ثمة قيمة فريدة للمستشفيات والمرافق الصحية، تتجاوز أهميتها العملية، بوصفها رموزا للرعاية العامة. ومن هنا فإن جعلها آمنة من الكوارث أمر لا غنى عنه. وهذا هو السبب في أن الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، التي تضطلع بها الأمم المتحدة بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، تحيي ذكرى اليوم الدولي للحد من الكوارث بتركيز الانتباه على الحملة الدولية للحد من الكوارث، لعام 2008 - 2009، المخصصة لجعل المستشفيات آمنة من الكوارث.وحين تقع الكارثة، تصبح المستشفيات أكثر الهياكل الأساسية أهمية. ذلك أنها تمثل، من دون أية مبالغة، قوام حياة المجتمع.وإذا أصيبت المستشفيات بأضرار شديدة، أضحت جهود إنقاذ الحياة تواجه عقبات كأداء.ونظرا لتزايد الكوارث المتعلقة بالجو، فمن الأهمية بمكان كفالة إعداد المرافق الصحية لمواجهة الطوارئ وللقدرة على تقديم الرعاية المنقذة للأرواح في أعقاب حدوثها. وينطبق هذا خاصة على البلدان التي تجاهد النظم الصحية الضعيفة فيها لتلبية الاحتياجات الصحية لسكانها.في بوركينافاسو، صار إجلاء المرضى من المستشفى الرئيسي في العاصمة أمرا لا مندوحة عنه بسبب الفيضان.وفي إندونيسيا، أدى انهيار المستشفيات أثناء الزلزال الذي حدث في سومطرة إلى خسائر إضافية في الأرواح.وفي لاكويلا، بإيطاليا، كان انهيار مستشفى مبني حديثا مذكّرا كئيبا بأن النظم الصحية في البلدان الثرية معرضة هي أيضا للخطر.وتنطوي حملة ”المستشفيات الآمنة“ على اتخاذ خطوات عملية لجعل المستشفيات أكثر أمنا. ومثال ذلك أن ”مؤشر سلامة المستشفيات“، وهو قائمة لتقييم مدى تأهب المستشفيات للكوارث، قد طبق على كثير من المرافق الصحية في أميركا اللاتينية وغيرها، بما في ذلك بلدان مثل عُمان والسودان وطاجيكستان.وإنني لأدعو الحكومات وجميع صانعي القرارات، بمن فيهم مخططو المدن، إلى استعراض أمن المستشفيات. ولا بد من أن تكون المرافق الصحية مستعدة بصورة أفضل للاستجابة للمخاطر المحلية. ويجب أن تُصمم وتُبنى وتُصان على نحو يمكنها من أن تحمي بدرجة أكبر، حين تقع الكارثة، العاملين في المجال الصحي والمرضى على حد سواء. وتعد كلفة جعل المستشفيات آمنة من الكوارث صغيرة نسبيا، على أن أكثر المستشفيات كلفة هي تلك التي تنهار.[c1]* الأمين العام للأمم المتحدة[/c]
|
اتجاهات
أكثر المستشفيات كلفة هي التي تنهار!
أخبار متعلقة