في كلمة فخامة رئيس الجمهورية عقب أداء القسم الدستوري أمام مجلس النواب :
[c1] سنعمل من أجل ترسيخ الديمقراطية وتعزيز الحريات واحترام حقوق الإنسان هناك وعود من دول الجوار والمانحين بمساعدة اليمن على تنفيذ إستراتيجية مكافحة الفقر والحد من البطالة وخدمة التنمية[/c]صنعاء / سبأ :أدى الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ظهر أمس الأربعاء القسم الدستوري أمام مجلس النواب كرئيس منتخب لمدة سبع سنوات قادمة. وعقب أداء اليمين الدستورية، ألقى الرئيس علي عبدالله صالح خطابا تناول فيه مهام المرحلة القادمة وأولويات برنامج البناء المستقبلي على المستوى الوطني، كما حدد الخطوات التي سيتم اتخاذها لتنفيذ مضامين برنامجه الانتخابي للانتخابات الرئاسية . وفيما يلي نص الخطاب :[c1]بسم الله الرحمن الرحيم ..[/c]الإخوة هيئة رئاسة مجلس النواب الإخوة أعضاء مجلس النواب الحاضرون جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني أن أؤدي في هذا اليوم المبارك اليمين الدستورية أمام مجلس النواب هذه المؤسسة الوطنية الدستورية الكبرى ممثلي الشعب. وفي البداية أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل أبناء الشعب اليمني العظيم رجالا ونساء في الداخل والخارج على ثقتهم الغالية التي منحوني إياها مجددا للمضي قدما للحفاظ علي مسيرة الثورة والحرية والديمقراطية والوحدة والأمن والاستقرار والتنمية، كما اشكر رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء واللجان الإشرافية والأصلية والفرعية وأبطال قواتنا المسلحة والأمن وكل من ساهم في نجاح هذا العرس الديمقراطي الكبير الذي شهده وطننا الغالي يوم العشرين من سبتمبر الخالد في الشهر الجاري. يوم العشرين من سبتمبر الخالد في الشهر الحالي حدث تاريخي، تفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر يوم الأربعاء في مثل هذا اليوم وانتصر شعبنا في مثل هذا اليوم يوم الأربعاء لدحر قوى الانفصال وانتصرنا يوم العشرين من سبتمبر للإدلاء بأصواتنا في صفوف متراصة أمام مراكز الاقتراع واليوم أؤدي اليمين الدستورية لولاية جديدة أمام مجلس النواب الموقر. لقد عبر شعبنا عن وعيه من خلال إقباله الكبير رجالا ونساءً علي مراكز الاقتراع لممارسة حقوقهم الدستورية والديمقراطية في انتخاب من يريدون لمنصب رئيس الجمهورية والمجالس المحلية، مؤكدين بأننا سنعمل دوما من اجل ترسيخ الديمقراطية وتعزيز الحريات واحترام حقوق الإنسان. إن أمامنا مهام كبيرة تحتاج إلى تضافر جهود الجميع ومن الأولويات في المرحلة المقبلة تنفيذ البرنامج الانتخابي وعلى الحكومة وضع برنامج تفصيلي لذلك وتقييم الأداء في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة وإجراء التغييرات المناسبة على ضوء ذلك ،ومواصلة جهود التنمية والبناء الاقتصادي وتحقيق نهضة زراعية وصناعية في الوطن ،والأخذ بأيدي الفقراء من الرجال والنساء ومكافحة الفقر وإيجاد فرص عمل للعاطلين وتنفيذ العديد من المشاريع الصغيرة والكبيرة وتوزيع الأراضي السكنية والزراعية وتبني إنشاء مدن سكنية للمواطنين والمواطنات من ذوي الدخل المحدود والتوسع في شبكة الأمان الاجتماعي وصندوق الرعاية الاجتماعية وتشجيع الاستثمار المحلي والعربي والأجنبي وخاصة الاستثمارات التي توفر فرص عمل كبيرة . هناك وعود من دول الجوار في مجلس التعاون الخليجي والدول المانحة لمساعدة اليمن لتنفيذ تلك الإستراتيجية لمكافحة الفقر والحد من البطالة وما من شأنه خدمة التنمية وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وتأثير جهود اليمن في مكافحة الإرهاب، مكافحة الفساد والفاسدين والمتنفذين، فالفساد منظومة متكاملة سواء الفساد السياسي أو الإداري أو الاقتصادي أو الثقافي سنعمل دون هوادة على تطهير أجهزة الدولة من الفاسدين والمتنفذين وتفعيل دور السلطة وتفعيل دور السلطة التشريعية وجهاز الرقابة والمحاسبة في هذا المجال ، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار والاهتمام بالمؤسسة الأمنية والعسكرية ومنتسبيها لأنها صمام أمان الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية والشرعية الدستورية، وتعزيز علاقات بلادنا وشراكتها مع الدول الشقيقة والصديقة لما فيه خير ومصلحة شعبنا وشعوب تلك الدول خدمة للأمن والاستقرار والسلام للمنطقة والعالم. وعلينا جميعا أن نتطلع إلى مستقبل أفضل وندعو الجميع في الوطن إلى فتح صفحة جديدة للتعاون والمحبة والإخاء بعيدا عن الحقد والكراهية فالوطن ملكا لنا جميعا وهو يتسع للجميع . وأنا كرئيس للجمهورية لست رئيسا لحزب بعينة بل رئيس لكل اليمنيين واليمنيات وأنظر إليهم جميعا بنظرة متساوية دون تمييز فالمستقبل واعد إن شاء الله بالخير والأمن والأمان والاستقرار وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " . وكان الأخ يحيى الراعي نائب رئيس مجلس النواب قد افتتح الجلسة باسم الشعب مرحبا بفخامة الأخ الرئيس في مجلس النواب لأداء اليمين الدستورية مهنئا الجميع بحلول شهر رمضان المبارك واحتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر. كما ألقى الأخ عبد الوهاب محمود نائب رئيس مجلس النواب كلمة باسم رئيس وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب وأعضاء المجلس عبر فيها عن سعادته ورئاسة وأعضاء مجلس النواب بحضور فخامة الأخ الرئيس هذه الجلسة غير العادية التي دعا إليها استنادا لنص المادة 74 من الدستور والمادة 229 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب لكي يؤدى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمين الدستورية وفقا لنص المادة 109 من الدستور. وهنأ فخامته وأبناء الشعب اليمني بنجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية وتجديد ثقة جماهير الشعب بالأخ علي عبدالله صالح لفترة رئاسية أخرى من اجل مواصلة تحقيق المزيد من المكاسب التنموية والديمقراطية واستكمال بناء دولة النظام والقانون. وقال إن النجاح الكبير الذي حققته العملية الانتخابية التي شهدتها بلادنا خلال الأيام القليلة الماضية قد أحدثت نقلة نوعية في وعى الجماهير اليمنية تجاه الممارسات الديمقراطية ولاشك بأن الحراك السياسي المتواصل ، والتي شكلت الانتخابات الأخيرة بفعاليتها المختلفة احد محطاتها الهامة. وأكد أن عملية تحديث وتطوير اليمن مسألة تتطلب تضافر سائر القوى المجتمعية صاحبة المصلحة الحقيقة للتنمية والتحديث والتطوير والديمقراطية على قاعدة العمل السياسي السلمي والتبادل السلمي للسلطة.. مشيرا إلى أن الديمقراطية في بلادنا قطعت شوطا جيدا رغم حداثتها وعمرها القصير جدا ولكنها لازالت تحتاج إلى تأسيس في الوعي اليمنى لتتحول من قضية تحيط بها الشكوك من قبل البعض إلى قناعة في عقل ووجدان المواطن اليمني ، وبين أن الممارسة الديمقراطية أفسحت المجال أمام البرامج والأفكار للوصول إلى جمهور الناخبين على قدم المساواة ومكنت المواطنين من اختيار ممثليهم بكل حرية وشفافية حيث قدم الناخبون اليمنيون نموذجا مميزا نفتخر به بممارستهم الواعية لحقهم الانتخابي. وأكد أن مجلس النواب سيكون خير عون وخير سند للقيادة السياسية في تحقيق تطلعات جماهير شعبنا اليمني.