الجيش يرفع حظر التجول عن بيروت بعد الاشتباكات الطائفية
باريس / بيروت/ وكالات :ألتقى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الجمعة في باريس مجموعة من البرلمانيين الفرنسيين في الجمعية الوطنية الفرنسية ودعا اللبنانيين الى تفادي "اجواء التوتر التي تؤدي الى الانفجار".وعقد السنيورة وعدد من وزراء حكومته جلسة مع اعضاء لجنة الشوؤن الخارجية في مجلس النواب الفرنسي تم التشديد خلالها على العلاقة المميزة بين لبنان وفرنسا.ورافق السنيورة وزير الاتصالات مروان حمادة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري ووزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض.وقال السنيورة "مصدر سعادة ان اكون في قاعة مجلس النواب السلطة الام وهو المكان الذي يجب ان نلتقي فيه" مضيفا "عندما يغلق مجلس النواب ابوابه ينزل الناس الى الشارع" في اشارة الى الوضع المتأزم في لبنان وشلل مؤسسات الدولة فيه.وشدد رئيس الوزراء اللبناني على عمق العلاقة بين لبنان وفرنسا موضحا "العلاقة بيننا متينة واشياء كثيرة تضمنا في قيم عديدة".وحول الوضع في لبنان حيث قتل اربعة اشخاص الخميس في مواجهات بين انصار الحكومة وانصار المعارضة قال السنيورة "يجب الا نأخذ اللبنانيين الى اجواء توتر تؤدي الى الانفجار".واكد "المشكلة هي عندما يغلق باب التواصل (..) النزول الى الشارع كما الدخول (كل طرف) الى غرفة لا يمكنه الاستماع فيها الى الاخر".وبعد انتهاء الاجتماع مع البرلمانيين التقى السنيورة في الجمعية الوطنية ممثلين عن الجالية اللبنانية في فرنسا.وكان السنيورة قد ترأس الخميس في باريس الوفد اللبناني الى مؤتمر باريس 3 الذي حصل فيه لبنان على وعود سخية لتقديم مساعدات بقيمة 7,6 مليار دولار فضلا عن دعم قوي من المجتمع الدولي لحكومة رئيس الوزراء اللبناني.على صعيد اخر رفع الجيش اللبناني حظر التجول عن العاصمة بيروت أمس الجمعة لكن المدارس والجامعات ظلت مقفلة بعد يوم من الاشتباكات بين جماعات من المسلمين السنة والشيعة زاد الخشية من توتر طائفي أوسع نطاقا مثل الذي أدخل البلاد في حرب اهلية.وبدأ الازدحام يعود الى شوارع الاحياء ذات الاغلبية السنية في بيروت بعد ان رفع الجيش حظرا للتجول الساعة السادسة من صباح أمس (0400 بتوقيت جرينتش) لكن البعض يتخوف من حدوث مزيد من الاشتباكات.وكانت هذه أول ليلة تعيشها بيروت في ظل حظر التجول منذ الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. وقالت مصادر عسكرية ان حظر التجول كان لليلة واحدة فقط لكن سيتم تقدير الوضع الامني لاحقا لمعرفة ما اذا كانت هناك حاجة لفرض ليلة اخرى من حظر التجول استنادا الى التطور الامني.وكتبت صحيفة السفير في عنوانها الرئيسي في اشارة الى الفتنة "لعن الله من ايقظها."وفي اطار مواجهات بين الموالين للحكومة والمعارضين لها قتل أربعة بالرصاص وأصيب نحو 200 شخص في اعمال العنف التي اندلعت بعد اشتباك بين طلاب مسلحين بالعصي والحجارة في حرم جامعة بيروت العربية لتتسع المواجهات لاحقا وتمتد الى شوارع قريبة.وقال شهود عيان ان بعض المارة تعرضوا للضرب على اساس انتمائهم الديني.والقتلى هم ثلاثة من بينهم طالبان من حزب الله الشيعي بالاضافة الى شخص اخر مجهول الهوية.وقال السفير الامريكي لدى بيروت ان الوضع أصبح "خطرا جدا".وقال لمحطة تلفزيون الحرة "لا ينبغي لاحد ان يندهش حين تبدأ الامور في الخروج عن نطاق السيطرة في الوقت الذي كان هناك جهد متعمد استمر شهرين الى ثلاثة لاثارة التوتر الطائفي. الوضع خطر جدا."وصعدت المعارضة حملتها الاحتجاجية يوم الثلاثاء لتشمل معظم البلاد مما ادى الى تفجر احداث عنف اسفرت عن مقتل ثلاثة اشحاص وجرح 176.من جانبها ساهمت مواقف القوى الرئيسية المتنازعة في لبنان في تهدئة الأوضاع، بعد الأحداث الدامية التي وقعت أمس الاول، حيث دعت جميع المواطنين إلى إخلاء الشوارع وضبط النفس والانسجام مع الإجراءات التي يتخذها الجيش.وشهدت بيروت يوما داميا أمس على خلفية التوترات القائمة بين فريق 14 آذار الحاكم والمعارضة. فقد تطور شجار بين طالبين في كافتيريا جامعة بيروت العربية أحدهما من أنصار المعارضة والآخر من الموالاة, إلى اشتباكات بالحجارة والعصي في حرم الجامعة، وتلاه إطلاق نار من مجهولين استهدف لاحقا عناصر الجيش اللبناني الذي تدخل لفض الاشتباكات.واتسعت الاشتباكات في جنوب بيروت لتشمل الأحياء المحاذية السنية والشيعية. وامتدت المواجهات إلى مناطق الكولا وقصص ومار إلياس وراس النبع.