[c1]أمين عبدالله ابراهيم [/c]تبلغ الخصوبة أعلى درجاتها في أشد البلدان وبين الفقراء في هذه البلدان فنواحي القصور في الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات _ لاسيما للمرأة - تسهم في الفقر في هذه البلدان ، وخدمات الصحة الإنجابية لا تستطيع أن تفي حتى بالاحتياجات الحالية للمرأة التي تريد أن تمنع "تنظم" الحمل أو تؤخره،من المتوقع أن يزيد الطلب على هذه الخدمات بسرعة في غضون السنوات الـ(15) المقبلة . كما أن معدل الوفيات النفاسية مرتفع ومعدلات استخدام وسائل منع الحمل منخفضة ( إذ كثير ما تكون أقل من 155 من جميع الأزواج ) وهذه البلدان من بين أشد البلدان تعرضا لتحديات تدهور التربة والمياه ، وأشدها معاناة من العجز الغذائي . وفي بعض المناطق الغنية ايكولوجيا ولكن الهشة ، المعروفة عن المتوسط العالمي البالغ 1.35 سنويا وازدياد الطلب من المناطق الأكثر وفرة يزيد من الضغوط على الموارد الطبيعية في هذه النظم الايكولوجية .والنبأ السار هو الخصوبة في البلدان النامية ككل قد انخفضت إلى ما يقل قليلاً عن ثلاثة أطفال لكل امرأة ، أي ما يمثل نصف ما كانت عليه في سنة 1969م ، ومن المتوقع أن تنخفض أكثر من ذلك ،بحيث تصل إلى (2.17 )طفل لكل امرأة بحلول الفترة من 2045-2050م . وفي الوقت نفسه ارتفع المتوسط العالمي للعمر المتوقع إلى66 سنة بعد أن كان 46 سنة في عام 1950م ، وأصبح الناس أوفر صحة طيلة عمرهم مما كانوا علية في أي وقت سابق على مدار التاريخ ، وذلك خارج نطاق المناطق المنكوبة أشد نكبة بفيروس نقص المناعة البشرية (الايدز ) حيت أن جائحة الايدز ستكون لها آثار ديموغرافية شديدة ، فبحلول سنة 2015م سيبلغ متوسط العمر المتوقع في أشد البلدان تأثيراً بتلك الجائحة 60 سنة ، أي ما يقل بخمس عما كان سيصبح في حالة عدم وجود الايدز .وفى بعض البلدان ، ومن بينها المكسيك وأجزاء من جنوب شرق آسيا ، انخفضت الخصوبة انخفاضا شديدا على مدى الجيل السابق ، مما اوجد مزية ديمغرافية تتمثل في وجود جيل كبير ممن تتراوح أعمارهم بين( 15و 24 )سنة جاهز للانضمام إلى القوى العاملة ، دون الضغط الذي يمثله وجود جيل كبير بنفس القدر من الأطفال وراءه . وهذه البلدان يمكن أيضا أن تتوقع جيلا يتزايد بسرعة من المسنين ، ولكن المزية الديمغرافية تتيح فرصة لتلبية احتياجاته ، أما البلدان التي مازالت فيها الخصوبة مرتفعة ويتزايد فيها متوسط العمر المتوقع فلا تتاح لها تلك الفرصة .وعالميا نجد أن هناك ما يناهز مليار شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين (15و24 )سنة . وفى البلدان الصناعية تبلغ الخصوبة 1.6 طفل لكل امرأة ، وهو ما يقل عن مستوى الإحلال . وسكان تلك البلدان يشيخون بسرعة ، وفى بعض البلدان قد تنكمش فيها أعداد السكان بالفعل مالم تكملهم أعداد من المهاجرين من الخارج والاتجاه إلى الانخفاض في الخصوبة اتجاه مؤكد إلى حد كبير ، غير أن الدراسات التي أجريت مؤخرا في المملكة المتحدة تبين أن حجم بعض الأسر المنخفضة الدخل اقل مما يريده الوالدان .أن التدابير الرامية إلى الاقتصاد في استخدام الطاقة وكبح التلوث والحد من الطلب على الموارد الطبيعية ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة في المستقبل ، وتلتزم أيضا تدابير موازية لتثبيت النمو السكاني العالمي ، ومسالة ما إذا كان سكان العالم في سنة 2050م سيبلغ عددهم 10.9 بلايين نسمة وهو الإسقاط المنخفض ، أو سيبلغ عددهم( 9.3) بلايين نسمة وهو الإسقاط الوسيط ، وهي مسالة تتوقف على الخيارات والالتزامات في السنوات المقبلة . وثمة اجراءان رئيسيان هما :أولاً:كفالة أن يصبح الحق في التعليم والصحة ، بما فيها الصحة الإنجابية ، حقيقة واقعة بالنسبة لجميع النساء. ثانياً:وضع نهاية للفقر المدقع الذي يعانى منه( 1.2)بليون نسمة . يعيشون على أقل من دولار واحد يوميا ، وهذان الهدفان مترابطان وثيقا لان الإناث يشكلن معظم من يعانون من الفقر المدقع ، ومن ثم فان التحرك صوب بلوغ احدهما يعزز الآخر .المصدر : حالة سكان العالم 2001م
تجاهات الخصوبة
أخبار متعلقة