غضون
* في ميدان المنافسة العامة بين البنوك التجارية، صارت البنوك التي تسمى “إسلامية” تطلق شعارات وإعلانات تقول فيها للجمهور: إن الإيداع لدينا شرعي وحلال وإسلامي مئة في المئة، في إشارة إلى أن البنوك الأخرى التجارية غير “شرعية” وأن التعامل معها ينطوي على “ربا” حرمه الإسلام.. بينما تعلن لزبائنها ان الأرباح على المواد 6,7% سنوياً.* البنوك الإسلامية في اليمن صارت تمتلك أكبر وأوسع قوة دعائية وإعلانية وترويجية وهي لاتدفع مقابل ذلك فلساً واحداً.. هي تحصل على هذه الخدمة الكبيرة بالمجان لأن آخرين قد فعلوا ذلك نيابة عنها من خلال الكتب المدرسية التي تعلم لملايين الطلاب في الجمهورية مرة في السنة وباسم “الله”!* خذوا مثلاً هذا الدرس الذي يتلقاه كل طالب في المرحلة الثانوية إجبارياً، حيث يقول لهم مؤلفو كتاب “الفقه” إن التعاملات البنكية اليوم هي أنواع: منها عقد الأمر بالشراء.. حيث يقوم شخص لامال له أو عنده مال غير كافٍ لشراء سلعة ما، ولذلك يطلب من البنك أن يشتريها له، فيتولى البنك عملية الشراء ثم يبيع السلعة للشخص ذاته مقابل دفع الثمن على أقساط، بما في ذلك دفع مبلغ إضافي مقابل عمولات ومعاملات إدارية.* ويقول مؤلفو الكتاب: إن هذا هو الجائز شرعاً.. رغم أن هذه المعاملة في البنك “الإسلامي” هي نفس تعامل البنك “الربوي” مع الزبائن، باستثناء الخداع.* ويقول المؤلفون أيضاً إن إحدى المعاملات الربوية التي تمارسها البنوك غير “الإسلامية” والتي لاتعتبر شرعية، تتمثل في أن شخصاً يودع ماله لدى بنك ثم يتلقى ربحاً على ذلك المال، أو أن يطلب مستثمر من أحد البنوك تمويل المشروع كلياً أو جزئياً مقابل ربح ، وهذا - كما يقول المؤلفون - حرام!!