عندما تحتل الدببة البلاستيكية أحضان الفتيات
تحقيق/ فاطمة رشاد ناشر((هل معك دب)) هذه العبارة صارت تتكرر في هذه الأيام بين أوساط البنات وكأن اقتناء هذه الدمية لابد منه فلا أحد يندهش إذا دخل أي منزل ووجد بين أحضان أي فتاة قد بلغت سن الرشد دمية الدب اوما شابه ذلك والأدهى من ذلك هو عندما تحاول ان تسأل إحداهن عن سبب احتضانها لهذه الدمية فإنها تجيبك :[c1]تشعرني بالدفء والحنان[/c]حقاً دمية الدب وما شابه لها تعطي الحنان والدفء لبناتنا فالحقيقة التي لابد أن نعترف بها بأن بنات اليوم يعشن حالة فقدانهن للحب والحنان لهذا صرن يعوضن ذلك الحرمان بدمى وكأنها العوض او البديل لتنتهي حالة الحرمان التي يشعرن بها.. محلات الألعاب صارت تعرف أن للدببة حظاً أوفر لهؤلاء الفتيات اللاتي يترددن إلى هذه المحلات لاقتناء أجمل دب والغريب أن هناك من تشعر بنقصان في قيمتها إذا لم يكن لديها هذه الدمية ..هل حقاً الحرمان من الحب والحنان هو السبب الذي يدفع بهن إلى شراء مثل هذه الدمى. هناك من ترى نفسها أنها منقادة إلى محلات التحف والألعاب هبة محفوظ ، طالبة جامعية تقول: منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أحب أن العب بالدمى وهذه طبيعة أي فتاة فنحن لدينا غريزة الأمومة لهذا نحن نحب أن نشتري العرائس ولكنني لا أنكر بأني أفضل الدببة على العرائس خاصة بعد ماكبرت شعرت أن العروسة صارت لاتناسب تفكيري لهذا فأنا اشتري الدببة ليس لأحتضنها كما يفعلن بنات هذه الأيام فأنا لم أفكر في النوم مع أي دب اشتريه بل أنني ألعب به مع أبناء أختي الصغار عندما يأتون إلى زيارتنا. سارة وليد طالبة في المرحلة الثانوية تقول: أحب شراء الدببة ولدي خمسة دببة بأحجام مختلفة أحب أن أنام وهي بقربي ولا أعرف لماذا أحب أن احتضن الدمى.. إحدى صديقاتي قالت لي: إنني أحس بنقص في حب والدي ووالدتي ولكنني لا أرى ان والدي مقصران في حبهما لي فأنا ابنتهما الوحيدة ولكنني أحس بأني احتاج إلى حنان آخر لا أعرف ماهو هذا الحنان الذي ابحث عنه فما اعرفه هو أنني افرح عندما أنام والدب في حضني. [c1]العروسة أكبر مني [/c]ولكن دينا سعيد والتي تمت خطبتها قريباً تقول إنها لاتشعر أنها قد كبرت لأنها لاتزال تحتفظ بألعابها وذكرياتها الطفولية وتقول دينا بكل مرحها الطفولي: لايندهش أحد لوقلت لكم إن خطيبي أهداني دباً وقال لي: كل البنات يحببن إن يهدى لهن دب وبصراحة عندما سألت صديقتي وقلت لها:ماذا يقصد بهذا؟!أجابتني قائلة: في هذه الأيام صار للدب مكان خاص في فراش معظم البنات.. البعض يقول إن افتقار البنت لحنان الأب يجعلها تحتضن الدب لتعوض حرمانها بحب دمية على السرير. هناك من تعارض فكرة احتضان الدب والتي صارت تهم كثيراً من بنات اليوم الأخت/عزة نجيب قالت بكل غضب: فكرة شاذة فلماذا يبحثن عن شيء يعوضن به حرمانهن من الحب والحنان ليس مهماً ان تحتضن الفتاة في ليلها دباً أو وسادة كما تقول البعض فما يحدث اليوم هو مجرد كلام وإشاعة فمن ستحتضن دمية بلاستيكية لاحراك لها واعتقد أن بنات اليوم ليس لديهن وقت لهذه الأشياء لأن هناك ماهو أهم ،فلماذا صرن يبحثن عن طفولة أخرى قد كبرن..لماذا يعدن إلى براءة يجب ان تكون للأطفال ، فاليوم أو بعد غد سيكن أمهات وسيحتضن أطفالا وليس دمى فما يقال بحقنا بأننا نقتني الدببة لأجل حرماننا من الحب فهذا أكبر كذبة. سعاد محمد، تقول في هذا الموضوع:أنا لدي دببة ولكني لا احتضنها ولماذا احتضنها بصراحة أنا اشتري الدببة لأجل الزينة برغم أن هناك بعض البنات يشترين الدببة ويقلن بأن الدببة يعوضوهن عن حنان آخر هناك مشاعر أخرى تحلم بها الفتاة وهي أن تحتضن هذا الدب وهي نائمة على فراشها. هناك من قالت : إن جميع صديقاتها حين يفكرن بتقديم أي هدية لها فأنهن يقدمن ليها دباً ولقد ازدحم درجها بكمية كبيرة من الدببة المشكلة بألوان مختلفة ،البنية والخضراء والزرقاء والبيضاء .أما هدى عبدالقوي، كان لها وجهة نظر حول هذا الموضوع،حيث قالت: معظم البنات يردن ان يشترين الدببة هذه الأيام واذا قدمت لهن أي هدية عادية مثلاً قلماً أو كتاباً أو أي شيء فإنك ستجدينها تأخذها بكل برود و لوكانت الهدية دباً أو ماشابه ذلك من الدمى فإنها تفرح وهذه الأيام صارت معظم محلات الالعاب وبيع التحف تعج بالدببة التي تسعى البنات إلى شراء هذه الدمى بل إنني لا اندهش لو دخلت أي منزل ووجدت مثل هذه الدببة التي تزين المنزل أو الفراش. [c1]علم النفس ماذا يقول ؟[/c]الدكتورة نور محمد كان لها وجهة نظر في هذا الموضوع حيث قالت: لايندهش أحد إلى إقبال كثير من البنات على شراء مثل هذه الدمى فنحن كما نعرف ان الفتاة لديها غريزة الأمومة وعندما نشتري لها دمية فانها تعاملها وكأنها طفل لها تتصرف وكأنها أم تعتني بطفلها وتفعل كما تفعل أمها وتقول عبارات توحي للسامع وكأنها فتاة قد صارت أماً حقاً كلنا نعرف ان مشاعر الفتاة هي أمومية بدرجة أولى ولكن عندما يزيد الشيء عن حده ينقلب إلى ضده وهذا مانراه اليوم من بناتنا فاقتناؤهن لدببة ولإشكال كثيرة لدمى بشكل حيوانات مختلفة وكذلك نوم البعض منهن مع هذه الدمى يشير قلقنا وخوفنا على بناتنا.من أشياء نحن في غنى عنها، حتى ان أسرهن صرن يتقبلن الدمى هذه التي بين أحضانهن وكأنها رجل ،فالفتاة عندما تكبر تكبر معها أفكارها وغرائزها ففي سن المراهقة هي تبحث عن حنان رجل ولايعتقد الأب والأم ان ماتحتاجه الفتاة هو المال والطعام بل هو شعور متبادل واحتياجها إلى رجل يحتويها وهي عندما تنام وهي تحتضن هذه الدمية فأنها تتخيل وكأن الذي بين ذراعيها أم رجل وأما طفل تحتاج إليه فهذه الأحاسيس تشعر بها معظم البنات لهذا نجدهن يتهافتن على شراء الدببة بكل أحجامها كي يعوضن في داخلهن حرمانهن من العواطف.[c1]رأي[/c]الدمية رفيقة الفتاة وهي الأمومة الأولى لها وهي أحاسيسها التي تحاول أن تشبع غريزتها الأمومة ولكن مايحدث اليوم من تماد في هذه الأمومة التي تمتلكها كل فتاة داخلها تجعل الجميع يقلقون من الحالة التي وصلت لها كثير من البنات أصحاب المحلات من لشراء دب يكون رفيق أو و يكون زينة أو أنها دمية ليس إلا.. فهذه الظاهرة التي صارت تحاصر معظم بنات اليوم صارت تقلق بال كثير من أولياء الأمور في هذه المسألة. فنظرتنا وزاويتنا التي نحاول ان نبثها عبر هذه السطور بأن هناك قضية تدعى بناتنا إلى أين يأخذن بمشاعرهن المحرومة من الحنان والأمان.