الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بين انصاره بعد الادلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية في طهران يوم الجمعة
طهران/14أكتوبر/ رويترز/ متابعات:في حين أعلن رئيس الوزراء الإصلاحي السابق مير حسين موسوي أمام الصحافيين فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال رئيس اللجنة الانتخابية الإيرانية أن محمود احمدي نجاد حصل على 69 في المائة من الأصوات بعد فرز 5ر5 مليون صوت.وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» أمس الجمعة عن فوز الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد بنسبة 75 بالمائة. فيما ألمح موسوي في مؤتمر صحفي إلى خروج المواطنين إلى الشارع في حال تم التلاعب بالنتائج.من جانبه، أعلن علي أكبر محتشمي بور أحد وهو أحد مساعدي موسوي أن الأخير فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 65 بالمائة من الأصوات. وقــــــد اتســـمت هذه الانتخابات بالمنافســــــــة الشديدة بين أربعة مرشحين لتبوء كرسي الرئاسة لمدة أربع سنوات مقبلة، أبرزهم الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء السابق الإصلاحي المعتدل مير حسن موسوي.وتم تمديد فترة التصويت للانتخابات الرئاسية في إيران ثلاث ساعات بعد أن كان مقررا إقفالها في الساعة السابعة من مساء امس في التوقيت المحلي، وذلك بسبب كثافة الإقبال على مراكز الاقتراع. إلى ذلك أوضح صادق خرازي وهو حليف لرئيس الوزراء الأسبق حسين مير موسوي لرويترز أن الدراسات المسحية التي أجراها الاصلاحيون أظهرت أن موسوي سيحصل على نسبة تتراوح بين 58 و60 % من الأصوات، لكن وكالة مهر للأنباء نقلت عن علي اصغر زارعي ممثل أحمدي نجاد قوله ان الرئيس الحالي يتقدم بنفس المعدل من التأييد تقريباوقد يساعد فوز موسوي بالرئاسة على تهدئة التوترات مع الغرب الذي يساوره قلق من طموحات إيران النووية كما قد يحسن فرص التواصل مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تحدث عن بداية جديدة في العلاقات مع طهرانوفي واشنطن عبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس عن تأثر إدارته بالنقاش الجاري في إطار الانتخابات الرئاسية في إيران، وقال اوباما للصحفيين: «أياً كان الفائز في نهاية الأمر فاننا نأمل أن يؤدي وجود نقاش قوي إلى تعزيز قدرتنا على التحاور معهم بطرق جديدة».ووقف الناخبون في صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع، وأكد مسؤولون أنهم توقعوا أن تبلغ نسبة الإقبال على التصويت 70 في المائة أو أكثر لتقترب من النسبة القياسية التي بلغت نحو 80 في المائة عندما اكتسح المرشح الإصلاحي محمد خاتمي انتخابات الرئاسة في عام 1997م.وأشار بعض الناخبين أنهم انتظروا أكثر من ساعتين للإدلاء بأصواتهم سواء في الأحياء الراقية في شمال طهران حيث يتمتع موسوي بالتأييد أو في الأحياء الفقيرة في جنوب العاصمة التي تعتبر من معاقل أحمدي نجاد.وقد يعني إقبال نسبة عالية من الناخبين على التصويت مشاركة كثيرين من أنصار الإصلاحيين الذين ابتعدوا عن الساحة عندما فاز أحمدي نجاد بشكل مفاجئ بالرئاسة قبل أربع سنوات متعهدا باحياء قيم الثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران عام 1979م.وجذبت انتخابات الرئاسة الإيرانية اهتمام العالم حيث يترقب صانعو السياسة بوادر تغيير في موقف طهران.أما بالنسبة للإيرانيين فهذه فرصة للحكم على فترة رئاسة احمدي نجاد التي استمرت أربعة أعوام خاصة إدارته لاقتصاد البلاد القائم على تصدير النفطورغم أن أحمدي نجاد (52 عاما) يقول ان حكومته حققت نموا اقتصاديا وأوقفت ارتفاع الأسعار إلا أن معدل التضخم وارتفاع معدل البطالة كانا القضيتين الرئيسيتين في الانتخابات ويبلغ معدل التضخم الرسمي نحو 15 في المائةكما تضمنت الحملة الانتخابية قضايا اجتماعية مثل القواعد الأكثر صرامة المفروضة على زي النساء وعلاقات إيران مع العالم الخارجي لكن نتيجة الانتخابات لن تجلب تغيرا كبيرا في السياسة الخارجية لإيران التي يحددها الزعيم الأعلى اية الله علي خامنئيولا توجد علاقات بين الولايات المتحدة وإيران منذ قيام الثورة الإسلامية قبل 30 عاما لكن اوباما أكد في واشنطن أن الولايات المتحدة «حاولت أن تبعث برسالة واضحة بأننا نعتقد أن هناك إمكانية للتغيير» في علاقاتنا.ويرفض موسوي (67 عاما) المطالب الغربية بأن توقف إيران تخصيب اليورانيوم لكن محللين يقولون انه سيجلب أسلوباً مختلفاً للعلاقات الإيرانية الأمريكية والمحادثات بشأن البرنامج النووي لطهران الذي يخشى الغرب أن يكون ستارا لصنع قنابل.في غضون ذلك أكد أحمدي نجاد وهو يدلي بصوته في جزء يقطنه أفراد الطبقة العاملة في طهران «قرار الشعب القوي والثوري والواضح سيجلب مستقبلا باهرا للأمة»وشاب الحملة الانتخابية الأخيرة التراشق بالألفاظ واتهم أحمدي نجاد منافسيه بالفساد بينما قالوا انه يكذب بشأن حالة الاقتصادكما خاض الانتخابات مع أحمدي نجاد وموسوي عالم الدين الليبرالي مهدي كروبي وقائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي الذين طالبوا وزارة الداخلية وخامنئي بضمان عدم تزوير الانتخاباتوأشار مستشار لكروبي لرويترز إلى أن منافسي أحمدي نجاد الثلاثة يشعرون بالقلق بشأن نقص أوراق التصويت وإغلاق سبعة مواقع مؤيدة للإصلاح على الانترنت وإعاقة الرسائل النصية التي كانوا يستخدمونها في حملاتهم. وقد رفعت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري خبر فوز احد المرشحين الذي قالت انه فاز بنسبة 60% من أصوات المقترعين في المرحلة الأولى عن موقعها. وكانت الوكالة قد نشرت النبأ على صفحتها الأولى لساعات إلا أنها أقدمت قبل قليل على رفع الخبر تماما عن كل صفحات الموقع.وكان الخبر قد أشار استناداً إلى مصادر من المدن الإيرانية الأخرى لم يسمها بأن كل الإحصاءات تبين فوز مرشح « نصير العدالة « في الانتخابات إلا أنها امتنعت عن تسميته. الجدير بالذكر أن هذه الوكالة شبه الرسمية كانت تعمد إلى نشر أخبار توحي بتأييدها لاحمدي نجاد طول مدة الحملة الانتخابية. يذكر أن المصادر الرسمية لم تؤيد بعد فوز أي من المرشحين حيث مددت وزارة الداخلية الإيرانية للمرة الثالثة على التوالي تمديد ساعات الاقتراع.