فى يوم الجمعه الماضيه اخذت اولادى وذهبنا الى صلاة الجمعه .ما اجمل ان ترى المسلمين وهم ذاهبون متدافعين الى الصلاة وقد امتلأ بهم المسجد عن آخره واخذوا يفترشون الارض خارجه ليؤدون صلاة الجمعه .الله الله ما اجمل هذه الايام الروحانية التى تجعل العاصى يرجع عن المعصية ويقبل على ذكر الله فى القيام والقعود ،ولماذالا نكون طوال السنة فى عبادة وذكر وكأنه شهر رمضان .وقف خطيب المسجد وألقى علينا السلام وبدأ يقول خطبه الجمعة وكانت خطبه الجمعة هى عن عقاب الله لبعض الامم بأن انزل عليهم غضبه فى زمننا هذا وكانت هذه الامة هى (اندونيسيا) فقد نزل على اهل اقليم (تسونامى )غضب الله عز وجل لأن سكان المنطقة من المسلمين قد عصوا الله وتفشت بينهم المحرمات والزنا فعصف بهم ...واخذ يحكي عن العذاب الذى ينتظر المسلمين طالما اصروا على ارتداء الملابس الضيقة وسماع الاغانى والتليفزيون !!!وواصل مواعظه بسرد قصة عن شاب سعودى توفى وعمرة 18 سنة وبعد وفاته ودفنه بساعات سمعوا اصواتا تخرج من قبره !!وقامت السلطات السعودية بإخراج الجثة وفحصها ؟؟؟؟فوجدت شعره اشيب ووجهه لا يمكن النظر إليه وكأنه مسخ مشوه وعندما سألوا والده عن عمل ابنه فى الدنيا قال لهم انه كان يسمع الاغانى ويحب التليفزيون ويصادق الفتيات ؟وانهى الامام خطبته بهذة الموعظه فقال :لا تقولوا صباح الخير او مساء الخير وقولوا (السلام عليكم) لآن (الخير)اسم اله من آلهة المجوس . وحرام ان نجعل من اسمه تحية الصباح او المساء .والى هنا واقام الامام الصلاة.ما هذا الحال الذى وصل اليه أئمة المساجد ؟؟هذا طبعا مخالف للعقل وعلوم الدين لانه مختلق ومنه ما هو منقول من كتب صفراء مملوءة بالأساطير والخرافات .والدين ونصوصه فى القران الكريم يأمرنا بالتدبر والتفكر والتعقل. قال تعالى: (لعلهم يتفكرون ) وقال: (افلم يدبروا القول)..اذن لابد من خطاب ديني رشيد يواجه هذا الخطاب المتخلف !! ان خطاب واعظ المسجد جاء بمسألتين الاولى _ ان الله يعاقب على بعض العصيان بكوارث فى الدنيا مثل (تسونامى).الثانية مسألة القصص الخرافية التى ترد فى الآثار والاخبار عن عذاب القبر وغيره من الغيبيات .وفى الاولى نقول : ان الله عز وجل لا ينزل عذابا من السماء فى هذا العصر مثل الذى انزله على قوم (لوط) او قوم (هود)او قوم ( صالح) ذلك لأن الله سبحانه وتعالى بعد بعثه النبى محمد عليه الصلاة والسلام قد اجل العذاب لمن يفلت من عقاب المجتمع الى يوم القيامة. فقال سبحانه وتعالى: (ان إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم)كما قال المولى عز وجل: (وإذا قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب أليم . وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان معذبهم وهم يستغفرون )) الانفال .32وهذا يدل على ان الباب مفتوح للأستغفار والتوبة الى يوم القيامة .وفى الثانية اقول : ان عذاب القبر وغيره من الغيبيات لابد لها من نص قطعي القبول والدلالة لذلك ينبغى الرجوع الى القران الكريم .والقرآن الكريم هنا يقول: (( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد)) ق 19،20 ))وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ 55 وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ 56 فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ))الروم.يجب ان نصحح الخطاب الديني فى وطننا وكفانا قصص رعب وخزعبلات التى جعلتنا من الامم المتأخرة ويسخر منا الاخرون .. والله المستعان .