صباح الخير
محمد حسن الدلاليقبل بضعة أيام تعرض الأستاذ/ فيصل الصوفي - رئيس تحرير صحيفة 22 مايو وموقع ( مايو نيوز ) الإلكتروني - لهجمة شرسة من قبل بعض الإصلاحيين المتشددين الذين قاموا بالتحريض على قتله ونشروا ذلك في صحف ومواقع حزبهم إلى جانب تلقيه تهديدات عبر بريده الإلكتروني كل ذلك على خلفية كتاباته وآرائه. إخواننا في الإصلاح لا يدركون أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ويبدو أن عقليتهم تعود إلى عقلية القرن السادس عشر حيث كانت الكنيسة مسيطرة على كل شيء حتى على آراء وأفكار الأشخاص والمفكرين وهو ما أكده المفكر الفرنسي ( فولتير ) حين قال مقولته الشهيرة - ( عندما أريد أن أفكر يجب علي أن استأذن من الملك ). ذاك زمن قد ولى إلى غير رجعة وجاء عصر الإسلام الذي تميز بالحرية المطلقة لاسيما حرية الاعتقاد والرأي والفكر والدين فكيف اليوم إخواننا ذوو ( اللحى ) الكثيفة يحاولون إرهاب أصحاب الرأي وحملة الأقلام لمنعهم من حقوقهم المشروعة طالما شريعتنا إسلامية سمحاء ونعيش تحت مظلة التعددية السياسية والحزبية والرأي والرأي الآخر التي انتهجتها دولة الوحدة. عجبي للمتطرفين المتقمصين للإسلام والبعيدين كل البعد بأعمالهم التكفيرية الرعناء عن تعاليم ديننا الإسلامي السمحاء التي تصون النفس والعرض والمال.. لنعد إلى قصة الصحابي الجليل أسامة بن زيد عندما قتل أحد المشركين في إحدى الوقائع وهو يردد الشهادتين ، فعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك غضب وقال لأسامة : أتقتل من يقول لا إله إلا الله ) فرد أسامة على خير خلق الله وقال: يا رسول الله ( إنما قالها لينجو من الموت فاختتم الحبيب المصطفى حديثه لأسامة بالقول : هلا شققت صدره ) - أي هل أنت تعلم يا أسامة بما في قلبه وحقيقة صدق نيته من عدمها - والحديث الشريف غني بالعبر والمواعظ. وإذا كان موقف الرسول الكريم دفاعاً عن رجل تعرض لقتل متسرع ترى كيف يكون الحال مع مسلم معصوم الدم مثل ( الصوفي )؟ إننا نسأل الذين حرضوا على قتل الرجل أين أنتم من هذا الحديث الشريف؟ بل أين انتم من الآيات القرآنية التي حرمت قتل النفس؟ ثم ألستم تدعون بأنكم أتباع نبينا وحبيبنا ؟ إذاٍ لماذا تخالفونه بأقوالكم وهو الذي لم يفعل ما تفعلونه ؟ أم أن الحزبية غلبت عليكم وعند شعوركم بالفشل تتصرفون من دون شعور بالمسؤولية. ونحن هنا نقول لكم أن ( الصوفي ) ولدته أمه حراً ولن تستطيعوا أن تسلبوا منه تلك الحرية التي كفلها له الدستور والقانون ويدافع عنه كل العقلاء أما أنتم فقوم فيكم الجاهلية فعودوا إلى صوابكم وتوبوا إلى بارئكم لتجيئوا لنا بفتاوى تخدم الإسلام والمسلمين والوطن بدلاً عن المهاترات والتحريضات غير المسؤولة بالقتل وما وصل إليه حالنا. وعليه فإننا ندعو الأجهزة الأمنية إلى عدم التساهل مع مثل هذه الأمور ونحملها مسؤولية حماية حياة ( الصوفي ) وأفراد أسرته راجين من الله ألا يريهم مكروهاً .