ما تناقلته وكالات الأنباء وشبكة التلفزة عبر القنوات الفضائية الأسبوع قبل الفائت، حول إقالة وزيرين في الحكومة الأردنية، على خلفية تقصيرهما في أداء واجباتهما، بحسب المصدر، هو أمر جد مثير للجدل خاصة في منطقتنا العربية، المعروف عنها أنها لا تقيم لهذه المسائل قائمة، وإن إقامتها فمن باب العتاب وعض النواجذ على الشفاه ليس إلا!. التلوث.. كان التهمة التي أطاحت بوزيرين هما وزير الصحة ووزير المياه، والذريعة كانت أصابت أكثر من ألف شخص بحالات إسهال وحمى.. هكذا يكون الجزاء من جنس الفعل، فمن يهمل في أداء واجباته، ما يؤدي إلى إضرار بحياة الناس، تكون الدولة له بالمرصاد.. وقد كان ذلك مثار إعجاب واحترم وتقدير الكثيرين، وعاملاً معنوياً لأولئك الذين أصيبوا بنكسات صحية جراء التلوث وانقطاع المياه في أشد أشهر الصيف حرارة!.ونجن نعلم أن الوزيرين : قد استبقا الحادث وقدما استقالتيهما درءاً لما قد يلحقهما من مساءلة أو تقصير يحسب عليهما.. بالرغم من أن لديهما أجهزة (طويلة عريضة) ممن يقومون بهذه المسائل، وليس الوزيرين – هما – المعنيين مباشرة، لكن أمانة المهنة وأداؤها على أكمل وجه، جعلهما يسجلان موقفاً فريداً في حكومة الأردن، ما جعل الملك يقبل استقالتيهما فوراً.. فالضرر جسيم، وربما يؤدي إلى وفيات في فترات لاحقة ( لا قدر الله )!.ألف شخص حدث لهم ( إسهال وحمى ).. ترى كيف كانت الحال ستكون لو قدر الله ومات عشرات أو مئات.. الله وحده يعلم ما إذا كان سيكون موقف الحكومة والملك عبدالله الثاني ملك الأردن الشقيق؟!رئيس الوزراء الأردني ( معروف البخيت ) أعلن في مؤتمر صحفي في عمان عن عدة قرارات طالت مسؤولين كباراً في وزارة المياه والصحة والبلديات على خلفية القضية، وكان من بين من طالتهم الإجراءات العقابية : أمين عام سلطة المياه الذي أحيل إلى التقاعد.. جزاء رادعاً لتقصيره وتخاذله!البخيت قال للصحفيين : لن أتردد لحظة في محاسبة كل من يثبت تقصيره وسيصار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، بكل حزم وعدالة.. فالموظف العام هو خادم للشعب، ولن نرضى بغير ذلك، ولن يكون للمقصر أو المتهاون أي مكان في مؤسساتنا الوطنية!هذا عرض لحالة بسيطة ونادرة أطاحت بوزيرين – فكيف الحال يا ترى لو أن حكومتنا أخذت من واقع تبادل الخبرات للقضاء على الفساد هذا السلوك وعملت به، على الأقل بدءاً من الآن.. وتنفيذاً لبرنامج الرئيس الانتخابي الذي يراهنون، ونحن معهم عليه كعامل نهضة وتقدم واستقرار، خاصة في مجالات الصحة والمياه والكهرباء، والوظيفة العامة، والأمن..الخ؟!لنأخذ من الأردن نموذجاً يحتذى به لكي نطور من أدائنا في العمل الوطني ولخلق عمل مؤسسي فعلي.. يرتهن به خروج البلد مما هي فيه ولتنقية الشوائب العالقة بجسم الحكومة التي ( نجورها بالله ونحوطها )!.
|
آراء حرة
الموظف العام .. خادم للشعب !
أخبار متعلقة