الخرطوم / متابعاتاصدر الزعيم الاسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي فتوى جديدة مثيرة للجدل، في ندوة حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين في مقر حزب الامة بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم امس الاول، أجاز فيها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي " مسيحيا كان أو يهوديا "، ووصف القول بحرمة ذلك بانه "مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل" الهدف منها جر المرأة الى الوراء بحسب تعبيره !!.ونقلت صحيفة (( الرأي العام )) السودانية في عددها الصادر يوم امس الأحد قوله إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه، وأعلم وأقوى منه. ونفى ما يقال حول أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، مشيرا الى ان هذا القول " ليس من الدين أو الإسلام ، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء ".واعتبر الترابي "الحجاب" للنساء بانه يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، مؤكدا ان ذلك " لا يعني تكميم النساء"، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار، مشيرا الى ان الحجاب ـ و وليس النقاب البدوي ـ فرض على نساء النبي وهو يعني الستار في الحجرة، لأن الصحابة والأعراب كانوا يأتونه لقضاء حوائجهم فلضيق الحجاب أمر الله بالستار لحجب نساء النبي في الحجرات من أعين زواره. وأردف قائلاً (وهو ليس بالمصطلح الذي أدخل حديثاً وإنما هذا أسماه الله بالخمار ليستر صدر المرأة وبعض محاسنها) مشيراً الى أن المجتمع الإسلامي إنحط ورجع الى جاهليته، وكذلك ورث كثيراً من المتخلفات التي جاءت من الغرب بدعوى تحرير المرأة.وانتقد الترابي دعوات الإصلاح ونشر الديمقراطية التي تأتي من الغرب بدعوى تحقيق الديمقراطية والمساواة بين الناس في الشرق الاوسط ، في ظل وجود إرث إسلامي يحمل كل تلك القيم التي وصل إليها الغربيون بإنسانيتهم، بعد أن هجر المسلمون الدين وأغلقوا أبواب الاجتهاد بدعوى الخوف من الفتنة .وقال الترابي :ان لا حكمة ولا عدالة ولا خير إذا لم يجتمع الرجل والمرأة في ظل حكم راشد فيه العلم الراشد والمعاش الراشد ، مشيراً الى أن مشاركة المرأة في إدارة الدولة تجعل العمل أحكم وأدق وأفضل، داعياً الى ضرورة إصلاح الأسرة حتى يستقيم المجتمع .وابدى الترابي اسفه من ان علماء الدين المسلمين وقعوا في فخ عدم الإحاطة الكافية بأحكام الآيات القرآنية لدى تناولهم لقضايا المرأة وحقوقها، مشيراً الى أن الإسلام أقر المساواة بين الرجال والنساء وفضلهن بالولادة والرضاعة والحضانة، موضحا انه من حقهن الخروج للعمل العام مع الرجال وممارسة السياسة (وجعل الله لهن كذلك أفضلية الرحمة في الحياة).وانتقد الترابي الفقهاء الذين يدعون الى تحجيم دور المرأة في المجتمع ومنع النساء من العمل وحبسهن في البيوت استنادا ً الى آيات لم يدركوا مقاصدها ، مشيرا الى ان حديثهم بأن المرأة خلقت من ضلع آدم غير صحيح، لأن الله خلقنا من نفس واحدة، ما كانت هي آدم، وما خلقت منها حواء كما تتوهم بعض الروايات الإسرائيلية بحسب تعبيره، إنما كانت تجمع الذكورة والأنوثة وبعد أن افترقت الذكورة والأنوثة .وأضاف الترابي قائلا : (الذي خرج من الأصل سمي آدم والذي بقي في الأصل فهي حواء الأم، لكن الناس خربوا في عالم الشهادة وافتعلوا مواجهة بين الرجال والنساء الغلبة فيها للرجال، وتاريخ البشر حكم بتلك الأعراف تقليداً ، واستمر الوضع كذلك حتى غلب على العالم تجارب الإنسان التي صدرت من الغرب الذي بدأ بذات الظلم على المرأة، فبدأ الحكم يرشد وينفتح في عهد البرجوازية وبدأت المنافسة بين الناس ليكسبوا وانتشر العلم والنهضة في المجتمع وتحرروا من الكنيسة والكهنة وديكتاتورية الملوك، فانفتح بذلك المجال للمرأة لتخرج للعمل وتشارك في الحياة العامة، فتراثنا وتقاليدنا نحن أهل الإسلام مثل الجاهلية الأوربية، نكره المرأة أنثى ونريد منها الولد).ثم دلف الترابي بعد ذلك الى إيراد عدد من الآراء والأسانيد بمساواة المرأة بالرجل وأحقيتها بالإمامة وزواجها من الكتابي، وانتقد الترابي عقد الزواج الذي يتم في المجتمع بالوكالة في وجود "الأصيلين" وقال إن المسلمين يقولون بزواج المسلم من كتابية لأنه الأقوى، ولكن لا توجد آية واحدة في القرآن تحرم زواج كتابي من مسلمة، مستدلاً في ذلك بقصة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجها الذي لم يؤمن، منوها بأن الرسول لم يعمل له عقداً جديداً في الإسلام .