إعداد / عبدالواحد الضرَّاب :لقد حقق مشروع الأشغال العامة منذ إنشائه قبل 10 سنوات وحتى يومنا هذا إنجازات مهمة على طريق النهضة التنموية الحديثة في بلادنا، ومما لا شك فيه أنّ هذه الإنجازات قد عززت من توجه الدولة في توفير مشاريع البُنى التحتية التي تفتقر إليها بلادنا، حيث وصلت هذه المشاريع إلى كل قرى ومديريات الجمهورية، وتميّزت بجودتها ونوعيتها من خلال مقاييس عالمية مدروسة، وقد ساهمت خدمات المشروع في معالجة الآثار الجانبية لتطبيق برنامج الإصلاحات الحكومية، وقد كُرم من بعض الجهات ذات العَلاقة كالبنك الدولي واختير ضمن أفضل أربعة مشروعات في العالم تكافح الفقر والبطالة وتعمل على تحقيق أهداف الألفية في مختلف القطاعات.النشأةأُنشئ مشروع الأشغال العامة بالقانون رقم (36) لسنة 1996م، الذي أصدره فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشأن الموافقة على اتفاقية القرض التنموي للمشروع والموقعة بين بلادنا وهيئة التنمية الدولية (البنك الدولي)، وقد جاء إنشاء المشروع كضرورةٍ ملحةٍ لتلافي ومعالجة الآثار السلبية الناجمة عن برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية باعتباره نموذجاً جديداً في إعداد المشروعات وضوابطها وطرق توزيعها وإجراءات تنفيذها.[c1]أنشطة المشروع[/c]يُعتبر مشروع الأشغال العامة أحد أهم المكوّنات لشبكة الأمان الاجتماعي وقد أُنشئ لتحقيق العديد من الأهداف وهي إيجاد أكبر قدرٍ من فرص العمل للعمالة الماهرة وغير الماهرة، توفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر احتياجاً، تحسين الأوضاع الاقتصادية والبيئية للفئات الفقيرة، وكذا الارتقاء بمهنتي المقاولات والاستشارات الهندسية المحلية.ويتمركز نشاط مشروع الاشغال العامة على تنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على تشغيل أكبر قدرٍ من الأيادي العاملة الماهرة، وقد بدأ المشروع نشاطه الفعلي في أوائل عام (1997م) من خلال تنفيذ المرحلة الأولى التي موّلت من البنك الدولي بقرض قيمته (25) مليون دولار أمريكي و(3) ملايين دولار أمريكي مساهمة من الحكومة اليمنية، وقد قام مشروع الأشغال العامة في هذه المرحلة بتنفيذ (435) مشروعاً موزعة على مختلف محافظات الجمهورية وفي مختلف المجالات كالصحة العامة، التعليم، المياه، الصرف الصحي والزراعة وغيرها، وقد بلغ عدد المستفيدين من فعاليات هذه المرحلة ما يقارب (2.4) مليون مواطن ومواطنة.أما المرحلة الثانية التي كلفتها (116) مليوني دولار، فقد تمّ من خلالها إنجاز وتنفيذ (1600) مشروع تقريباً في مختلف المجالات، وعلى مستوى عموم محافظات الجمهورية، وقد بلغ عدد المستفيدين من فعاليات هذه المرحلة ما يقارب (7) ملايين نسمة في حين وفرت هذه المرحلة حوالي (420) فرصة عمل للعاطلين.أما المرحلة الثالثة فقد تمّ إنجاز وتنفيذ (169) مشروعاً وبتكلفة إجمالية (13.356.520.043) ثلاثة عشر ملياراً وثلاثمائة وستة وخمسون مليوناً وخمسمائة وعشرون ألفاً وثلاثة وأربعون دولاراً أمريكياً حتى نهاية (2006م) المنصرم وذلك في مختلف المجالات كالتعليم والصحة والزراعة والشؤون الاجتماعية والمياه والصرف الصحي وغيرها، كما أنّ هناك مشاريع لا زالت تحت التنفيذ، وقد بلغ عددها (319) مشروعاً وبتكلفة إجمالية بلغت (32.364.433.092) مليار دولار على مستوى محافظات الجمهورية، وهناك مشاريع لا زالت تحت إجراءات المناقصات للمرحلة الثالثة حتى نهاية (2010م) في مختلف القطاعات.وقد بلغ عدد المستفيدين من المشاريع المختلفة التي نفَّذها المشروع بمراحله الثلاث في مختلف محافظات الجمهورية ما يقارب (12.611.007) مليون نسمة.في حين ركز المشروع ومنذ نشأته على ضرورة المشاركة المجتمعية للمرأة في العملية التنموية حيث تمّ ومن خلال المرحلة الثانية العديد من المشاريع الإنمائية والخدمية للقطاع النسوي وتمثلت في حصول النساء على فرص التوظيف في المشاريع التي نفذها المشروع وزيادة عدد المتدربات من الإناث الملتحقات بمراكز الأسر المنتجة بنسبة (166.7%) من إجمالي النساء المتخرجات، كما تمّ توفير (20 %) من الوظائف الثانوية بعد تنفيذ المشاريع وعيّنت فيها نساء، كما استهدفت المشاريع المنفذة خلال المرحلتين الأولى والثانية المناطق النائية والمحتاجة في جميع محافظات الجمهورية خصوصاً المناطق الأكثر سكاناً (فقراء) الذين لم تصلهم خدمات الحكومة أو أية جهةٍ أخرى.[c1]مشاريع البُنية التحتية[/c]تمركزت أنشطة مشروع الأشغال العامة في مجال الخدمات الاجتماعية والإنمائية التي تخدم عدداً كبيراً من أبناء الوطن سواء في الريف أو الحضر حيث بلغ إجمالي المشروعات المنفذة في مجال الصحة العامة (234) مشروعاً بتكلفة (12.7) مليون دولار، وفي الزراعة (199) مشروعاً بتكلفة (16.4) مليون دولار، وفي المياه والصرف الصحي والبيئة (87) مشروعاً بتكلفة (3) ملايين دولار، وفي الطرق (113) مشروعاً بتكلفة (11.6) مليون دولار، وقد أثمرت تلك المشاريع وأعطت نتائج جيدة، في حين أوضحت دراسة قام بها عدد من مستشاري المشروع أكدت بأنّ تدخلات المشروع كانت ممتازة وأعطت ثمارها في العديد من المجالات، حيث ازدادت نسبة الطلاب الملتحقين بالمدارس الأساسية والثانوية لكلا الجنسين (ذكوراً وإناثاً) بواقع (141.4 %) وقد زاد متوسط التحاق الفتيات بالتعليم بنسبة (181.5 %) كما زاد عدد الفصول الدراسة بنسبة (124 %)، وفي مجال الطرق بلغ متوسط مساحة الطرق المرصوفة (111.303.005م2)، وبلغت مساحة الجدران الساندة (575 متراً مربعاً) والجسور (287 م2) وفي مجال المياه والصرف الصحي فقد استفاد ما يقارب (50%) من الأسر من مشاريع المياه وتمّ ربط منازلهم بشبكة المياه والصرف الصحي، كما زادت سعة خزانات المياه بنسبة (74.9 %)، وكذلك نسبة شبكات التوزيع الرئيسة والفرعية بواقع (438.8 %)، كما ازداد عدد الغرف الصحية بواقع (217.2 %)، بالمقارنة مع الوضع السابق.وفي مجال الصحة العامة والسكان فقد تنوَّعت الخدمات في المنشآت الصحية وازدادت نسبة الولادات في المرافق الصحية إلى (31 %) وتحسنت نسبة التحصين ضد أمراض الكبد البائي بنسبة (69.2 %) كما تحسنت نسبة تحصين الأطفال ضد الأمراض الستة القاتلة بنسبة (113 %)، أما في مجال الشؤون الاجتماعية فقد أدت المشاريع المنفذة من قبل المشروع على تأثير إيجابي في تحسين الخدمات الاجتماعية المقدمة بواسطة المراكز الاجتماعية حيث ازداد عدد المتدربات من الإناث بنسبة (115.9 %)، وتمّ تشغيل أكثر من (200) جمعية للمستفيدين من هذه المشاريع.[c1]ما تمّ إنجازه خلال العام 2006م[/c]أقرت لجنة تسيير مشروع الأشغال العامة اعتماد (356) مشروعاً إنمائياً وخدمياً موزع على مختلف محافظات الجمهورية وبتكلفة إجمالية (31.360) مليون دولار أمريكي، كما تمّ الإعلان عن (340) مشروعاً في مناقصات عامة بتكلفة تقديرية بلغت (30) مليون دولار ممولة من مصادر مختلفة، وتمّ التوقيع على عقود مقاولات لعدد (290) مشروعاً تبلغ تكلفته التقديرية (27) مليون دولار.. ومصادر تمويل مختلفة وبحسب تصريحات مدير المشروع المهندس سعيد عبده أحمد بأنّه سيتم تنفيذ (3500) مشروع حتى نهاية عام 2008م المقبل وبتكلفة (61.6) مليار ريال، كما ستوفر هذه المشاريع أكثر من (400) ألف فرصة عمل، وإعداد المستفيدين تتجاوز (9.6) ملايين نسمة.
