نعمان الحكيم :تتعاضم أهمية المياه , وتتزايد يوماً بعد يوم سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي أو الدولي , وتفرد هذه الدول أو بعضها مساحات واسعة من الدراسات والأبحاث سواء على مستوى المعاهد أو المراكز البحثية , أو على المستوى الأكاديمي في أطروحات الماجستير في إيجاد بعض الحلول أو حتى تقديم مقترحات تفيد القائمين على شؤون المياه من خلال الأخذ بها أو ببعضها .والمياه بحد ذاتها ومنذ الأزل قامت على أساسها المدنية والحضارات الضاربة في جذور التاريخ وكانت ولا زالت الشغل الشاغل للحياة .. وإلى اليوم وعبر حقب التاريخ تظل المياه مادة حيوية ومتجددة الاهتمام أكثر فأكثر وقد تنشب حولها مشكلات عويصة وقد تؤدي بعضها إلى شن الغارات وقيام الحروب الطاحنة , والعياذ بالله من مواقف من هذا النوع , عندما يصير الاقتتال وإفناء الحياة في سبيل مصدر الحياة نفسه وهو الماء الذي خلقه الله سبحانه وسخره لكافة الناس في هذه الدنيا واسعة الأرجاء .ونحن في اليمن والحمد لله بعيدون عن هذه الأمور , جملة وتفصيلا , لما منحنا الله من ثروة مائية , وإن كانت قليلة في مصادرها , لكنها دائمة وديمومة الحياة منها مستمرة , رغم استنزاف أكبر كمية منها لزراعة الآفة المحببة للناس ( القات ) , لكن مع هذا وذاك تظل المياه مستقرة لو أحسنا الترشيد في الاستخدام الأمثل .. ولو روينا مزارعنا كلها بمياه الصرف الصحي ومياه الأمطار والسيول المتجمعة في السدود الكثيرة , فقط لو هناك إرادة ومراقبة يقظة من الدولة ومراعاة الله سبحانه وتعالى ومراقبة الضمائر , فقط لو كنا كذلك لكان ما نستخدمه للزراعة والري والبستنة مدعماً لمياه الشرب التي نعاني من نقص فيها , لكنه إلى الآن بقدرة الله لا يشكل خطراً محدقاً على الأقل في زماننا هذا !!لذلك كانت أهمية المياه قد حظيت بعدد من المواضيع البحثية في كليات جامعة عدن وجامعتي صنعاء وحضرموت , وربما بقية الجامعات الحكومية والأهلية إلى جانب خريجي الدراسات العليا من طلابنا المبتعثين إلى دول عربية وغربية .. وقد طالعنا ونطالع ذلك عبر الصحف والمجلات التي تشير إلى هذه المواضيع الهامة .. ما يعني ذلك أن تتعاظم المسؤولية الوطنية لدى كافة الناس لأخذ الدروس مما يجري باعتبار الخطر قادم قادم حتى وإن لم يكن الآن .. فعلينا على الأقل , أن نحسب الحساب لأبنائنا وأحفادنا في حياتهم اللاحقة , من بعدنا إذ أن عدم الحفاظ على ثروة الماء بدءاً من المواطن البسيط حتى أعلى مسؤول في البلد , يكون هو الجحود والنكران لنعمة الله تعالى .. وهو مالم يرضى به أي إنسان عاقل في هذه الدنيا الواسعة !من هذا المنطلق ومن الأهمية التي اسلفنا فيها , ونظراً لجهود وزارة المياه والبيئة ومراكزها المتخصصة ,, فإن الجهد العام يغدو مكملاً لبعضه البعض حتى تعم الفائدة وتزخر الحياة بهذه النعمة الإلهية .. من هذا كله , كانت الرسالة العلمية التي تقدم بها الأستاذ الباحث / حسين مثنى العاقل , طالب الدراسات العليا في كلية الآداب في جامعة عدن قسم الجغرافيا .. وهي أطروحة علمية هامة بلغت في حجمها من الكبر , ما جعل المناقش الدكتور / قصي السامرائي يعلق على حجم الدراسة الكبيرة , لكنه لم ينتقص منها , بل قيمها وأعطاها دفعة إلى الأمام .. ما جعل لجنة المناقشة تقرر بعد استيفاء النقاشات أن تمنح الباحث درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف .. وهو شرف ليس له لوحده بل للوطن كله ومحافظة الضالع مسقط رأسه ولعدن التي أحتضنته وربته وأوصلته إلى هذا المركز العلمي الرفيع .ومع تهانينا للدكتور / العاقل .. نأمل أن يستفاد من جوهر محتوى هذه الرسالة العلمية في الحفاظ على المياه وقيام دراسات مماثلة على مستوى المحافظات الأخرى التي تعاني من شحة المياه لكي تقدم حلولاً عملية إن شاء الله وفي الأخير .. لكل مجتهد نصيب بكل تأكيد .. فهل نبدأ ؟!
|
ابوواب
المياه في العلم والحياة .. دروس وعبر !
أخبار متعلقة