( نيقوسيا )
نيقوسيا تعرف محلياً باسم لفكوسيا باليونانية، وهي عاصمة قبرص و أكبر مدنها تقع قريبا من وسط الجزيرة كذلك تقع على نهر بيديوس كما تعتبر مدينة نيقوسيا العاصمة الإدارية لمنطقة نيقوسي وتضم المدينة مقر الحكومة وتعتبر العاصمة الوحيدة في العالم المقسمة حيث يتبع الجزء الشمالي منها تركيا و الجزء الجنوبي قبرص كما يقع مقر جامعة قبرص فيها. القادم إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا سوف يشعر بسرعة أنها تمتاز بجمال فريد وبطقس معتدل وصحي.. ولا عجب أن اختارتها «إلهة» الميثيولوجيا اليونانية «أفروديت» مسرحا لها.يعود تاريخها إلى ألف عام، وهي تقع في وسط الجزيرة تقريبا، ويسهل الوصول إليها من المدن الأخرى، ويطيب فيها قضاء أيام العطل. فيستطيع السائح أن يتمتع بالجبال الباردة المنعشة التي تكسوها غابات الصنوبر والأرز، فضلا عن الشواطئ الذهبية التي تغمرها أشعة الشمس بدفئها وحرارتها، والقرى التي تمتاز بالسكينة والهدوء ـ تقابلها المدن المتحضرة التي تعج بالسرعة اللاهثة والنشاط والحركة.تتميز نيقوسيا بجدرانها الفينيقية القديمة والحصينة، المبنية في القرن السادس عشر. وتضم المدينة القديمة مباني تاريخية عديدة وأماكن مشوقة. وتكثر فيها الدكاكين الصغيرة والمقاهي والحوانيت ومتحف جديد للمجوهرات، ومتاحف أخرى حديثة.وعندما تتمشى في المدينة يعود بك الزمن إلى الوراء، وتحس فيها بطعم عربي بين الفينة والأخرى، لغة ومذاقا وطعاما وأزياء، وتلفت أنظارك الأزقة والمساكن القديمة ذات الشرفات المزخرفة التي تبرز من جدران الحجر الرملي. وقطعا سترى الحرفيين في دكاكينهم الصغيرة يمارسون حرفهم المتنوعة، وهم مبتسمون.ومن الأشياء التي تثير اهتمام السائح الحي الشعبي «لايكي يتوتيا» المثال النموذجي على ما كانت عليه نيقوسيا قديما، وهو جزء من المدينة مخصص للمشاة، وقد تم ترميمه بحرص. وتنبثق منه أجواء المدينة القديمة، كما يضم صفوفا من المحلات التجارية المتنوعة وشوارع خاصة بالمشاة، لا تضايقهم مركبة أو دراجة. كما يشد الزائر أيضا متحف قبرص المميز، الذي يشمل مجموعة من التحف القبرصية والثروات التي تعود إلى العصر «النيوليتي»، امتدادا إلى العصر الروماني، مع مجموعة الفن الحديث. وعلى الجانب الآخر من المدينة يقع طريق «ليماسول» الرئيسي، حيث يوجد مركز الحرف اليدوية القبرصية. وتعتبر بوابة «أغيو خرستو» من روائع الفن المعماري القديم، وهي أحد أهم المداخل الرئيسية في جدران المدينة والتي أعيد ترميمها. وثمة كنائس قديمة في هذا الجزء من المدينة، ومتاحف بيزنطية، وأخرى خاصة بالفن الشعبي، وكذلك مقر الأسقفية وكاتدرائية القديس يوحنا، بلوحاتها الجدارية الفاتنة، ومتحف النضال الوطني، ومبنى «حاتجيور إياكيس كونيسيوس»، وهو مثال جيد للفن المعماري الخاص بالقرن الثامن عشر، ويضم «المتحف القومي». ويقع على مسافة قريبة من هذه الآثار الخط الفاصل الذي يقسم جمهورية قبرص عن الشمال الذي اجتاحته القوات التركية عام 1974 . أما المدينة الحديثة فتعد مركزا عالميا للحضارة، وتعتبر مركزا للمحلات التجارية، وتشتهر بمطاعمها المختلفة، وتوجد بها سلسلة من المؤسسات العلمية الدولية وأماكن اللهو والترفيه. وعلى مقربة من العاصمة يفاجئك جمال وروعة التاريخ من القرن الثاني عشر مرسومة في مدافن «تاماسوس» الملكية ومدينة «أداليون» الأثرية وقرى «فيكاردو» و«كاكوبيتريا».