شخصيات خالدة
ولد جون ميلتون سنة 1608 في احدى ضواحي لندن، وقد نشأ ميلتون في بيئة يغلب عليها طابع التدين الممتزج بقدر كبير من الالتزام، وكذلك عُرف عن هذه الاسرة حبها الشديد للعلم، من المعروف ايضا ان أباه كان شغوفا بالموسيقى، فضلا عن كونه مؤلفا وملحنا موهوبا، وربما كان حب ميلتون للموسيقى نابعا من التصاقه الدائم بأبيهعاش ميلتون حياة مليئة بالمتاعب والمآسي المفجعة، فقد كانت المصائب تأتي تباعا، الواحدة تلو الأخرى، حيث فقد ابنه الأصغر في سنة 1952، ثم ما لبث ان فقد زوجته في العام نفسه، وبعد ذلك يستمر مسلسل الأحزان حيث يفقد بصره في العام نفسه، وبعد أربع سنوات تزوج مرة اخرى وفقد زوجته الثانية وطفلتها الرضيعة، وفي سنة 1663 خاض ميلتون غمار تجربة جديدة حيث يرتبط بسيدة تدعى اليزابيث ميتشال، وظل يتخبط في هذه الحياة حتى إختطفه الموت في سنة 1674 وأنطوت آخر صفحة من صفحات حياته. كان لرحلته الى ايطاليا أبلغ الأثر في نضوجه الأدبي، فلم يكن ميلتون مجرد زائر ولكنه كان أشبه ما يكون بسفير لثقافته. وقد كان محظوظا أكثر من أي مسافر آخر لأنه كانت لديه القدرة على التحدث بطلاقة باللغة اللاتينية مما أتاح له فرصة ذهبية للاحتكاك بالأدباء والفنانين والايطاليين، حيث شارك في كثير من المناقشات الفلسفية والادبية التي كانت تدور رحاها في ذلك الوقت. لقد كان ميلتون مولعا بالحرية وأولاها اهتماما كبيرا، ويرى ميلتون ان العقل الذي منحه الله للانسان تظهر آثاره في قدرة الانسان على الاختيار، ومن هنا فإن الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الانسان على تبني اختيارات صحيحة.ويعتقد ميلتون ان الفرد الصالح قادر على ان يقوم باتخاذ قرار منطقي وعقلاني في كل لحظة وفي أي موقف يتعرض له في حياته اليومية. وهذا الموضوع يشغل جزءا كبيرا من مساحة أعماله الادبية، ولاشك ان اختياره للشعر المرسل في الفردوس المفقود يبدو أكثر من مجرد اختيار جمالي، فهو يرى ان الحرية مثل الجنة تم فقدها ولكن يمكن استعادتها مرة اخرى. كان ميلتون صاحب مدرسة أدبية في الشعر، ويعده النقاد من بين عظماء الشعر الانجليزي، لدرجة انهم وضعوه جنبا الى جنب مع وليام شكسبير، شارك الكثيرين من شعراء النهضة ـ خاصة سبنسر ـ في القدرة على استخدام الأساطير الكلاسيكية بطريقة جادة في اطار من الشعر الديني هناك الكثير من قصائد الحب المؤثرة في كتابات ميلتون ومنها على سبيل المثال قصيدته «كوماس» التي تحكي قصة حب مثيرة بعيداً عن الاثارة الجنسية التي كانت تتصف بها كتابات ذلك العصر.توفي ميلتون سنة ف 1674، في بكينغامشاير تاركا الكثير من الاعمال الادبية والشعرية والمسرحية ، فمنها الفردوس المفقود التي تحكي قصة الشيطان وهبوط آدم وحواء ، شمشون المصارع.