[c1]الصحف السودانية تحذر من الانفصال[/c] حفلت صحف الخرطوم الصادرة صباح يوم أمس السبت بعدد من الموضوعات التي رأت أنها المؤثر الأكبر في مسيرة السودان في مستقبله القريب، لكنها ركزت بشيء من الخصوصية على قرب موعد استفتاء جنوب السودان لتقرير مصيره وتساءلت عما إذا كان ذلك ممهدا لانفصال الإقليم.فقد أوردت صحيفة «الصحافة المستقلة» أن عشرات من حزب التحرير نفذوا اعتصاما سلميا شارك فيه مناهضون لإجراء الاستفتاء في الجنوب «باعتباره جريمة وأم المصائب ورأس الشر». وقالت إن الحزب طالب الحكومة بنفض يدها من اتفاقية نيفاشا حتى تتجاوز حق تقرير المصير لجنوب البلاد، معتبرا أن الاستفتاء والانفصال أجندة يسعى الغرب من خلالها لتقسيم العالم الإسلامي. وقالت إن الحزب أعلن مناهضته لإجراء الاستفتاء «بمختلف الصور من أجل الحفاظ على تحقيق الوحدة» وطالب بإيقاف حق تقرير المصير وهو «الحق الذي أريد به باطل»، داعيا القوات المسلحة السودانية للقيام بدورها في الحفاظ على وحدة البلاد «لأن الانفصال نار سيكتوي بها الضعفاء والبسطاء من السودانيين».وأشارت صحيفة الأحداث المستقلة في تقرير لها إلى أنه مع اقتراب موعد إجراء الاستفتاء فإن قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان تتخوف من انتشار السلاح بصورة مخيفة في أيدي المواطنين مما يعيق عملية الاستفتاء نفسها. وقالت إن مراقبين حذروا الحركة من محاولة جمع السلاح بالقوة تفاديا لانتشار المزيد من العنف الذي يساهم بشكل كبير في إعاقة عملية إجراء الاستفتاء في ظروف صحية.أما الكاتب بصحيفة الرائد الناطقة باسم الحزب المؤتمر الوطني الحاكم محجوب عثمان فقال في بابه أصداء وتحت عنوان «الوحدة بميزان الذهب» إن كل كلمة تخرج من أفواه المسؤولين في الدولة تجدها تخرج بعد أن توزن بميزان الذهب، وكل قرار يصدر يمر عبر ذات الميزان الدقيق خاصة فيما يتعلق بموضوع الوحدة والانفصال. وأضاف الكاتب قائلا إن الأمر أصبح فجأة مسيطرا على كل العقول والكل يعمل فوق طاقته لإنجاز ما تبقى من اتفاقية السلام. وأشار إلى أن الجنوب حاليا يشهد تحركات كبيرة من هيئة دعم الوحدة التي يترأسها المشير سوار الذهب «وهي بالطبع ستعضد من فرص الوحدة لأنها تعمل وسط إنسان الجنوب وتتلمس احتياجاته وتوفرها له فتبدو الأقرب».أما الكاتب بصحيفة الأخبار المستقلة فيصل محمد صالح فاعتبر في عموده «أفق بعيد» أن الحوار بين الشمال والجنوب ما زال فريضة غائبة، مشيرا إلى أن كل من يعمل على العلاقة بين الشمال والجنوب والتعقيدات التي تكتنفها سيكتشف أن أهم ما افتقدته هذه العلاقة هو الحوار. وقال إن المكونات السودانية السياسية والثقافية والاجتماعية لم تتحاور وتتعارف فيما بينها بما يكفي «لذلك فإنها تحمل انطباعات متبادلة قد تصح وقد تكون خاطئة». وخلص الكاتب إلى أن من حق الناس أن يقرروا أن يعيشوا مع بعضهم بعضا بحرية وكرامة وإرادة مشتركة، أو أن ينفصلوا إن شعروا أن هذا في مصلحة الجميع لانعدام القواسم المشتركة مثلا، «لكن المؤسف ألا يتعرف الناس على بعضهم قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية وأن يتم الأمر بناء على صور متخيلة وافتراضية». يشار إلى أن الصحف السودانية خلت من الإشارة إلى المظاهرات التي خرجت ببعض مدن جنوب السودان مطالبة بالانفصال حتى قبل الاستفتاء، بسبب ما تصفه بعودة الرقابة القبلية التي تمنع نشر أي مواد تحرض على الانفصال. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] النفوذ الآسيوي بالشرق الأوسط [/c] تساءل جيوفري كيمب مدير البرامج الإستراتيجية الإقليمية في مركز نيكسون بشأن الدور الذي يلعبه ما وصفه بالنفوذ الآسيوي المتزايد في الشرق الأوسط في مقابل التواجد العسكري والنفوذ الأميركي في المنطقة وعن مدى التناغم بين نفوذ الطرفين وأثر ذلك على المنطقة برمتها؟وأشار الكاتب الأميركي إلى الحضور والتواجد العسكري الأميركي الذي برز بشكل أوضح إبان حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي ثم إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وما تلاها من حروب في كل من العراق وأفغانستان.وأوضح كيمب في مقال نشرته له مجلة فورين بوليسي الأميركية أن القوات الأميركية باتت تنتشر في مناطق بدءا من صحراء سيناء ومرورا بشبه جزيرة العرب والخليج العربي فالبحر العربي والمحيط الهندي إلى أفغانستان.وبينما تعتبر الولايات المتحدة أن تفوقها العسكري في الشرق الأوسط هو أمر مسلم به وأن لها اليد الطولى هناك، فإن دولا آسيوية رئيسة مثل الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية زادت من حضورها في المنطقة دون أن ترى واشنطن في ذلك تهديدا لها، بل إنها تنظر إليه بوصفه فرصة لمزيد من التعاون على نطاق واسع بشأن الهواجس الأمنية المتنامية.كما أشار الكاتب إلى ما سماه الاندفاع الآسيوي في الخليج العربي والذي قال إنه يمكن مشاهدته في كل مكان، كما في الفنادق والمصارف والمدارس ومراكز التسوق التي تدار في معظمها بأيدي العمالة الآسيوية المغتربة، مضيفا أنه دون العمالة الآسيوية فإن الاقتصاديات النفطية الغنية في الخليج ربما تعرضت للانهيار.وأضاف الكاتب أن العديد من مشاريع البنيان والإعمار في كل من الدوحة وأبو ظبي ودبي وغيرها تدار من قبل شركات كورية جنوبية، وأن غالبية المركبات والشاحنات على الطرق هي إما يابانية أو كورية الصنع، وأن القوافل التي لا تنتهي من ناقلات النفط أو الغاز المسال تشد الرحال إلى الأسواق الآسيوية.كما يتم التوسع في برامج البنى التحتية عبر إنشاء طرق جديدة وسكك حديد وموانئ ومطارات وأنابيب نفط وغاز وخطوط اتصال تحت البحر في كل من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى مما يجعل الاتصال بين هاتين المنطقتين أسهل وأسرع, وأن تلك التوجهات قد تدل على أن التواجد أو الحضور الآسيوي سيستمر في الازدياد خلال العقد القادم، خاصة في ظل غياب كساد اقتصادي.
أخبار متعلقة