مدينة السماء في اليابان
ونظرا لازدياد المساحات العمرانية والغياب الجائر للغطاء النباتي الأخضر في المجمعات المدنية ، أصبحت الحاجة ماسة لزيادة مماثلة للاتصال بالطبيعة بالاعتماد على الطاقة المتوفرة ( الطبيعة الاصطناعية ) .وطالما أن المجمعات المدنية تتطلب توازنا كبيرا بين البيئة الطبيعية المفعمة بالخضرة من جهة والوظائف والمتطلبات المدنية الضرورية من الجهة الأخرى ، تم التحضير لإنشاء مايدعى مدينة السماء ، المدينة الضخمة المتعددة المستويات من التجمعات المدنية بارتفاع يفوق الـ 1000 متر في السماء الواسعة ، وفي العام 1989م تم الإعلان العالمي عن المدينة . يمتد هذا الصرح المعماري الفريد بفكرته وتصميمه ، إلى 1 كيلومتر ارتفاعا ، وطول القاعدة لهذا المبنى 400 متر ، ومن مساحة طابقية كلية تصل إلى 800 هكتار ( الهكتار الواحد يساوي 10000 متر مربع) ، وتحتوي على 14 صحناً مقعر الشكل على طول ارتفاعها ، وقواعد هوائية تدعى السهول الفضائية ( Space Plateaus ) ، مكدسة بانتظام فوق بعضها البعض .تضم المدينة الأماكن السكنية ، المكاتب ، التسهيلات التجارية ، المدارس ، المسارح .. الخ من المرافق الخدمية المتكاملة . وبطاقة استيعاب بشرية تصل الى 35.000 شخص مقيم بشكل دائم ، و100.000 شخص عامل .تم اقتراح وتطوير فكرة المدينة السمائية من قبل الشركة اليابانية ،تاكيناكا ، مع شينزو هارادا المحدودة. ومن الواضح أن المشروع تم أخذه بجدية بالغة من قبل الحكومة وكبرى الشركات اليابانية ، فقد تم استخدام نماذج محاكاة اختبارية استخدمت فيها حوامات الإطفاء لمعرفة الأضرار التي يمكن أن تحدث في حال نشوب حريق في أحد المباني ، وتم أيضا تصميم المصاعد الطابقية ( ثلاثية الطوابق ) السريعة التي ستستخدم في المباني والتي تتسع لأكثر من 70 شخصاً في آن واحد ، وقد تم اختبار تلك المصاعد الحديثة في مختبرات خاصة خارج العاصمة طوكيو .وقد تم استخدام الأنظمة الكاملة والمتعددة لتأمين أفضل متطلبات الراحة في هذه المدينة ، بالإضافة إلى استخدام أفضل التكنولوجيا المتطورة لتوفير مختلف عوامل الأمان في المدينة التي تتمتع بجاذبية منقطعة النظير ابتداء من الفكرة وانتهاء بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة .