أطباء عرب مشاركون في القافلة الطبية بمستشفى الجمهورية يتحدثون لـ( 14 اكتوبر ):
عدن/ عبد الرؤوف هزاع:أربعة وأربعون طبيباً قطعوا مئات الكيلومترات، وفدوا إلى هذه المدينة ( عدن ) التي تفيق كل صباح على ابتسامة فجر جديد .. يحملون هم المواطن اليمني ووجع الوطن العربي .. إنه عمل إنساني نبيل تجلى على أيدي الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات. كانت لنا مع بعض منهم أوجزناها في الآتي: حيث استهل الدكتور سعد القرني حديثه قائلاً: العمل الطبي الخيري الإنساني من أجل الأعمال لأنه يمس صحة الإنسان والصحة أغلى ما يملكه الإنسان بعد دينه والمثل يقول الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى وهذا العمل جليل لا يقدر بثمن. وقال فيما يخص أمراض علم الجراحة: الأمراض متقاربة في كثير من البلدان والحقيقة لم يلفت انتباهنا انتشار مرض أكثر من غيره فيما يخص الجانب الجراحي .. إلا أننا لاحظنا أن الفشل الكلوي يحدث في سن مبكرة في اليمن ويشبه كثيراً الأوضاع في القارة الأفريقية، نظراً للأجواء الحارة والناس بطبيعتها لا تتناول المشروبات بكثرة أضف إلى ذلك أن الملاريا مازالت موجودة هنا وتؤثر على وظيفة الكلية ولا أشك في أن التدخين والقات مؤثران جداً لأن الإنسان يظل ساعات طويلة وهو مخزن ولا يشرب سوائل.وتطرق الدكتور سعد القرني إلى إمكانية الطبيب اليمني بقوله: الطبيب اليمني كغيره من الأطباء في أي مكان في العالم ولكن كل بلد يحكمه ظروفه الخاصة والأطباء اليمنيون من الكوادر القليلة لأنه بلد نام وفيها تخصصات وفي بعض التخصصات أعدد لابأس بها والتخصصات الفرعية قليلة العداد طبعاً نظراً لقلة الموارد والتي تلعب دوراً في هذا الأمر أحياناً انكفاء الطبيب على نفسه وعدم التطوير كالمشاركة في البعثات والمؤتمرات الدولية وورش العمل، ونتيجة للظروف التي يعانيها الإنسان التي تدخله في دوامة البحث عن الرزق وبالتالي قد يحصل عند بعض الأطباء الانطواء على الذات أو الانكماش. وألمح الدكتور القرني في حديثه إلى أن أطباء الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات سبق أن كانت لهم زيارة للعاصمة صنعاء وأقاموا مؤتمراً في جامعة العلوم والتكنولوجيا وقاموا بزيارة لمستشفى الثورة وزيارة لمدينة إب. أما بالنسبة للبلدان الأخرى فقد قام أطباء الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات بزيارة للسودان وموريتانيا والنيجر وجزر القمر.وقال إن مهنة الطب مهنة إنسانية وأنا اشعر بأنها مهنة مشرفة ومهنة بها خدمة وقد تكون مهنة متعبة ومكلفة ولكنها تقدم خدمات للمريض الذي يعيش وضعاً حرجاً ويعيش حالة تدهور معنوي والطبيب عندما يقدم لهذا المريض شيئاً مفيداً يحس براحة نفسية ويحس أنه قدم شيئاً كبيراً لبني البشر.وأفاد بأن العمليات التي أجريت في محافظة عدن (130) عملية جراحية وهذا لا يهم ولكن كل ما يهمنا أننا قدمنا عمليات نوعية ولأول مرة تجرى في اليمن منها عمليات جراحة الأطفال التشوهات الخلقية في المستقيم وفتحة الشرج والمثانة وهناك عمليات نوعية أخرى كجراحة الصدر. أما الدكتور أحمد شبلوط أحد أعضاء أطباء الهيئة العالمية عبر القارات فقد أوضح في حديثه قائلاً لقد شاهدنا الفرحة في وجوه الأطباء اليمنيين وهم يطلعون على العمليات التي أجريناها بطريقة حديثة واستفادوا منها ومن خلال حرصهم والاطلاع عليها تشجعوا على إجراء مثل تلك العمليات بأنفسهم. واستطرد قائلاً: بالنسبة لي شخصياً كان لي زيارة سابقة إلى السودان لإجراء عملية زراعة كلى وكذا إلى الجزائر وإن شاء الله سيكون لي زيارة إلى مدينة سيئون بعد شهرين. [c1]عمليات بحاجة إلى المهارة [/c]وقال أما النسبة للعمليات التي أجريناها فهي تتعلق بعمليات توصيلات للفشل الكلوي ويجب أن تجرى مثل تلك العمليات بمهارة وإلا فإن نسبة فشلها كبيرة وقد سبق أن أجريت عمليات في هذا المجال وقد أجراها الفريق السابق ونجحت عمليتان فقط. وهناك عمليات جراحية صعبة أجريت منها جراحة الصدر كما أن هناك عمليات صعبة ومعقدة ولم تجرى وهي جراحة الأوعية الدموية والسبب في عدم إجرائها هو عدم وجود عناية مركزة والتي لابد من وجودها قبل وبعد العملية. وخلال وقفتنا القصيرة مع الأخ الدكتور أبوبكر محمد بارحيم مدير مركز الاستشارات الهندسية سكرتير مجلس الأمناء بجامعة عدن أوضح. أن مجلس الأمناء بجامعة عدن استضاف ومول بعثة الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات بهدف الرفع من مستوى التعاون في الجوانب الأكاديمية والمهنية بين أطباء عبر القارات والأطباء اليمنيين ويأتي ذلك من خلال المحاضرات والورش وإجراء العمليات والتي يمكن من خلالها لأعضاء هيئة التدريس والهيئة التدريسية المساعدة الاستفادة من خبرات وتجارب الهيئة العالمية إضافة إلى أن للبعثة جانباً خيرياً بما تقوم به من إجراء العمليات المعقدة والتي استفاد منها المواطن البسيط. واستطرد بارحيم بأن وجود بعثة للهيئة العالمية لأطباء عبر القارات ليس تقليلاً من مستوى الأطباء اليمنيين حيث يتمتع أطباؤنا بالكفاءة العملية ولكن الهدف هو التبادل المعرفي والمهني بين الجانبين والاطلاع على تجارب الآخرين وما توصلوا إليه من تقنيات حديثة في إجراء العمليات المعقدة. وأشار بارحيم إلى أن الهيئة العالمية أجرت ( 137 ) عملية جراحية و (22) محاضرة و (9) ورش عمل وقد أجريت العمليات في مستشفيات (22) مايو والوحدة والجمهورية كما تم معاينة (100) مريض منهم (60) حالة في عيادة الطب النفسي و (40) حالة في عيادة الأطفال.