قصة قصير
مر العام تلو الآخر ليتراكم ويشكل تسع سنين مضت على زواجهما.. كالعادة تزوجها بعد سن البلوغ اذ كانت في الثالثة عشرة ربيعاً ومنذ ذلك الحين داب على سؤاله التقليدي كل شهر عن الدوره الشهرية وكعادتها تعطيه جوابه التقليدي اثنتي عشرة مرة في العام : نعميحبها وهي كذلك وربما اكثر فالفتاة في عرف قبيلتها اما الزوج او القبر ... سؤال اقلق حياته معها بعد مضى السنوات الاولى ، ظل اهله اي ابوه وامه واخواته اللواتي تزوجن وانجبن اطفالاً اضحوا لاعبين في المنزل والشارع يملأون الحياة ضجيجاً وصخباً.لماذا لم تحمل زوجة سالم؟سؤال ظل يطارده اينما اتجه من الاسرة والصحبة في كل مكان ومعه يجمع كل ضيقه من الداخل والخارج ليصبه على رأسها كلما اويا الى مخدع الزوجية.فكرت امه بان تزوجه بأخرى حتى تنجب قائله : ياسالم زوجتك " عيط" والمرأة التي بدون اطفال كالشجرة بدون ثمر ، لافائدة منها .. تكلفنا سقاية ورعاية ولكن لاتعطينا الثمر.فيجيب ان الوقت مبكراً وان ارادة ربنا لم تشأ بعد؟ والانجاب ارزاق من الخالق؟هجرته امه وظل الجميع يتغامز من حوله لعل العيب في سالم ان لم يكن في زوجته؟!!اوصدت الابواب في وجهه، فاقترحت عليه التسلل الي عدن لعل تجد الاجابة لدى طبيب ، فرفض في البداية ثم وافق شريطة ان تكون طبيبة وليس طبيب ، وحدث ذلك!!اظهرت كل الفحوصات الطبية انها امرأة سليمة وان عليها ان تحضر زوجها لاجراء الفحوصات له فاخبرته ردة فعله كانت شديدة رفض عيادة الطبيبة واتهم زوجته بالطعن في رجولته.عادا الى القرية وبعد يومين سرحها من عقده بورقة الطلاق. رغم حزنها واساها غفر له حبها فعلته فحافظت على السر ولم تفش به لاحد بان العيب في الزوج الذي اتهمها بطعن رجولته ودفعت هي الضريبة من دموع وآلام مبرحة حين راته عريساً يزف الى مخدعها امراة غيرها.ومرت الشهور الاولى على زواج سالم وهي ترتقب ربما لاتحمل الزوجة الجديدة فيعطف ويحن اليها ولكن سالم كان قد تفرغ للجديدة... لم تعد في قائمة اهتماماته.ذات يوم والكرب العظيم يلفها افضت الى ابنة عمها بذلك السر. والسر عندما يتسرب لابد له من اندياع فالاخرى اخبرت اخاها الذي ثارت ثورته ... تقدم لخطبة ابنة عمه رغم رفض امه لانها امرأة قد ذاع صيتها غير منجبه واصر الاخر.. كان العام قد انصرم وانصرفت معه فترة العدة وهي قابعة في بوتقة هزيمتها بينما العروس الجديد تورثتها في المخدع وفي السؤال التقليدي عن الدورة الشهرية نفس الطقوس تكرر نفسها مع اختلاف المرأتين..كيف لها ان تتزوج من ابن عمها الذي خذلها وتزوج في اميركا؟هكذا تساءلت في داخلها ؟ وردت في ان واحد على تساؤلها: " لابد مما ليس منه بدً. لن يضرها وجود ضرة ولوكانت امريكية هي هنا الاصل والفصل والنسب والجمال.زفت الى ابن عمها مع قرع الطبول وطلقات الرصاص ثار لها ابن عمها فانتصبت رافعة الرأس في الزفة العظيمة ولم يمر هذا الحدث بسلام مرور الكرام .. بل وخز قلبه بخنجر فقد كان مطمئناً الى عزل الناس لها لانها امرأة غير منجبة ... وقد مر عام ودخل في ايام وشهور عام اخر وزوجته لم تحمل بعد.زواجها يقض مضجع سالم خيفة من الفضيحة ماذا لوحملت من ابن عمها؟ ماذا سيقول الناس عنه وافضيحتك ياسالم!! هكذا هتف بداخلة .. قلق شديد ظل يحاصره في داخله فاصبح عصبياً لايطاق التعايش معه ... هجرته الزوجة الجديدة بعد ان اشبعها ضرباً ذات ليلة .. وغادرته الى اهلها.لم يؤثر فيه رحيلها لان القادم سيكون السيف القاطع لرقبته ... هتف في داخله وفي صلواته بان لاتحمل طليقته ومرت الشهور الاولى ليستقيظ ذات يوم على سماع ازيز الرصاص من سطح المنزل على الجهه المقابله للجبل وتساءلت القرية برمتها فكان الجواب بان حليمه حامل في شهرها الخامس وقد اخفت حملها حتى تتأكد. وكانت لطمة شديدة لاهل سالم حين خطرت حليمة وبطنها منتفخ على السائلة متباهية ومتفاخرة لتخرس كل الالسنة الحادة التي نالت منها ذات يوم.ولاحقت سالم الالسنة بان رجولته ضعيفه وبانه لايمتلك فحولة الرجل.. عندها هرب ولم يعد الى القرية ابداً.اما حليمة فواصلت طقوسها في الحمل كل عام حتى كادت تنجب فريقا احد عشر طفلا والحكم لم يزل في بطنها في شهره الثامن . وابن عمها وزوجها يزورها كل عام للتلقيح ومصروفها يصل وبالدولار الامريكي و هكذا انتصرت انوثة حليمة وهزمت رجولة سالم.. ربما يكون هذا درساً لكل الجبارين من الرجال الذين يرفضون التجاوب مع الحياة ويتهمون المرأة بطعن انوثتها . لماذا لايخضع للعلاج اسوة بالمرأة فربما يكون العلاج في بعض الحقن المقوية وتحل المشكلة بدلاً من النخوات الفاسدة التي لاتؤدي إلا الى دمار الحياة الزوجية.