باريس / متابعات : للمرة الأولى، تعتزم وزارة الدفاع الفرنسية تنظيم رحلات حج لجنودها المسلمين في خروج عن التقليد بالنسبة لحكومة غربية مثل فرنسا وهي بلد كاثوليكي تتمسك بتقاليد علمانية صارمة، بحسب صحيفة “جلوب آند ميل” الكندية. محمد علي، مسلم في الجيش الفرنسي، يقول للصحيفة: “الجيش دائما في مقدمة المجتمع فالعسكريون الذين يسافرون بمفردهم لأداء فريضة الحج قد يسقطون ضحية لصوص أو وكالات السفر سيئة السمعة”، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع ستنظم رحلات جوية بأسعار مخفضة مع تنظيم الإقامة وتوفير الأمن لعناصرها.وشدد الجندي الفرنسي على أن الجيش لا يزال بمنأى عن المشاحنات والمناقشات الساخنة حول العلمانية والقضايا الشائكة المتعلقة بالأقلية المسلمة، مثل الضجة الأخيرة حول ارتداء النساء المسلمات النقاب.وأشارت صحيفة “جلوب آند ميل” الثلاثاء 15 - 9 -2009 إلى أن الإسلام لم يكن على قدم المساواة مع الديانات الأخرى لدى الجيش الفرنسي، مدللة على ذلك بإنشاء وزارة الدفاع الفرنسية مركز عبادة للمسلمين في عام 2005، وذلك بعد فترة طويلة من تأسيس المراكز الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية.وأضافت أن الجيش يرعى منذ فترات طويلة رحلات سنوية لجنوده إلى المزارات والكنائس الكاثوليكية.ونقلت الصحيفة عن إليامين سيتول، طالب الدكتوراه في معهد الدراسات السياسية في باريس: الذي أجرى استطلاعا حول الأقليات في الجيش قوله: “لقد أجريت مقابلة مع الجنود يقولون إنه كان من الصعب أن تكون مسلمًا في القوات المسلحة قبل بضع سنوات”.وأضاف: “لم تكن هناك أماكن لاستقبال شهر رمضان (...) وكانت تقدم لهم لحوم الخنازير، غير أنهم يقولون إن الأوضاع أصبحت أفضل بكثير الآن”.غير أن الصحيفة لفتت إلى المبادرات التي بدأت وزارة الدفاع الفرنسية في اتخاذها تجاه الجنود المسلمين، خصوصاً فيما يتعلق بالنواحي الخدمية والتثقيفية ومنها رحلات الحج.ويبلغ عدد الأقلية المسلمة في فرنسا نحو 6 ملايين من أصل أزيد من 64 مليون نسمة، وهي أكبر الأقليات المسلمة في دول الاتحاد الأوروبي.