د. سمير عبده كليب أنعم الله على أرضنا الطيبة اليمن بنعم وخيرات لا تحصى منها الموقع المتميز على الكرة الأرضية الممتد من تخوم أرض عمان شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً ومن تخوم الحجاز والربع الخالي (المملكة العربية السعودية) شمالاً إلى بحر العرب والمحيط الهندي جنوباً بجغرافيا متميزة بتضاريس فريدة متنوعة تمتد من البحار والجزر والسهول الساحلية والوديان والهضاب والقيعان والسلاسل الجبلية إلى السهول والصحاري.من هذه التضاريس نتج تنوع فريد في المناخ والطقس نتج عنهما تنوع فريد في نمو الغطاء النباتي لأشجار الغابات والفواكه والشجيرات والأعشاب والحبوب والمراعي،وقد عرف الإنسان اليمني منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد هذا التنوع وهذه النعم فتعامل معها بهمة عالية وإيقاع جميل وحرص شديد فقام باستصلاح الأراضي الزراعية وشيد السدود العظيمة وقنوات الري وبناء المدرجات الجبلية ونبغ في علم الفلك والعلوم الزراعية حتى تمكن من تشييد أعظم الحضارات الإنسانية التي قامت في مجملها على الزراعة والرعي والصناعة والتجارة ووصل خيرها إلى أرجاء المعمورة لقرون طويلة.وبالقراءة المتأنية لسفر التاريخ اليمني العظيم نجد أن المجتمع اليمني أستطاع في الماضي تشييد تلك الحضارات العظيمة عندما ساد بين أبنائه روح المحبة والتعاون والشورى والولاء لهذه الأرض وعدم التفريط بشبر منها وكان الجميع يعمل لمصلحة الجميع واحترام الوقت واستغلاله لمزيد من العمل والإنتاج وأن بعدها ما أصاب اليمن واليمنيين من ضعف وتشرذم بسبب ظروف طبيعية وإنسانية قاهرة كسيل العرم وقلة سقوط الأمطار والجفاف في بعض الحقب تم بسبب الاستعمار القديم والحديث والقطبية التي أصابت العالم كله وبسبب تسلط الأنظمة المحلية الضعيفة الإمامية والسلاطينية،ألا أن الشعب اليمني ظل يتطلع بأمل كبير إلى المستقبل الأفضل ليعيد أمجاد ماضيه العريق فجاءت ثورته المباركة سبتمبر وأكتوبر وناضل عبرها ودخل عصر التوحيد والوحدة في 22مايو1990م الطريق الصحيح نحو التنمية والتطوير والاستقرار والحضارة.وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى 19 لقيامها رغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك ضدها منذ قيام الثورة والجمهورية التي كان مقصدها في الماضي قبل الوحدة نشر بذور الخلاف والشتات والاحتراب بين الشطرين لإحباط قيام الوحدة إلا إنه بعد قيام الوحدة تغيرت أهداف المؤامرات فهي تريد يمناً موحداً،لكن تريده نموذجاً سيئاً لنتائج الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية مؤامرات تأتي بالأزمات الاقتصادية ونشر ثقافة الكراهية والولاءات الضيقة لكن الشعب اليمني قد شب عن ذلك بتلاحمه حول قيادته الوحدوية ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح،ولكن الخوف على وحدتنا وأمتنا وتلاحمنا يظل متأثراً ومتراكماً أكثر من الفساد المالي والإداري المستشري في كل مناحي الحياة لا يوجد له ترياق يجتثه من جذوره سوى تطبيق الأنظمة والقوانين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب حسب تخصصه وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والرقابة والمحاسبة واعتبار تلك القوانين خطوطاً حمراء يمنع ويعاقب كل من يتجاوزها مهما تكون مكانته واستغلال الموارد المالية في مشاريع تدر موارد مالية جدية للميزانية العامة للدولة وتقديم الأهم فالأهم عند تنفيذ المشاريع الإستراتيجية واستغلال كل ما أنعم الله على هذه البلاد في بحرها وبرها وجوها حتى نصل إلى وطن يتطور ومواطن يستقر.وكل عام واليمن وشعبنا اليمني وقيادتنا السياسية بألف خير.
اليمن .. أرضنا الطيبة
أخبار متعلقة