الشيخ محمد حسين يعقوب : يضع الشيخ محمد حسين يعقوب عشر وصايا قبل دخول الشهر الكريم في كتابه عن الشهر الكريم وهي : أولا : الهدنة مع المناقشات والجدال ، وقال تعالى : « فمن شهد منكم الشهر فليصمه» البقرة : 185 ، لابد من هدنة في المنزل مع الزوجة والأولاد ، قال تعالى : « والله جعل لكم من بيوتكم سكنا « النحل : 80 ، يحدث ذلك من خلال محاولة فض جميع المشاكل والمنازعات قبل دخول الشهر ، حتى لا تعكر عليك جوك الإيماني .ومن بين النصائح إجراء محاضر صلح بين أفراد الأسرة جميعا ، والاجتماع بالأسرة للاتفاق على المباديء التي سيتم السير في ظلالها في شهر رمضان ومنها عدم تضييع الوقت الثمين مع برامج التليفزيون التي لا تنتهي ، والبعد عن سماع الأغاني وكافة الأمور التي تلهي عن ذكر الله ، وظبط اللسان ، والبعد عن الإكثار من العزومات والسهرات لاقتناص مغانم الشهر ، واتخاذ السبل الجادة لإعانة أفراد الأسرة على الطاعة وقال الله في محكم التنزيل : « يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون « التحريم : 6 ، قال ابن عباس رضي الله عنه : أي علموهم الخير وأدبوهم . الوصية الثانية هي إقامة هدنة في العمل مع الزملاء والمسئولين بتجاوز الخصومات ، اما الثالثة فهي إقامة هدنة مع نفسك للتخلص من هموم القلب ، وسموم القلب خمسة هي فضول الكلام وفضول الطعام وفضول النوم وفضول الاختلاط وفضول النظر . ولازلنا مع الوصايا ، فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يصبر نفسه مع المؤمنين المجدين في السير إلى الله ، فقال الله تعالى : « واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا « الكهف : 28 ، كما أنك لابد أن تلتفت لأقاربك بالبر ، وتطيع والديك ، ومن وصل رحمه وصله الله ومن قطعها قطعه الله ، قال سبحانه « وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا « الإسراء : 26 ، فلهؤلاء حق وليس تفضلا منك يا مسلم .الوصية الخامسة هي عمل هدنة مع النفس لترك الذنوب ، سواء بأن تأخذ على نفسك عهدا بترك المعاصي ، قال سبحانه « تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون « البقرة : 229 ، البعد عن أسباب المعاصي ، العزم على عدم العودة للذنوب لأنك قد تموت عليها فتلقى الله عاصيا ، أو قد يكون في رجوعك سقوط من عين الله .الوصية السادسة عمل هدنة مع طول الغياب خارج المنزل والارتباطات بالإقلال من كل ذلك ، سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجاة فقال : امسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك» ، وهدنة أخرى مع كثرة النفقات والتبذير فللأسف الناس تفهم رمضان خطأ وينفقون فيه ما لا ينفقون في غيره !! مع أنه شرع للتقليل من الطعام والشراب ، قال تعالى : ولا تبذر تبذيرا . إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا « الإسراء 26 - 27 . ويمكن أن تتفق مع الأسرة على صدقة ، فهي برهان على صدق المرء في إيمانه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها « ، وأن تتفق معهم على إفطار الصائمين ، اجتهد أن تفطر صائما أو صائمين أو ثلاثة كل يوم قدر استطاعتك ، قال رسول الله : « من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء» . ، وأن تتفق على إطعام المساكين ، قال الله تعالى « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا « .الوصية الثامنة أن تقيم هدنة مع العقول والقلوب من التفكير والتدبير للدنيا : فكر في حسنة جديدة تعملها أو ابحث عن عبادة مهجورة لتقوم بها ، فكر في خدمة المسلمين ، كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين يحلب للحي شياههم ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذهب إلى عجوز مقعدة ضعيفة ليخدمها ، التفكير في خدمة الدين مثل أن تدعو رجلا لترك التدخين ، التفكير في لذة أخروية مثل أن تفكر في كيفية الخشوع في الصلاة .ننتقل لآخر الوصايا التي يقدمها المؤلف في رمضان : فالوصية التاسعة أن تقيم هدنة مع استهلاك اعضائك ، تريح أذنك مثلا من ضجيج الكلام وصخب الهموم ومن الغيبة والنميمة وسماع الأغاني ، تريح عقلك من التفكير في ما لا يفيدك ، تريح أمعائك من ضغط ألوان الطعام عليها ، واخيرا الهدنة مع الهموم بأن تجعل همك هما واحدا وهو رضا الله سبحانه وتعالى ، ولو حدث لنالك كل خير وبر وبركة .
|
رمضانيات
الوصايا العشر لاغتنام رمضان
أخبار متعلقة