غزة/14 أكتوبر/نضال المغربي: شددت قوات الاحتلال الاسرائيلية من عدوانها على مشارف مدينة غزة يوم أمس الثلاثاء وقال جنرال صهيوني كبير انه “مازال هناك عمل” امام قوات الاحتلال في هجومها ضد المقاومة الفلسطينية الذي دخل يومه الثامن عشر وأوقع اكثر من 900 شهيد فلسطيني.وقال سكان ان أصوات الانفجارات ونيران الاسلحة الالية تتردد بشكل متواصل في انحاء مدينة غزة التي يقطنها 500 ألف مع اقتراب دبابات العدوان الاسرائيلية التي لم تدخل المراكز المزدحمة بالسكان.وصرحت مصادر سياسية اسرائيلية بأن ايهود اولمرت رئيس وزراء كيان اسرائيل ووزير الحرب ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني قرروا ليل الاثنين استبعاد اصدار امر بخوض حرب شاملة في مناطق الحضر خلال اليومين او الثلاثة القادمين.ويمكن للتوغل الاسرائيلي الشامل في المناطق الفلسطينية ذات الكثافة السكانية ان يوقع خسائر كبيرة في الارواح بين الجانبين وهي مخاطرة سياسية لحكومة كيان اسرائيل التي تستعد لخوض انتخابات برلمانية في اقل من شهر.وذكر مسعفون انه خلال الاشتباكات التي جرت صباح أمس عند أطراف مدينة غزة قتلت قوات العدوان 18 فلسطينيا مقاوما كما قتل ثلاثة مدنيين في القتال الدائر.وأعلنت حماس انها فجرت شحنة ناسفة أسفل مدرعة اسرائيلية واشتبكت مع قوات اسرائيلية مدعومة بطائرات هليكوبتر حربية ونيران البحرية فيما بدا كأشرس معركة بين الجانبين منذ بدء الهجوم البري الاسرائيلي قبل عشرة ايام.وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته هاجمت 60 هدفا منها انفاق يستخدمها مقاومو غزة لتهريب السلاح عبر الحدود مع مصر ومنشات لصناعة السلاح ومواقع قيادة تابعة لحماس. كما سقط صاروخان على مدينة بئر السبع الاسرائيلية لكن لم تقع اصابات.وزعم اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي رئيس هيئة اركان قوات الاحتلال المسلحة الاسرائيلية للجنة برلمانية “حققنا الكثير في ضرب حماس وبنيتها التحتية وحكمها وجناحها المسلح لكن مازال هناك الكثير من العمل.“نعمل على تعميق الضربة لجناحها المسلح وتقليص نيران (حماس) وتقوية الردع (الاسرائيلي) وتحسين الموقف الامني لمستوطني جنوب اسرائيل الذين يعيشون تحت خطر الهجمات (الصاروخية).”وفي وقت سابق قال البريجادير الجنرال ايال ايزنبرج للصحفيين وهو يتفقد المواقع الاسرائيلية “نحن نضيق الخناق على المدينة (غزة).”وقال الجيش الاسرائيلي ان أعيرة نارية أطلقت يوم أمس الثلاثاء من الاردن على القوات الاسرائيلية عند معبر حدودي مع المملكة لكن الاردن سرعان ما نفى النبأ. وقالت متحدثة اسرائيلية “أطلقت النيران على القوات من الجانب الاردني من الحدود. لم يتضح من هم المسلحون” الذين أطلقوا النار.وطالب بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الذي يبدأ جولة في المنطقة بوقف القتال بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية. وتستمر جولته في منطقة الشرق الاوسط أسبوعا يلتقي خلالها بالرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ووزيرة خارجيته والعاهل الاردني الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الاسد. وسيتوجه ايضا الى لبنان وتركيا للقاء قادتهما.وفي مؤتمر صحفي قبل مغادرته اشار بان الى انه لن يزور غزة ولن يجري اتصالات مباشرة مع قادة حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007 . وبدلا من ذلك فانه سيجري محادثات مع قادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.وقال بان للصحفيين “رسالتي بسيطة ومباشرة وواضحة.. يتعين ان يتوقف القتال..أقول لكلا الجانبين.. أوقفا القتال الآن.”وأضاف “هدفي هو تسريع وتيرة جهودنا الدبلوماسية وضمان وصول المعونات الانسانية الى اولئك المحتاجين.”وقال باراك في تصريحات اذاعية ان اسرائيل أصغت “باحترام” لنداء الامين العام للامم المتحدة وانها تتابع الجهود المصرية للتوصل الى وقف لاطلاق النار لكنها ستستمر في ضرب حماس مع تواصل الجهود الدبلوماسية.وتحدثت تقارير جماعات مدافعة عن حقوق الانسان عن نقص في الامدادات الحيوية في قطاع غزة خاصة المياه. كما يتسبب نقص الوقود في انقطاع متكرر للكهرباء.وتسمح اسرائيل بمرور شحنات من الغذاء والدواء بشكل شبه يومي تقريبا لكن تقريرا جديدا لمنظمة مراقبة حقوق الانسان ( هيومان رايتس ووتش) قال ان وقف اسرائيل للهجمات لمدة ثلاث ساعات يوميا “غير كاف بدرجة مؤسفة.”وقال مسعفون فلسطينيون ان ما لا يقل عن 933 فلسطينيا استشهدوا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم العدواني الاسرائيلي في 27 ديسمبر كما جرح نحو 4000 . وقالت وزارة الصحة في حكومة غزة المقالة ان نحو 400 من القتلى نساء وأطفال.كما قتل 13 اسرائيليا عشرة جنود وثلاثة مدنيين قتلوا في هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر من قطاع غزة.وواصلت مصر جهودها للتوصل الى وقف لاطلاق النار في اليوم الثامن عشر للهجوم الاسرائيلي على غزة والذي تقول الدولة اليهودية ان الهدف منه هو وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية التي توقع القليل من الخسائر في الارواح لكنها تعطل الحياة في البلدات الاسرائيلية الجنوبية.واستأنف عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية يوم امس الثلاثاء محادثاته مع حماس بشأن خطة القاهرة لوقف اطلاق النار.ونفى ايمن طه عضو وفد حماس في مفاوضات القاهرة ما رددته مصادر سياسية لبنانية من ان الحركة الاسلامية سترفض المقترحات المصرية في محادثات أمس .وقال صلاح البردويل وهو عضو اخر في وفد حماس ان الحركة تناقش الاقتراح المصري بعيدا عن الاعلام وانها حريصة على حرمان “العدو” من تحقيق اي انجازات سياسية.وقالت مصادر سياسية لبنانية قريبة من حماس يوم الاثنين ان من المنتظر ان ترفض حماس اقتراحات مصر. واضافت المصادر ان مفاوضي حماس الذين عادوا الى القاهرة ليل الاثنين بعد أن اجروا مشاورات مع قادتهم في دمشق سينقلون رد حماس السلبي اثناء محادثات تجري لاحقا مع مدير المخابرات المصرية.وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام عدسات المصورين خلال اجتماع للجنة التنفيذية في مكتبه برام الله “ان المسألة الاساسية الآن هي وقف العدوان ونحن طالبنا بوقفه ويجب ايقافه وان تنسحب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية وفك الحصار وان تفتح المعابر وأن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني.”وأضاف “ان اخواننا في مصر يبذلون كل الجهد من اجل وقف العدوان وقد سمعنا أصواتا عقلانية من قبل كل الاخوة لوقف العدوان أولا وبعد ذلك تتم كل الاجراءات التي نطالب بها.وفي بث تلفزيوني واذاعي نادر من موقع سري وعد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة بأن “النصر قريب” وقال ان العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا في القطاع سيلاحق الرئيس الامريكي جورج بوش.وفازت اسرائيل يوم الاثنين بدعم متجدد من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة عندما قال بوش ان وقف اطلاق النار في قطاع غزة يعتمد على انهاء حماس لهجماتها الصاروخية على بلدات اسرائيلية.ورفضت اسرائيل قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة بوقف اطلاق النار لكنها ابدت استعدادها لمناقشة المقترحات وتمسكت بان يتضمن اي اجراء لوقف اطلاق النار منع حماس من اعادة تسليح نفسها من الانفاق على حدود مصر وغزة المعروفة باسم ممر فيلادلفي.وكشف رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ان الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الامريكي الاسبوع الماضي أجبر كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية على الامتناع عن التصويت على قرار للامم المتحدة بوقف اطلاق النار وهو امر “أحرجها”.وفي خطاب القاه اولمرت في ساعة متأخرة يوم الاثنين أهال رئيس الوزراء الاسرائيلي على نفسه الثناء وقال انه طلب التحدث مع بوش قبل عشر دقائق فقط من اقتراع مجلس الامن يوم الخميس الماضي على قرار تعارضه اسرائيل يدعو لوقف فوري لاطلاق النار.وقال اولمرت “حين رأينا وزيرة الخارجية (الامريكية) لاسباب لا نفهمها حقا تريد ان تصوت لصالح قرار الامم المتحدة...بحثت عن الرئيس بوش وقالوا لي انه في فيلادلفيا يلقي خطابا.“قلت لا يهمني ذلك أريد ان اتحدث معه الآن”. ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بوش الذي تنتهي فترة رئاسته ويغادر البيت الابيض في 20 من الشهر الجاري بانه “صديق لا يضاهى” لاسرائيل.ومع تواصل عمل الدبلوماسيين مع مصر للتوصل الى هدنة قال البريجادير جنرال افي بناياهو ان القوات الاسرائيلية تتقدم “في عمق الاراضي” لكنها لم تبدأ المرحلة الثالثة من الحرب بعد الهجومين الجوي والبري.وصرح شاؤول موفاز الوزير بالحكومة الاسرائيلية بأن اسرائيل “تقترب كثيرا جدا” من تحقيق اهداف الحملة وهي الاكثر دموية بالنسبة للجانب الفلسطيني منذ عقود.وقال موفاز لراديو الجيش الاسرائيلي “اعتقد انه خلال الاسبوع القادم سيجري تقييم الموقف ويتخذ قرار في اجتماع للحكومة بشأن ما اذا كانت العملية ستستمر وكيف.”وكشفت اراقة الدماء تصدعات في الخريطة الدبلوماسية في الشرق الاوسط في ظل وقوف ادارة بوش وهي في اسبوعها الاخير بقوة وراء اسرائيل وضغط الحكومات الاوروبية على الدولة اليهودية لوقف هجماتها وانتقادات حادة من القادة العرب للدولة اليهودية.واتهمت السعودية وهي قوة نفطية وواحدة من بضع دول عربية لا يحظى موقفها الموالي للولايات المتحدة بدعم شعبها اسرائيل امس الاثنين “بالابادة العنصرية” وعبرت عن أملها في أن يعمل الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما الذي سيخلف بوش في العشرين من الشهر الحالي بسرعة لحل القضية الفلسطينية التي تعود الي 60 عاما.وقال بوش ان نشطاء حماس الذين فازوا في انتخابات تشريعية في 2006 وانتزعوا السيطرة على قطاع غزة قبل 18 شهرا عليهم ان يعملوا لانهاء بؤس وشقاء 1.5 مليون شخص يعيشون في القطاع.وأضاف قائلا “أنا اؤيد وقفا لاطلاق النار قابلا للاستمرار وتعريف ما هو قابل للاستمرار هو أن توقف حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل...وأعتقد أن هذا خيار على حماس أن تتبناه.”
قوات اسرائيل تكثف هجومها على غزة وسقوط مزيد من الضحايا الفلسطينيين
أخبار متعلقة