجل إقامة إمارة إسلامية»!!وهل كان الإسلام «إمارة» قائمة على الجماجم والجثث والدماء والأشلاء والدمار؟ وما هو هذا الدين الذي لا ينصرونه إلا بهزيمة المسلمين وقتلهم وحرقهم أحياء وتدمير بلادهم عن آخرها؟!- قبل أيام كان المجاهدون الأشاوس يقيمون وليمة كبيرة وحاشدة لقطع أيدي وأرجل شخصين اتهما بسرقة «تلفون سيار» وأقيم بحقهما الحد الشرعي!!صدقوا.. لم تعد هناك حياة في الصومال، ومقديشو تحولت إلى أكبر مقبرة جماعية مفتوحة في التاريخ - منذ 18 عاماً - والمجاهدون الأشقياء يحدثونك عن سرقة تلفون سيار؟!!مع أنهم يسرقون حياة ونفوس وأرواح الآلاف من شعبهم المسلم، فمن يقيم عليهم الحد ويوردهم مقصلة القصاص؟!- مسكين هذا الرجل - (شيخ شريف) فلم يحظ بيوم واحد آمن في القصر الرئاسي بالعاصمة المحروقة مقديشو، ولم يفعل له الاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية أو الأمم المتحدة ومجلسها الأمني شيئاً يذكر لمساعدته على بسط الأمن والسيادة ومساعدة شعبه المحكوم بالموت والتشرد وأمراء الحروب والمجاهدين القتلة!!- وأنا أتطلع إلى صورة وهيئة الرئيس الناحل شيخ شريف، أستطيع تماماً وبدون مشقة تذكر أن أقرأ في صفحة وجهه وتضاريس سحنته شعباً بأسره ورواية الصومال (الحديث) الغارق في ثمانية عشر عاماً من الحرب والدم والدمار.. أعادته ثمانية عشر قرناً إلى الوراء.- وفي هذه الظروف والأحوال.. المجاهدون ينصرون دين الله كما يجب: يقتلون إخوانهم الأبرياء ويكفرون حكومتهم ورفاق الأمس، ويستعينون بالكفار الصالحين على حرب المسلمين الكادحين!! وبعد ذلك.. يحدثونك عن سرقة تلفون سيار في مقديشو!!قاتل الله المتنطعين جهلاً.. وجاهلية!- المشكلة أن البعض - ومنهم «حسن أويس ما في مخ» - يتحدثون من أسمرة (أريتريا) علناً عن دعم الحكومة الأريترية لهم، وفي نفس الوقت يبرر لنفسه مقاتلة حكومة الرئيس الجديد والمنهك «شيخ شريف» بدعاوى عدة واتهامات لا دين لها.. ومنها على سبيل المثال اتهام الحكومة بالعمالة لجيبوتي!!!- تصوروا! يعني ما الذي تكسبه جيبوتي - مثلاً - من زرع عملاء لها في خرائب وأطلال مقديشو؟! وما هو الجامع بين العمالة للغرب والعمالة لجيبوتي الجارة الصغيرة والمسالمة؟! وما هي المعلومات (الخطيرة) التي يسربونها من مقبرة كبيرة إلى جيبوتي؟!- ولكن، من يطلق هذه الاتهامات المضحكة المبكية، لا يسأل نفسه لماذا هو هنا (في أسمرة) وهل هناك عمالة على الطريقة الإسلامية (حلال) - على وزن (مذبوح على الطريقة الإسلامية) في الدجاج الفرنسي الشهير (دو)..!- برغم كل شيء.. وبرغم المحرقة الحية والمذابح اليومية.. وبرغم انعدام أبسط مقومات الأمن والسلامة والحياة - فضلاً عن التجارة - إلا أن تجارة المخدرات في العاصمة المحروقة مقديشو لم تتوقف، بل على العكس يقال بأنها شهدت رواجاً أكثر من ذي قبل وبكميات تجارية وافدة من مزارع الحشيش بأفغانستان، مع المقاتلين القادمين من هناك!!- والحال أنه إما أن يموت الجياع الصوماليون برصاص المجاهدين أو بالمخدرات أو بالجوع والمرض. هذه ثلاثة خيارات تمنحك فرصة للفوز بالإجابة الصحيحة.. وكلها خاطئة وملعونة (!!)- يشغلني - نوعاً ما - وجود منصب وزير للزراعة في حكومة شيخ شريف.. وأتساءل بصدق وبراءة: ما الذي يفعله صاحبنا الوزير وبماذا يشغل نفسه ووقته هذه الأيام؟إلا إذا كانت الزراعة مقتصرة على حديقة القصر الرئاسي المحاصر.. عندها يمكن التماس العذر لوجود وزارة مختصة بهكذا قطاع!