جنود كوريون جنوبيون في إحدى القوات بجزيرة يونغبيونغ
تعقد الولايات المتحدة لقاءً ثلاثيا بشأن المستجدات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، بالتوازي مع تشديد ضغوطها على بكين من أجل احتواء الموقف، وسط توقعات كورية جنوبية بأن تقدم جارتها الشمالية على عمل عسكري جديد. وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستستضيف يوم الاثنين المقبل لقاءً ثلاثيا يجمع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع نظيريها الياباني سيجي مايهارا والكوري الجنوبي كيم سنغ-هوان. وبحسب بيان الخارجية الأميركية، سيبحث اللقاء المستجدات الأخرى في شبه الجزيرة الكورية وتأثيرها على الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى مسائل إقليمية وعالمية أخرى. بيد أن وكالة رويترز للأنباء نسبت إلى مسؤولين أميركيين قولهم أمس الأول الأربعاء إن اجتماع الاثنين المقبل سيبحث العديد من التفاصيل الأمنية في أعقاب القصف المدفعي الشمالي لجزيرة يونغبيونغ الكورية الجنوبية، بالإضافة إلى قضايا أمنية إقليمية أخرى، في إشارة إلى البرنامج النووي الكوري الشمالي وقضايا تتعلق باحتمال نقل السلطة في بيونغ يانغ إلى الابن الأصغر للزعيم كيم يونغ إيل، في ظل وجود معارضة داخلية لهذا التوجه. يشار إلى أن الصين كانت قد دعت لاجتماع طارئ للمفاوضات السداسية المتصلة بالملف النووي لكوريا الشمالية، لكن الدعوة قوبلت بفتور شديد من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان باعتبار أن الاجتماع سيكون بمثابة مكافأة لبيونغ يانغ. وفي بكين نسبت وسائل إعلام محلية إلى رئيس البرلمان الصيني وو بانغ غو -الذي يزور كوريا الشمالية حاليا- قوله يوم أمس الخميس إن «الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الشمالية نجحت على الدوام في مقاومة العواصف والتغيرات الدولية»، دون أن يأتي تصريح المسؤول الصيني على ذكر المستجدات الأخيرة في البحر الأصفر. وتزامن الإعلان عن اللقاء الثلاثي مع تصعيد أميركا لضغوطها على الصين للقيام بإجراءات عملية لاحتواء الموقف في شبه الجزيرة الكورية الذي من شأنه أن يضر بالاستقرار الإقليمي. جاء ذلك على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأدميرال مايكل مولين أمس الأول الأربعاء، في كلمة ألقاها بمركز التقدم الأميركي حول إمكانية استئناف العلاقات العسكرية بين واشنطن وبكين. واعتبر مولين -الذي وصف القصف الشمالي لجزيرة بيونغبيون في البحر الأصفر في 23 من الشهر الماضي بالاستفزاز غير المقبول- أن الصين بحكم علاقاتها مع كوريا الشمالية هي الأقدر على احتواء الموقف الذي بات يهدد «استقرار المنطقة برمتها». وأضاف أن دعوة الصين لعقد اجتماع عاجل لأطراف المحادثات السداسية في بكين يجب ألا تكون بديلا عن اتخاذ إجراء ما، بما في ذلك التوقف عن مكافأة السلوك الاستفزازي لبيونغ يانغ. وشدد مولن على أن المناورات الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة -التي اختتمت أمس الأول الأربعاء- كانت رسالة قوية تعبر عن الردع والتضامن في آن واحد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق كوريا الجنوبية في الدفاع عن أراضيها. وفي سول عقد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك يوم أمس الخميس جلسة حكومية لبحث التطورات الأخيرة على الحدود مع الشطر الشمالي والعقوبات الاقتصادية المحتملة ضد بيونغ يانغ. ويأتي الاجتماع بعد يوم واحد من تسريبات إعلامية لشهادة أدلى بها رئيس الاستخبارات الكورية الجنوبية وون ساي-هوون أمام لجنة برلمانية توقع فيها الأخير أن يقوم الشماليون بقصف مناطق جنوبية في البحر الأصفر قبل نهاية العام الجاري.وكشف وون أن المخابرات الكورية الجنوبية اعترضت في أغسطس الماضي اتصالات عسكرية شمالية تؤكد استعدادات بيونغ يانغ للهجوم على جزيرة يونغبيونغ في البحر الأصفر، مشيرا إلى أن القيادة الجنوبية لم تتوقع أن يطال القصف الشمالي مناطق مدنية. وفي اليابان أعلنت يوم أمس الخميس المتحدثة باسم وزارة الدفاع عن مناورات ستجريها البحرية اليابانية مع نظيرتها الأميركية بدءا من اليوم الجمعة وحتى العاشر من الشهر الجاري.وقالت القيادة العسكرية اليابانية إنه كان يفترض إجراء هذه المناورات الشهر الماضي، لكن القصف الكوري الشمالي لجزيرة يونغبيونغ كان السبب في تأجيلها.