جاء في قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة 30 /3 /2009م مايلي : ( ضرورة التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين)، شكراً للقمة العربية، شكراً لكل الأشقاء، ولكني أود أن اذكرهم بأن الأمم المتحدة التي يتمسك بها وبقراراتها كل الدول العربية ويحترمونها، كانت قد أتخذت قراراً رقم 194 في 11 كانون الأول ديسمبر 1948م حول حق العودة والذي ينص على وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة والعيش بسلام مع جيرانهم ، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب ، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، والإنصاف أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة وتصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق بتسهيل إعادة اللاجئين، وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك دفع التعويضات، وتعود الحكومات والسلطات المعنية جميعاً إلى التعاون مع لجنة التوفيق وإلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة للمساعدة على تنفيذ هذا القرار. لاشك في أن العملية التفاوضية المختلة لصالح إسرائيل، أدت إلى تحويل في الموقف الأمريكي من قرار 194، بالسابق كانت أمريكا مع قرار 194 عندما يطرح في الأمم المتحدة، ولكن تغيراً حصل في الموقف بعد توقيع اتفاق أوسلو، حيث بدأ مندوب الولايات المتحدة يمتنع عن التصويت على القرار، وهذا أدى بإسرائيل إلى التطاول أكثر في رفضها للقرار أصلاً.وليست مصادفة أن نجد ملامح مشروع أمريكي في اقتراح لحل قضية اللاجئين تبناه وزير خارجية إسرائيل آنذاك، وأحد كبار مهندسي اتفاق أوسلو، شمعون بيريس في كتابة الشهير ( زمن السلام )، ونقلت ( الحياة اللندنية ) أن الوزير شلومو بن عامي عقد اجتماعات مع قيادات الكونجرس الأمريكي من اجل تأمين دعم مالي لاتفاق فلسطيني - إسرائيلي حول قضية اللاجئين ، وإذا ما عدنا إلى خارطة الطريق التي تبنتها اللجنة الرباعية والتي تحدثت عن تقدم في الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة ذات سيادة، نجدها قد تراجعت في الحديث عن حقوق اللاجئين حيث قالت يجب أن تجري تسوية لقضية اللاجئين ترضى بها إسرائيل وتوافق عليها، وإسرائيل كان موقفها واضحاً من خارطة الطريق وبعد أن أعلنت تحفظاتها الأربعة عشر، منها: عدم الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة إلا عندما يعترفون بحق إسرائيل في الوجود باعتبارها دولة يهودية. أن يتنازلوا عن حق العودة. قالت لن توافق على أي تسوية خاصة باللاجئين تسمح لهم بالدخول إلى ( دولة إسرائيل ) أو الاستقرار داخل حدودها. قرار القمة العربية الخاص باللاجئين يلتقي بشكل أو بآخر مع الاشتراطات الإسرائيلية، وهذا ما رفضه الفلسطيني منذ مايو أيار 1948م، وهذا ما فجر الثورة الفلسطينية المسلحة ودفع أبناء الشعب الفلسطيني الثمن الباهظ من الشهداء والمعتقلين والمعاقين، وخلف الأرامل والأيتام وعاش بالخيام لعشرات السنين. كيف يمكن للفلسطيني أن يتخلى عن حق العودة ؟ كيف يمكن للفلسطيني أن يتخلى عن النضال من أجل حق العودة؟
قضية اللاجئين الفلسطينيين جوهر القضية الفلسطينية
أخبار متعلقة