استراحة القارئ
طالما كانت العوامل المؤدية إلى وقوع حوادث الطرق رغم نتائجها الخطيرة المبكية.. فالسيارات تزهق أرواح الناس كل عام بالمئات ويزداد عدد الضحايا الذين يذهبون ضحيتها ضخامة عاماً بعد عام. ومن حسن الحظ أن السنوات الأخيرة شهدت تحسينات عظيمة في تصميم الطرق والسيارات بغية الحفاظ على أرواح الناس.بيد أن هناك عاملاً مهماً آخر لابد من أخذه بعين الاعتبار في هذا المجال، ألا وهو عامل الإنسان نفسه. على أن السبب الحقيقي الكامن وراء حدوث 60 في المئة من حوادث الطرق المؤسفة، إنما مرده إلى الأخطاء التي يقترفها الإنسان. ولكن على الرغم من هذه الحقيقة، ورغم الجهود الكبيرة المبذولة في تحسين الطرقات والسيارات معاً، فإن أمر سائق السيارة كاد يهمل تماماً إلا في السنوات الأخيرة.وقد انكب المتخصصون في شتى سير شؤون حركة السير موخراً في معظم دول العالم فتقدموا بنظريات ومقترحات مختلفة في سبيل تأمين سلامة أعظم من ذي قبل على الطرق. وقال بعضهم :"لنمنع السكارى عن السوق!" وقال آخرون : لنجعل أحزمة "السلامة إجبارية!".ومنهم من قال :" لنخفض حدود السرعة القصوى؟" واقترح البعض فرض غرامات ثقيلة على السائقين الذين يتحدون الأنظمة والتعليمات، بينما أصر البعض على عدم منح رخص سوق إلا الذين يجتازون فحصاً في غاية الشدة والصعوبة..ولاشك أن أكثر هذه النظريات والآراء معقول منطقياً، فالسائق الذي يكثر من تناول المشروبات الروحية، إنما يضاعف من احتمال وقوع حوادث الطرق، وهناك أيضاً دلائل كثيرة تشير إلى أن تخفيض الحد الأقصى لسرعة السيارة من شأنه أن يؤدي إلى إنخفاض الحوادث. بيد أن هذه النظريات والآراء لو نفذت بحذافرها، فإنها لا تضمن إلاتخفيض محدود النسبة في حوادث الطرق، إذ أن الشيء المهم في هذا المجال هو السائق ومهارته في السوق، ونظرته تجاه الآخرين الذين يسلكون ذات الطريق بسيارتهم فما هي، إذن، العوامل التي تجعل من السائق سائقاً طيباًً وتضمن له السلامة المرجوة؟.. ولنا عودة.عبدالله مهيوب