مدن عربية وعالمية
تقع مدينة تدمر في وسط الجمهورية العربية السورية، على بعد 215 كيلو متر شمال مدينة دمشق. كانت المدينة محطة تجارية في غاية الأهمية بين آسيا و اوروبا حيث قامت مملكة تدمر، ازدهرت مملكة تدمر في النصف الثاني من القرن الاول قبل الميلاد، كانت تحمل طابع المدن الإغريقية الرومانية بأبنيتها العامة و الخاصة ، أهم آثارها معبد بل الضخم والشارع الأعظم المحفوف بالأعمدة و المسرح و سوق الآغورا و البوابة الكبرى المعروفة بقوس النصر بالإضافة إلى المئات من المنحوتات والتماثيل والمدافن الأثرية الضخمة والتي كانت على شكل أبراج و سور المدينة البيضاوي الشكل والمدعم بالأبراجتتكون مملكة تدمرمن طبقات مواطنين أحرار ، عبيد ، أجانب، المواطنون هم أبناء العشائر وكان بعض هذه العشائر أحلاف. وقد اعتنى التدمريون بزراعة واحتهم ونظموا الأقنية و الري والسدود فيها وحفروا الآبار للشرب والأحواض. كانت مكاتباتهم التجارية بالآرامية والرسمية بالاتينية (في زمن الرومان). ولهم أيضاَ لغتهم التدمرية وكتابتهم المأخوذة عن الآرامية.كان التدمريون شعب تجاري بحت ولكنه لم يتخلى عن الدين بل بالعكس ، كان شغفهم في بناء المعابد و القبور كبير ،و كانت معبوداتهم كثيرة العدد و تقارب الثلاثين وعلى رأسها المعبود الأعلى (بل) الذي يظهر وحيداَ في المنحوتات، فأكثر الآلهة التدمرية تصور معه حسب المناسبات، ولكنه أكثر ما يمثل مع قرينته (بلتي) و(يرحبول). كان الثلاثي (بل-يرحبول-أغلبول) يتمتع بأكثر شعبية في تدمر،و يعتبر معبد بل من أكبر و أشهر المعابد الدينية في الشرق القديم ، فمنذ القرن الأول الميلادي بني بناؤه الأساسي على نشز الأرض وظل يبنى و يتوسع حتى أواخر عهد تدمر, إلى أن أصبح بمقاييس ضخمة ، أحيطت جدرانه ب375 عموداَ طول الواحد منها أكثر من 18 متراَ، ولا يزال قائماَ منها سبعة في الواجهة الرئيسية ، أما المدافن فمجال أبرز فيه التدمريون براعة مميزة. وكانت أبعد من ان تكون مقابر, حيث كانت تزين بالورد و أماكن للجلوس يسمونها (بيت الأبدية) ، ومنذ القرن الثاني صار المدفن أشبه بالبيت من طابق واحد يتسع أحياناَ إلى ثمانين قبراَ وكانت جدرانه منحوته بدقة و براعة.