ودعوها كمديرة لثانوية أكتوبر وهنؤوها بتعيينها رئيسة لشعبة التأهيل والتدريب في مكتب التربية/عدن.
جانب من الحفل
عدن/ محمد الجرادي - تصوير/ مصطفى شاهرلأول مرة في مديرية المعلى يتهافت هذا الجمع الكبير من قيادة السلطة المحلية وقيادة إدارة التربية وأولياء أمور وطالبات لتكريم شخصية وقامة تربوية يتفق الجميع على أنها صاحبة قدرات لا تعرف الكلل ونظرة إدارية ثاقبة وحنكة في حل معظم المشكلات التربوية.إنها المربية القديرة والمتألقة دوماً مايسة عشيش صاحبة سجل وتاريخ تربوي مشرف مرصع بشهادات التقدير والتكريم من أدنى إلى أعلى الجهات الرسمية في الدولة.. قالوا إنها تملك قدرات على المواجهة والحوار بشفافية وإقناع من لا يقتنع بأي وجهة نظر مادامت القضية أو نتائج الحوار ستصب في مصلحة طالبات مدرستها. وقالوا إن الطالبات يعتبرنها أما حقيقية ولا يطقن فراقها لحظة، رغم حزمها وشدتها في كثير من الأمور، حباً في بناتها وحرصاً على مستقبلهن وقالوا.. وقالوا..14أكتوبر حضرت حفل التكريم البهيج الذي أقيم خصيصاً للمربية مايسة عشيش والذي امتزجت فيه تهاني قيادة المديرية والتربية بدموع الطالبات وفرحتهن وتمسكهن بها حتى آخر لحظة.. دمعة.. بكاء.. ابتسامة.. وسجلت الوقائع كما هي:د. محمد حسن مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي ألقى كلمة في الاحتفال التكريمي الكبير استهلها بتقديم التهاني والتبريكات لإدارة التربية والتعليم وجميع مدارس المعلى على استحقاق المربية الفاضلة مايسة عشيش لمنصب رئيسة شعبة التأهيل والتدريب في مكتب التربية بالمحافظة بدرجة مدير عام. وقال هذا إنجاز لمديرية المعلى بكاملها.وأضاف: لقد كنا نتابع عمل هذه المربية من موقعنا كمدير لإدارة التربية في المعلى، عندما كانت مشرفة اجتماعية في مدرسة الصديق، ورأينا فيها وفي أسلوب عملها صفات القيادية المحنكة وملكات التألق والإبداع ولم تكن تحتاج سوى إلى ضوء أخضر لتنطلق في سماوات النجاحات والإبداع. وكان لها ذلك وعندما تحملت مهام وكيل مدرسة ظهرت عليها وعلى مدرستها ملامح النجاح السريع، ما جعلنا نوكل إليها مهام مديرة مدرسة الصديق لتتسارع خطى النجاحات والإنجازات فيها.واستطرد قائلاً:إن النجاح لا يأتي هبة من أحد لأحد، بل إن هناك عوامل موضوعية وذاتية لابد أن تتوافر في القيادي الناجح، وهذا ما توافر في المربية الفاضلة مايسة التي تقف بكل ثبات على موروث أسري مشبع بالمبادئ والأخلاق وحب النجاح ومساعدة الآخرين والولاء للوطن. والإخلاص في العمل. ونحن بحكم خبرتنا أعطيناها مساحة كافية لإطلاق كل مكنوناتها، فكانت عند حسن الظن، بل إنها زادت على ذلك بتطوير قدراتها وصقلها علمياً وعملياً وخبرة، وبالمحصلة جاءت نجاحاتها وتألقها هي ومدرستها وطاقم المعلمين والمعلمات والطالبات نتيجة طبيعية لكل ما سبق ذكره فنالت شرف التكريم من المديرية ومن المحافظة وكذا من فخامة رئيس الجمهورية.. فهنيئاً لنا أولاً ولها ثانياً كل هذا التألق.[c1]مفخرة المديرية[/c]من جانبها تحدثت الأستاذة مريم الشدادي قائلة :لحظات جميلة ورائعة يملؤها الفقدان والفخر أتناول فيها هذه الكلمات البسيطة كي أعبر فيها عن تربوية استطاعت بكل قدراتها وإمكانياتها إن تجسد وترسم أجمل اللوحات التربوية والتعليمية في مجال مسؤوليتها مديرة لثانوية 14أكتوبر، فكانت القائد والربان الذي أوصل مدرستها إلى أعلى الدرجات والشموخ الفخري، تحدثت عنها الألسن بإعجاب وتقدير.. كانت الأم الحريصة على طالباتها لا ترضى عليهمن بسوء أو فشل بل كانت تسعى إلى رفعهن إلى المعالي، يحترمها من يقعد معها لما تمتاز به من الأدبيات والشفافية في حوارها وتناول المواضيع بأسلوب تربوي محبة لزملائها وزميلاتها في العمل إن رحيل مثل هذه الإنسانة التربوية الرائعة خسارة وذهابها عن مديريتنا التي كانت تفوح برائحة عطرها التربوي التي يرتاح لها من يستنشقها ولكن استطيع القول أخيراً إنها مكسب وغنى وثروة للوظيفة التي هي ذاهبة إليها فهي مرتع بيتنا الأكبر فهنيئاً لها هذه المكانة التي تعتبر عرفاناً وتقديراً لما قدمته من عطاء وإنجازات عظيمة مشرفة.وأضافت مديرة التربية والتعليم تقول:الأستاذة مايسة عشيش سجلت نجاحات باهرة في وقت قصير وفي كل الوظائف التي شغلتها، ولم يقتصر نجاحها على وظيفة بعينها.فقد كانت مشرفة اجتماعية ثم وكيلة ثم مديرة في مدرسة الصديق للتعليم الأساسي وسجلت نجاحات شهدت بها كافة شرائح المجتمع في المديرية.وعندما انتقلت لترأس إدارة ثانوية 14أكتوبر للبنات انطلقت بالمدرسة إلى مصاف الريادة والنموذجية فاستحقت التكريم الصادق من المديرية والمحافظة ومن ثم من فخامة رئيس الجمهورية بجهودها المخلصة ضاربة أروع الأمثلة في الإخلاص لمهنة التربية والحب للمجتمع وللوطن. فكان التألق والإبداع والنجاحات صفات تلازمها وتلازم مدرستها بل التصقت هذه الصفات بجميع معلمي ومعلمات المدرسة، وشكلت مفخرة لمديرية المعلى تهديها بكل ترحاب إلى محافظة عدن،وعن قريب ستكون مفخرة لمدينة عدن.هنيئاً لك أيها المربية المتألقة هذا الجمع الكبير الذي جاء ليحتفل بك ويكرمك من ذاته ومن دون أي دعوات رسمية.مايسة.. عطاء ليس له حدودأما الأخ الشيخ/محمد علي العزاني عضو المجلس المحلي في المديرية الذي شغل منصب رئيس مجلس الآباء في ثانوية 14أكتوبر للبنات لخمس سنوات سابقة وحالياً هو عضو في مجلس الشرف الأعلى في مدرستي اوسان وأكتوبر، فقد عبر عن سعادته بحضور حفل تكريم وتوديع المربية القديرة مايسة عشيش.. وأضاف:مايسة عشيش مربية فاضلة ومديرة محنكة تستحق التكريم على أعلى المستويات، وقد نالت بالفعل تكريم فخامة رئيس الجمهورية فهي صاحبة عطاء ليس له حدود ولا ينضب، وتمكنت خلال إدارتها لثانوية أكتوبر النموذجية للبنات من أن تجعلها منبعاً للعلم والأخلاق، وهذا ما دفعنا إلى دعم المدرسة مادياً ومعنوياً كونها تترجم كل ذلك إلى أنشطة إبداعية ومعارف علمية لبناتنا الطالبات. وواصل يقول:على الرغم من صغر سنها، لكننا رأينا فيها أماً حقيقية وصادقة وحريصة وقلقة على جميع الطالبات لا تفرق بينهن على الإطلاق، وتسعى بكل ما أوتيت من طاقات وقدرات من أجل غرس حب العلم والمعرفة في نفوسهن ومن قبل ذلك حب الأخلاق الفاضلة وتمثلها في الحياة اليومية، فكانت مثار إعجاب السلطة المحلية وإدارة التربية في المديرية وكذا مجلس الآباء والأمهات، حتى على مستوى الأسر. نبارك لها هذا التألق والإبداع الذي أوصلها إلى رئاسة شعبة التأهيل والتدريب في المحافظة، ونحن على ثقة من أنها بجهودها المخلصة ستتولى مناصب قيادية كبيرة في المجتمع.
مع قيادة المديرية والتربية يقطعون الكيك
[c1]أنا أم تحمل حزناً لفراق أسرتها الكبيرة[/c]من جانبها ألقت الاستاذ مايسة كلمة قالت فيها:الحقيقة أنني ألقيت العديد من الكلمات في كثير من المناسبات والاحتفالات وكنت أجد صعوبة في إلقائها أو التعبير عن صدق مشاعري إزاءها لكنني اليوم أقف عاجزة عن التعبير عن ما يختلج في نفسي من مشاعر فياضة في هذه اللحظات المؤلمة والمفرحة في آن واحد فما أصعب الرحيل بعد أن قضيت في هذا الصرح التربوي والتعليمي أجمل سنوات حياتي العملية على الرغم من أنها كانت سنوات شاقة بعد أن أخذ العمل في الثانوية كل جهدي وتفكيري واهتماماتي واعترف هنا أن ذلك الاهتمام كان يتجاوز الحد أحياناً فيكون على حساب أفراد أحباء إلى نفسي ألا وهم أسرتي الصغيرة .فالحكاية كانت بالنسبة لي تحدياً وإصراراً ومرت الأيام مسرعة وليس لي هدف ولا أمل سوى الارتقاء والتميز لبناتي الطالبات في كافة المجالات ولهذا كنت دائماً أماً قلقة وربما قلقة جداً إلى حد الحزم والشدة عند اللامبالاة وعدم الاستشعار بالمسؤولية حفاظاً على تماسك أسرتي الكبيرة آنذاك فأتمنى أن تجدوا لي عذراً في ذلك لأن الكثيرين لا يعرفون حقيقة ما بداخلي من مشاعر أم مرهفة الإحساس تسعد لفرح أسرتها بنجاحها وتشقى لإخفاقها.ومرت السنوات بسرعة حتى أتت لحظة الفراق فلمأتخيل يوماً ما بأنني سأفارق طابور الصباح وسأفارق بناتي الحبيبات تلك الوجوه البريئة الجميلة الواعدة المتعطشة للحياة والمعرفة والتي تحتاج إلى رعاية واهتمام وتوجيه ومتابعة مستمرة حتى تبقى دائماً في العلالي.لا أطيل عليكم لكنني أريدكم أن تدركوا تماماً أنني أم تحمل حزناً لفراق أسرتها الكبيرة تكتم مشاعرها وتحتبس دموعها لفراقكم جميعاً بناتي الحبيبات وإخواني المعلمين والمعلمات الأعزاء وكل فرد في هذه الثانوية كل تلك الشخصيات الفاعلة والتي كانت دائماً متفاعلة في أصعب المواقف وأقسى الظروف من دون كلل أو ملل لكن عزائي الوحيد أن الحياة في تغير مستمر ودوام الحال من المحال فما أقسى الرحيل حتى وإن كان ذلك الرحيل إلى مرتبة أعلى.وفي اليوم الأخير اسمحوا لي أن أحيي بحرارة بالغة كل الأيادي البيضاء التي امتدت لتقدم العون ووقفت إلى جانبي وكان لها دور في نجاحي من خلال تحفيزي في حياتي العملية وأبت إلا أن يكلل كل ذلك العطاء بالوفاء والحرص على إقامة هذا الحفل التكريمي الرائع وإلى تلك الأيادي ناصعة البياض أستاذتي القديرة والأم التربوية الفضلى مريم شدادي.كما أتوجه بالشكر للأستاذ الدكتور / محمد حسن عبد الشيخ مديرعام مديرية المعلا والأستاذ/ عبد الناصر عماد الأمين العام للمجلس المحلي والأستاذ / محمد علي الكازمي رئيس لجنة الخدمات والأستاذة/ جوهرة خولاني رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في م / المعلا وأعضاء المجلس المحلي في م / المعلا والشخصيات الداعمة وفي مقدمتهم الأستاذ / محمد علي العزاني عضو المجلس المحلي في م / المعلا أخيراً أحب أن أهمس لبناتي الحبيبات وإخواني المعلمين والمعلمات وأقول لهم تذكروا دائماً أن لكم أماًَ سافرت وستبقى في اشتياق دائم لكم ولن تنساكم أبداً وستظل معكم بقلبها ولن تتردد لحظة في الوقوف إلى جانبكم وتقديم أي دعم لكم في حدود إمكانيتها المتواضعة لأنها تتمنى دائماً أن تسمع عنكم الخير والنجاح والتميز كما كنتم دائماً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مريم الشدادي تكرم مايسة عشيش
[c1]مايسة عشيش « ست الحبايب»[/c]عندما جاء قراراً تعيين الأستاذة مايسة عشيش الذي نالت بموجبه ثقة القيادة السياسية بتحمل مهام منصب رئيس شعبة التأهيل والتدريب في مكتب التربية بالمحافظة ، خيم الحزن على طالبات ثانوية 14 أكتوبر .. ووقفن طوابير بشكل حواجز بشرية لمنع خروج ( ست الحبايب ) أمهن ومربيتهن ومديرة مدرستهن من المدرسة ، وعندما حاولت إقناعهن بأن مهام منصبها الجديد لن تفرق بينها وبينهن ، انهمرت دموعهن بغزارة رافضات كل الرفض مغادرة أمهن المدرسة .. وفي أروع صور الحب والحنان والعطف خضعت الأم المربية مايسة لإرادة بناتها واستمرت معهن لأكثر من شهرين .. ثم ماذا !؟تقول طالبات أكتوبر لا نزال غير مقتنعات بفراقها ، ولا نتصور أننا لن نراها مرة أخرى في الطابور الصباحي أو في مكتبها أو أثناء تفقدها لنا داخل الفصول الدراسية ومشاركتنا جميع الأنشطة اللاصفية داخل المدرسة وخارجها ..مع العلم أن موقفنا هذا فيه نوع من الأنانية .. لكن ليس بأيدينا حيلة فهي مستقرة في قلوبنا وتشعرنا بكامل الثقة بالمستقبل والأمان فهي مديرة تتابع بناتها إلى داخل منزل الأسرة وتقف معهن في السراء والضراء عوناً كبيراً ليس لشيء سوى مساعدتهن في بلوغ مستقبل أفضل.وتواصل الحديث إحدى الطالبات نيابة عن زميلاتها فتقول: الأستاذة مايسة بحر من العطاء ومثلما غمرتنا بعطاءاتها وحنانها داخل المدرسة لا شك في أنها ستشمل بعطاءاتها كافة فتيات وطالبات مدارس عدن من خلال منصبها الجديد. ومن الأشياء التي تعلمناها على يديها مبدأ الإيثار ولا نريد أن تسيطر الأنانية وحب الذات والاستئثار بها لنا لوحدنا من دون غيرنا من طالبات عدن . كما أننا على ثقة من أنها من خلال منصبها الجديد ستعم الفائدة على جميع المدارس ، وهذا شيء جميل تعلمناه منها . وفي الأخير نحب أن يعلم الجميع ان مربيتنا وأمنا مايسة عشيش لن تفارقنا فكيف يكون فراقها وهي مغروسة في داخل قلوبنا ومرسومة في عقولنا نموذجاً جميلاً ورائعاً نحلم به دائماً ولا يسعنا إلا أن نبارك لها هذا النجاح ونثق أنها في القريب العاجل ستكون ذا شأن رفيع في المجتمع .. ولا نقول لها وداعاً .. بل إلى لقاءات كثيرة ودائمة يا ست الحبايب يا ماما مايسة.