من زيارة أوباما للهند
نيودلهي /14 أكتوبر/ رويترز : دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهند يوم أمس الأحد لتعزيز جهود السلام مع باكستان المتعثرة منذ هجمات مومباي في 2008 والتي تعتبر حيوية لجهوده الرامية لتحقيق النصر في حرب أفغانستان.ويتعين على أوباما الذي بدأ اليوم الثاني من زيارته أن يحقق توازنا دقيقا بين تعزيز علاقة بلاده مع الهند في الوقت الذي تزيد فيه أهميتها الاقتصادية والسياسية وفي الوقت ذاته تقديم مليارات الدولارات من المساعدات لباكستان وتشجيع السلام الأوسع نطاقا في أفغانستان.ووصفت زيارة أوباما إلى الهند في إطار جولة آسيوية تستغرق عشرة أيام بأنها تقرب الولايات المتحدة من الهند في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن أن تحيي اقتصادا ضعيفا وتحشد التأييد للضغط على الصين فيما يتعلق بعملتها. لكن مخاوف الهند حول باكستان طغت على محادثات يوم أمس الأحد .وفي مواجهة وابل من الأسئلة من الطلبة في إحدى الكليات بالمركز المالي للهند تعين على أوباما أن يتحدث بحرص عن العلاقة مع كل من البلدين النووين قائلا إن كلا منهما ضروري في المساعدة على استقرار أفغانستان حيث يحارب الآلاف من الجنود الأمريكيين متشددين.وقال أوباما للطلبة «أملي هو أنه بمرور الوقت تنمو ثقة بين البلدين وأن يبدأ حوار ربما في قضايا أقل إثارة للجدل ويلي ذلك الاتجاه للقضايا الأكثر إثارة للجدل.ونقلت وكالة برس تراست الهندية للأنباء عن عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قوله إن الولايات المتحدة عليها أن تلعب «دورا أكثر فاعلية في التوصل لحل سلمي لقضية كشمير» نظرا للعلاقات الهندية الأمريكية الوثيقة.وكشمير هي قلب النزاع بين الهند وباكستان اللتين تزعم كل منهما السيادة عليها بالكامل وخاضتا حربين بسببها.وتلقي الهند باللوم على باكستان في دعم المتشددين وتقول إن عناصر في دولة باكستان وراء هجمات مومباي عندما قتل مسلحون متمركزون في باكستان 166 شخصا في هجوم استمر 60 ساعة في مومباي المركز المالي للهند.وزاد هذا الهجوم من التوترات بين البلدين اللذين قامت بينهما ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947 . وقطعت الهند على الفور محادثات سلام مع باكستان لكن عقدت بعض الاجتماعات غير المثمرة على مستوى رفيع خلال العام الماضي.ومضى أوباما يقول «نقدر استثمارات الهند في التنمية في افغانستان. ينبغي لباكستان ان تشارك في هذه العملية.. في واقع الأمر كل دول المنطقة ستحتاج إلى أن تكون شريكة في هذه العملية.»وأردف قائلا «الولايات المتحدة ترحب بذلك.. لا نعتقد أن بإمكاننا أن نفعل ذلك بمفردنا.وقدمت الهند 1.3 مليار دولار من المساعدات لأفغانستان في سياسة تسبب توترا لباكستان التي تعتبر أن أفغانستان منطقة نفوذ تابعة لها. وتريد الهند تحقيق الاستقرار هناك للحيلولة دون تحول البلاد إلى مأوى للمتشددين المناهضين للهند.وأضاف أوباما إن باكستان لا تتصرف بسرعة كافية لمواجهة التشدد داخل حدودها وهو ما عبر عنه الكثير من المسؤولين الهنود منذ فترة طويلة ويقولون إن اسلام اباد تخدع واشنطن من خلال أخذ المساعدات وفي الوقت ذاته تدعم المتشددين في أفغانستان.وأضاف أوباما «عدد الباكستانيين الذين قتلهم الإرهابيون داخل باكستان ربما يكون أكبر من أي مكان آخر.كما سيزور أوباما اندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان في إطار الجولة الآسيوية التي تسعى خلالها واشنطن إلى حث الدول على عدم خفض قيمة عملاتها من جانب واحد لحماية صادراتها وهو أحد الموضوعات الرئيسية في قمة زعماء مجموعة العشرين التي تعقد في سول الأسبوع الحالي.وبعد الهزيمة التي مني بها الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي يحاول أوباما زيادة الصادرات وفرص العمل من خلال تعزيز الاستثمارات في دول مثل الهند في محاولة لإظهار أن الفائدة التي يمكن أن تعود على الناخبين الأمريكيين ستفوق المخاوف.ولتحقيق هذه الغاية أعلن أوباما صفقات تجارية قيمتها عشرة مليارات دولار قال إنها ستدعم 54 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة.لكنه ناشد يوم أمس الأحد دولا آسيوية مثل الهند أن تفتح اقتصاداتها أكثر أمام الشركات الأمريكية. وتفرض الهند قيودا على الاستثمارات الأجنبية في مجالات رئيسية مثل بيع التجزئة والخدمات المالية.وذكر أن التقدم في معالجة مشكلة البطالة في الولايات المتحدة لا يسير بالسرعة الكافية مما يتطلب بعض إجراءات التصحيح في منتصف الطريق إثر انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي.وأردف قائلا «نسبة البطالة في الولايات المتحدة مرتفعة جدا في الوقت الحالي مقارنة بالنسبة المعتادة ورغم اننا نحرز تقدما الا انه لا يتحقق بالسرعة الكافية.وفي وقت سابق من يوم أمس الأحد شاهد أوباما وزوجته ميشيل أطفالا يرتدون الزي التقليدي وهم يؤدون بعض الرقصات احتفالا بمهرجان ديني. وبادرت ميشيل بمشاركة الأطفال الرقص ثم تلاها الرئيس بينما ضحك مسؤولو البيت الأبيض على رئيسهم.وأعلن أوباما أمس السبت أن الولايات المتحدة ستخفف من القيود التي تفرضها على صادرات تكنولوجيا حساسة وهو مطلب هندي من شأنه أن يعمق علاقة الولايات المتحدة مع القوة الناشئة ذات الاقتصاد الذي يبلغ حجمه تريليون دولار.وأعلن البيت الأبيض أيضا أن أوباما سيدعم عضوية الهند في أربع منظمات عالمية لحظر الانتشار النووي.ووصل أوباما بعد ظهر أمس إلى نيودلهي واستقبله رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي كان في انتظاره بالعناق. وتجاذب أوباما وزوجته أطراف الحديث مع سينغ وزوجته لعدة دقائق قبل أن يقوم الرئيس بجولة سياحية مقررة.