المياه التي نشربها هل هي نقية وتحت المراقبة؟
أجرت اللقاءات/ نبيلة السيد- تصوير/ عبد الواحد سيف:(وجعلنا من الماء كل شيء حي). يعتبر الماء شريان الحياة لسائر الكائنات الحية على وجه الأرض، ولأهمية الماء في حياتنا نزلت صحيفة (14 أكتوبر) لبعض المعامل لتعبئة المياه المعدنية، يضاً جهات مختصة واستطلعت آراء المواطنين ليسلطوا لنا الضوء على طبيعتها وجودتها وحول مواصفات ومقاييس هذه المياه لتصل إلى المواطن مياهاً صحية نظيفة خالية من الميكروبات والترسبات ولنتأكد من نوعية المياه المعدنية ونوعية ما هو معبأ في قنينات مصنعة لا نعلم مدى جودتها، فإليكم حصيلة هذه اللقاءات.في معمل الصفاء للمياه المعدنية الصحية الواقع في منطقة الدرين التقينا بالأخ محمد علي عبدالله المشرف بالمعمل الذي قال : نحن نقوم بتعبئة المياه المعدنية الصحية حيث يصلنا إلى المعمل اثنا عشر صهريج ماء وهي مياه عذبة تؤخذ من البئر وتصب عبر المواسير لتصل إلى داخل الخزانات الكبيرة ومن ثم تصب عبر مكائن الفلترات وتظل لفترة وبعدها تضاف إليها مادة الكلور ومادة الأسيت ومانح السوفت وهذه العملية تسمى عملية تنقية الماء ومن ثم تنقل من خزانات المالح إلى خزانات المياه العذبة وأخيراً تمر عبر أنابيب موصلة من الخزانات إلى مكائن التعبئة.[c1]التعقيم[/c]ومن ثم يتم نقل المياه وهي مياه معدنية صحية إلى داخل العبوات أو القوارير بعد تعقيمها صحياً ويتم إغلاقها بإحكام وأخيراً نضعها إلى الخارج ونحملها فوق السيارات (الدينات) ويتم توزيعها.[c1]كمية التوزيع[/c]تقدر كمية توزيع المياه المعدنية الصحية من (1800) إلى (2100) عبوة يومياً وتوزع على كافة المحلات التجارية والبقالات وإلى المنازل لخدمة المواطن والدكاكين والشركات.[c1]تصاريح[/c]لدينا تصاريح من وزارة الصناعة بممارسة هذه المهنة.. وهنا أيضاً لجنة تنزل إلينا بشكل مفاجئ من وزارة الصحة للرقابة والتفتيش ونحن نعمل لفترتين صباحية ومسائية بعدد ستة عشر عاملاً كل ثمانية في نوبة.وما أحب أن أقوله وهو أن معملنا يعمل بكل ذمة وضمير لتعبئة مياه معدنية صحية ذات مواصفات ومقاييس محددة عالية الجودة.ومن معمل الصفاء للمياه المعدنية الصحية إلى محطة البركة للمياه المعدنية الصحية في حي عمر المختار بالشيخ عثمان حيث التقينا بالأخ سعيد عقيل الذي أفادنا قائلاً : محطة البركة للمياه المعدنية تقوم بصناعة المياه المعدنية بمقاييس عالية الجودة حيث يأتينا صهريجان (بوزتان) يومياً ونصبها إلى الخزانين ومن ثم نضيف مواد بمقاييس محددة مثل مادة الكلور والأسيت ومانح الترسب وتمر بعدها إلى أنابيب الفلترات لتصفية المياه وجعلها مياهاً صحية خفيفة الطعم ومن ثم نقوم بتعبئة القوارير بعد تعقيمها.[c1]أكياس للتعبئة[/c]كما نقوم بتعبئة أكياس صغيرة مخصصة ومعقمة بمياه معدنية صالحة الاستعمال لمدة أسبوع من تاريخ تعبئتها.. وأخيراً نقوم بتوزيعها إلى المحلات والبقالات إلى جانب تزويد المواطنين بالمياه المعدنية من داخل المحطة.. وهذا عملنا نقوم به من خلال تصاريح بمزاولة هذه المهنة من وزارة الصناعة.[c1]أشرب الماء العادي[/c]ومن معامل صناعة المياه المعدنية الصحية إلى آراء المواطنين ومدى صلاحية هذه المياه المعدنية للشرب وهل تمتاز بالجودة والمواصفات لجعلها في متناول الجميع.. التقينا بالأخ المواطن فهد سعيد عبدالله تربوي من منطقة الشيخ عثمان فقال :بصراحة أنا أشرب من الماء الذي يخرج من الحنفية مباشرة طبعاً بعد تبريده ولم أعود نفسي على شرب المياه المعدنية إلا في بعض الأحيان عندما أشعر بالظمأ وأكون خارج منزلي اضطر لشراء قنينة ماء معدني.. ولكن الاستهلاك الأكثر هو الماء العادي لأنه خفيف الطعم وليس به مرة مثل المياه المعدنية.. حتى أولادي كلهم أشربهم المياه العادية.أما الأخ سلطان مبارك محمد متقاعد فقال :لقد وهبنا الله نعمة كبيرة ونحمده على فضله علينا وهو الماء الذي لا نستطيع أن نستغني عنه ولو ليوم واحد.. يمكن للشخص أن يصوم عن الأكل ولكن مستحيل أن يستغني عن الماء ولو لساعات.. فأنا كنت أشرب الماء العادي حتى أصبت بمرض التهاب المثانة فنصحني الطبيب بشرب المياه المعدنية باعتبارها خالية من الترسبات لذا أنا أشرب المياه المعدنية ولكن أحياناً أحن للماء العادي فأشرب من الثلاجة والله الحافظ (والمكتوب ما منه هروب)!!.[c1]الطبيبة نصحتني[/c]وأخيراً التقيت بالأخت سلوى إبراهيم منصر ربة بيت حيث قالت : أني أفضل الماء العادي لأنه خفيف ولذيذ الطعم ويروي العطش بسرعة بعكس المياه المعدنية أشعر بأن طعمها ثقيل وذات مرة على اللسان ولكن ابني الصغير أخاف عليه من الترسبات فأشربه مياها معدنية ولكن للأسف مرض ابني وعملت فحص فطلع لديه ترسبات كيف بالله عنده ترسبات وأني محافظة عليه وأشربه مياه معدنية فطبيبة الأطفال نصحتني بترك المياه المعدنية وأن أشربه ماءنا العادي بعد غليه للاطمئنان الأكثر لأن ماءنا أنظف وأسهل!واتجهنا إلى الجهات المختصة حيث التقينا بالأخ حسن سعيد نائب المدير العام للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي وسألناه حول مياهنا وصلاحيتها للشرب فقال : تتميز مياه المؤسسة العامة للمياه بأنها مياه جوفية من أعماق أكثر من (150) متراً وتتميز بأنها منظومة مغلقة بدءاً من البئر وحتى نزول الماء من الحنفية أي أن خط سير المياه يبدأ من البئر والبئر مغلق مروراً بخط النقل إلى الخزانات ثم إلى الخزانات الفرعية أيضاً جميع هذه الخزانات والأنابيب مغلقة بشكل كامل حتى تصل إلى المواطن بمنظومة مغلقة كاملة والشيء الآخر ما يميز مياه المؤسسة أنها ضمن إطار مواصفات مياه منظمة الصحة العالمية والمواصفات الوطنية المقرة في الجمهورية..أيضاً نحرص بشكل كبير رغم الكلفة التي تتحملها المؤسسة على استخدام غاز الكلور بمعالجة المياه وتنقيتها والقضاء على أي بكتيريا أو أي مواد مضرة بالمواطن...غاز الكلور طبعاً يضاف بكمية محدودة لا تتجاوز هذه النسبة مهما كانت لأنها تحت رقابة مستمرة وخلال ساعات اليوم أو بشكل مستمر حتى تحافظ على نقاوة المياه لذلك نطمئن الأخوة المواطنين ونؤكد صحة وجودة مياه عدن أيضاً استمرارية المياه لأكثر ساعات اليوم يؤكد نقاوة المياه وعدم وجود أي طفيليات أو بكتيريا في الأنابيب أيد أن ولكن انقطاع المياه لأيام متعددة ثم عودتها يتولد عن هذا التوقف أنواع من البكتيريا والطفيليات وغيرها وهذه ليست خطيرة لذلك نؤكد دائماً وأبداً أنه لابد من فتح الحنفية حتى تخرج الطفيليات وبعدها سيجدون ماءً نقياً جداً لذلك نقول أن مياه عدن نقية وصالحة للشرب دون خوف.[c1]استبدال الشبكات[/c]ويواصل قائلاً: قمنا في السنوات القليلة الماضية باستبدال شبكات المياه القديمة التي يمكن أن تكون بحكم قدمها وعمرها الذي تجاوز خمسين عاماً في بعض المناطق القديمة بالذات في مدينة عدن مثل كريتر والتواهي والشيخ عثمان أيضاً هذا الاستبدال يؤدي إلى تحسين نوعية المياه وتحسين ضغط الشبكة حتى تصل المياه بشكل جيد أيضاً نقوم بصورة مستمرة بصيانة خزانات المياه بطاقم فني مئة في المئة.كل هذه العوامل تؤكد باستمرار نقاوة مياه المؤسسة أو مياه الحنفية كمتعارف عليها بأنها مياه جيدة وأيضاً ما يؤكد تحسين هذه النوعيةالآن هو اكتشافنا الطبقة جديدة في حقل بئر ناصر هذه الطبقة انخفضت فيها نسبة الملوحة من(1000إلى 7000) مليجرام في اللتر الواحد هذا يؤدي إلى تحسين نوعية المياه وانخفاض نسبة الملوحة باختلاط هذه النسبة مع بقية الحقول.وكما ذكرت أن هذه المؤشرات تتعلق بتفاوة هذه المياه..ومدينة عدن متميزة منذ بدء إنشاء شبكة المياه بأنها تشرب من الحنفية أو من مياه المؤسسة![c1]تحديث الأجهزة[/c]ومن تحديث الشبكة قال: لدينا مختبر متمكن ولدينا خبرات جيدة اكتسبت كثيراً من الخبرة خلال الأعوام الماضية ولدينا عدد من المهندسين يعملون في هذا العمل وعدد من الفنيين وهذا المختبر يتميز بصحة وثقة فحوصاته طبعاً هذا المختبر يقوم بصورة مستمرة بفحص مياهنا من المصدر أي من الآبار حتى يقوم بفحص كل بئر في العام أربع مرات أو بصورة فصلية حتى نتأكد من عدم وجود أي اختلالات أو تغير في نسبة مكونات الماء أيضاً نقوم حالياً بتأهيل مبنى المختبر وبتحديث أجهزة ومعدات المختبر..كما أنه لدينا مناقصة أرسيت على إحدى الشركات المتخصصة وسوف نقوم في هذا العام باستيراد هذه الأجهزة الحديثة..لذلك فإن مستوى المختبر وسوف يرتقي إلى الأفضل!!واعتبارات المياه بالنسبة للمختبر كما ذكرت تبدأ من الآبار وتستمر إلى الخزانات وإلى خطوط التجميع وخطوط التوزيع وحتى تصل إلى الحنفيات وتأخذ عينات من كل هذه المواقع بشكل مستمر أي قضايا خارج الإطار المسموح به ومعالجة بشكل مستمر ومعالجتها بشكل سريع أي أن المختبر يسيطر سيطرة كاملة على نوعية وجودة المياه في عدن.وأخيراً التقينا بالأخ المهندس سعيد أحمد الأغبري مدير إدارة صحة البيئة بالمحافظة لنعرف ما هو دور صحة البيئة في متابعة معامل المياه المعدنية فقال: نحن في مجموعة معامل معالجة المياه الذي يسمى(أر- أو) كريت مينت بلانت) التي تعمل على الضبط حيث تفحص المياه العادية من مصادر مختلفة أكانت من الأنابيب القادمة من أنابيب البيوت أو عبر سيارات معينة تعبأ عبر خزانات ويقومون بمعالجة هذه المياه أساساً وتخفيض العسر الكلي للمياه...والعسر الكلي للمياه عبارة عن(البيتر بلات كالسيوم)و(والبيتربلات الماغنيسيوم) .طبعاً في مواصفات دولية لمياه الشرب حول نسبة العسر الذي مفروض أن يكون في كل ماء مواصفاته العالمية التي تبلغ من (90 - 150) للمسموح والآن في محافظة عدن كل معامل لمعالجة المياه نقوم بتخفيض العسر إلى هذا المستوى إلى جانب إضافة نسبة الكلور لتطهير المياه وتعقيمها ليضمن خلوه من أي مكروبات أو فيروسات.[c1]هناك مخالفات[/c]طبعاً تحدث بعض المخالفات عن بعض المعامل أن يحدث عندها تلوث أو مصدر تلوث من مصادر مختلفة جداً نحن في كل شهر نعمل فحوصات دورية نجريها على هذه المعامل ونأخذ عينة من هذه المياه الجاهزة ونرسلها إلى المختبر المركزي في مستشفى الجمهورية حيث يفحصونها إذا ما كانت فيها أي مصدر تلوث ميكروبي أو خرجت عن مواصفات قياسية كيميائية وعن المألوف..ضبطنا بعض الحالات وأول ما نضبط الحالة نوقف الشغل عند هذا المعمل ونفرغ الماء هذا ونقوم بإعادة تأهيله..وأغلب المشاكل التي تحدث هي عن ميكروب (القولونية) وبعد إضافة الكلور بنسبة صحيحة تقضي عليها..[c1]عمال غير مؤهلين[/c]طبعاً نتيجة لأن العمال الذين يعملون في هذه المعامل غير مؤهلين إلى جانب أنه أصحاب هذه المعامل أماكنهم صغيرة جداً وليس لديهم القدرة بأن يوظفوا أعمالاً ذات كفاءة عالية في هذه المعامل الصغيرة فهنا تكمن المشكلة.[c1]أهمية الماء[/c]ويواصل قائلا:ً للماء أهمية كبيرة جداً في حياة الإنسان..ويمكن للإنسان أن يصبر على الطعام يمكن لفترة أطول من إمكانيته للصبر عن شرب الماء والماء يحتاجه من المولود إلى أن يتوفى الإنسان..والماء يحتاجه أيضاً أكان في التطافه الشخصية الخارجية أو للشرب أو للغذاء وهذه هي النقطة الأساسية ولهذا جودة الماء يجب بأن تؤخذ بعين الاعتبار!.[c1]ضبط حالات تلوث[/c]وحول ضبطنا لحالات تلوث في المختبر المركزي للصحة العامة في مستشفى الجمهورية هذا آخر معمل تم ضبط حالة تلوث فيه أو قفنا ثم أصلحنا التلوث وأرسلنا مرة ثانية عينة وطلعت نتيجة الفحص كويسة تم سمحنا له بمزاولة العمل مرة أخرى..وكثيراً ما ضبطنا حالات تلوث ولكننا أصلحناها ثم أعدناهم إلى مزاولة العمل.[c1]حالتا تلوث تم كشفهما[/c]ويكشف الأخ/سعيد أغبري لنا أن عدداً من الحالات المضبوطة على مستوى المحافظة حالتين من التلوث وذلك لعدم وجود الكفاءة في طريقة العمل أو بعض الأحيان أن المحل مثلاً يحصل فيه نقطة تلوث دون علمه إلى جانب أن عدم التركيز في العمل يؤدي إلى هذه النتائج!!ولكن الحمد لله لدينا مفتشون للصحة في كل المحافظة تقريباً مركزين بدرجة عالية جداً من الانتباه على هذه العوامل ما يؤدي إلى سرعة اكتشافها لهذا لا يمكن أن يستمر الواحد أكثر من يومين إذا حصل عنده تلوث أو خلال فترة لا تزيد على شهر!!كما أننا إذا ضبطنا حالات تلوث أكثر من مرتين فإننا نحيل الثالثة إلى محكمة النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم!!ويخلص الأخ سعيد إلى التأكيد أن إدارة صحة البيئة بالمحافظة تستخدم أجهزة خاصة لقياس نسبة الكلور وقياس الإشعاع.