تحدثوا عن الخصوبة المبكرة في اليمن بوصفها مشكلة صحية خطيرة.. مختصون:
استطلاع/ بشير الحزميتمثل الخصوبة المبكرة في اليمن مشكلة كبرى ولها العديد من الآثار الخطيرة على حياة الفتيات اللاتي يتزوجن مبكراً وعلى الأسرة أيضاً والمجتمع عموماً.وبالنظر إلى العوامل والأسباب المؤدية إلى خصوبة مبكرة في بلادنا سنجد أن الزواج المبكر والجهل والأمية وخاصة في أوساط النساء هي أبرز تلك العوامل التي تتطلب مواجهتها جهداً مشتركاً تسهم فيها الدولة ممثلة بالجهات المعنية في الصحة والتربية والتعليم والإعلام وغيرها من الجهات المعنية بالإضافة إلى دور منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص الوطني كل في مجال اهتمامه.صحيفة (14أكتوبر) تستطلع آراء عدد من المسؤولين والمختصين في الجهات ذات العلاقة عن مخاطر هذه الظاهرة وسبل مواجهتها.. وإلى التفاصيل:[c1]مخاطر عديدة ومضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة [/c] الدكتورة/ كريمان منصور راجح - مديرة إدارة الأمومة المأمونة في وزارة الصحة العامة والسكان “قطاع السكان” قالت: الخصوبة المبكرة أو الحمل في سن ما قبل الـ 18 عاماً الذي نعتبره سن الطفولة يحدث في اليمن بشكل كبير بسبب الزواج المبكر الذي يحصل في عدد من المحافظات وخاصة في المناطق الفقيرة والنائية مثل محافظة حجة وتعز والحديدة وإب وحضرموت وخاصة في سيئون فالفتيات يحملن ويلدن في سن مبكرة قبل السن التي تكون فيها الفتاة مؤهلة للوضع أو للأمومة بشكلها المتكامل، لأن المرأة لا يكتمل جهازها التناسلي إلا بعد سن العشرين عاماً وإذا حملت ووضعت قبل هذه السن تتعرض لمخاطر عديدة منها أمراض تصاحب الحمل مثل تسمم الحمل وعدم الارتجاع أو التشنجات أثناء الحمل التي تؤدي إلى فقدان الوعي والدخول في الغيبوبة ما يؤدي إلى مشكلات تظل معها طول حياتها مثل الشلل أو ضعف الجسم أو الكلام، وأيضاً تؤدي إلى التهابات في الجهاز التناسلي “الجهاز البولي” وهذا قد يؤدي إلى فشل كلوي.وأثناء الولادة يحصل للأم الصغيرة أو في الخصوبة المبكرة كثيراً من الإشكاليات مثل تمزق الرحم أو نزيف قبل الولادة أو بعد الولادة بسبب أن جهازها التناسلي لم يكتمل نموه، كما يؤدي إلى تعسر الولادة ما يعرضها إلى عمليات قيصرية تعرض حياتها إلى كثير من المضاعفات، وقد يؤدي إلى وفاتها إذا كانت في المناطق النائية حيث لا توجد تغطية صحية.وهناك الكثير من التداعيات التي تحصل للأم في هذه السن فهي لا تعرف كيف تهتم بالطفل من نواح كثيرة، وبعض الأحيان تحصل لها انتكاسة نفسية بعد الولادة فتكره الطفل وتكره الأسرة بشكل عام وتدخل في مشاكل نفسية وعصبية تؤدي إلى دخولها عيادات الأمراض النفسية والعصبية لتلقي العلاج، وهناك أيضاً إشكاليات اقتصادية فإن صغيرات السن يتزوجن بعض الأحيان من شباب وضعهم الاقتصادي ضعيف لا يستطيعون توفير متطلبات العيش الأساسية لأسرهم ما ينعكس على حياتهم بشكل سلبي.وأضافت بأن هناك الكثير من الخطوات التي تقوم بها وزارة الصحة لمواجهة هذا الأمر وأهمها عمل قانون للأمومة الآمنة وهذا القانون سيحدد سناً آمنة بما لا يقل عن 16 سنة وتقوم الوزارة بتدريب الأطباء والقابلات والعاملين الصحيين على العناية الصحية الجيدة بالحوامل والعناية أيضاً بالأم أثناء الولادة وبعد الولادة، موضحة أن هناك توعية شاملة على مستوى الوطني من قبل المركز الوطني للتثقيف الصحي بخصوص مضاعفات الحمل والولادة وما هي المضاعفات التي تحصل أثناء الحمل في سن مبكرة بشكل كبير على مستوى المحافظات والقرى من قبل المجتمعين، ومنظمات - المجتمع المدني.وقالت إن أهم العوامل التي تساعد على خصوبة مبكرة في اليمن هي الجهل المتفشي وانتشار الأمية خصوصاً في أوساط النساء وأيضاً قلة الوعي الصحي والفقر.[c1] مشاكل تعيق تطور الفتاة [/c]وبدوره يقول الدكتور/ رامي المقطري - ضابط مشروع التحالف الوطني للأمومة الآمنة إن الخصوبة المبكرة في اليمن قد لا نجد لها إحصائيات دقيقة وفي الواقع هناك فتيات صغيرات في السن أصبحن حاملات ولم يكتمل نموهن الجسماني بشكل كامل وبالأخص الجهاز العظمي “منطقة الحوض” لأنه آخر ما يكتمل نموه في جسم الإنسان هو العظام من خلال ترسب جزئيات الكالسيوم في هذا الجهاز وعندها تكون المرأة مستعدة للحمل والولادة.وأضاف أن الخصوبة المبكرة في اليمن تعمل الكثير من المشاكل فهي تعيق تطور الفتاة نفسها من ناحية تعليمية ومن ناحية أن الحمل والولادة ومشاكل الولادة تعيقها من مواصلة التعليم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعيقها في قضايا متابعة قضايا أسرتها، وكذا إذا كانت موظفة أو عاملة وتؤدي خدمة لوطنها ربما تعمل لها مشاكل صحية كبيرة.وأوضح أن هناك مشاكل صحية ممكن تكون الفتاة عرضة لها مثل الإجهاض التلقائي والتمزقات الجسدية مثل نواسير خلال فترة الولادة وقد يحصل لها سوء التغذية وفقر الدم، كذلك ممكن أنها تنجب أطفالاً ناقصي الوزن وهؤلاء يكونوا محتاجين إلى رعاية خاصة وكادر صحي مختص وقد تحدث وفاة للأجنة داخل الرحم إضافة إلى ذلك المشاكل النفسية والاجتماعية التي قد تحصل للفتاة إذا لم تكن مهيئة للحمل والإنجاب ولها الخبرة في رعاية الطفل أما إن تكون الأم طفلة فهذا شيء صعب وله انعكاسات سيئة على حياتها وحياة طفلها.وقال أن من أبرز العوامل التي تؤدي إلى خصوبة مبكرة في اليمن هو الفقر والجهل وانتشار الأمية وكلها عوامل وتحديات تواجه مجتمعنا اليمني، لا بد أن نقف جميعاً لمواجهتها وأن تتكامل الجهود، فتعليم الفتاة مهم جداً لأن معدل الخصوبة سينخفض كل ما زاد تعليم الفتاة وهناك دراسات عملية تثبت ذلك.ولفت إلى أن العمل بشكل فردي لا يعطي ثماره بالشكل المطلوب، فينبغي أن نتكاتف جميعاً سواء مؤسسات حكومية أو غير حكومية في تعزيز الأدوار الهامة من أجل معالجة هذه القضية وتصحيح الأخطاء حولها وتعزيز الوعي الصحي والاجتماعي فوزارة الصحة تلعب دوراً كبيراً ولكن يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع مدني ولن تعالج هذه القضايا بدون دور المجتمع أفراد ومؤسسات فيجب أن يتكاتفوا جميعاً ولا نغيب دور الإعلام الذي هو أهم الأدوار التي سيقوم بها دور رجال الدين وخطباء المساجد فهذه مهمة جداً والتعليم يجب أن لا يكون بعيداً عن واقع حياتنا.وقال ينبغي في فترة الصيف استغلال التجمعات الشبابية في المراكز والمخيمات الشبابية لنشر الوعي الصحي عن هذه القضايا لتصل من خلال كل ذلك إلى ما نطمح إليه إن شاء الله.[c1]تداعيات صحية كثيرة[/c] أما الدكتورة/ نجلاء النويرة طبيبة نساء وولادة في برنامج الأمومة الآمنة بجامعة العلوم والتكنولوجيا فقد تحدثت من جهتها وقالت: لوحظ أن معدل الخصوبة مرتفع في اليمن بشكل كبير جداً وذلك بسبب تزايد النمو السكاني والتزويج المبكر للفتيات خصوصاً في المناطق الريفية حيث لا يصل عمر الفتاة إلى سن 18 سنة إلا وقد أنجبت طفلاً أو طفلين وأكثر الفتيات يحرمن من التعليم بدل من أن تكون في المدرسة ويجاهد الآباء والأمهات في تعليمهن بسن مبكرة في سن 13 أو 14 وتحمل مباشرة في هذه السن ويكون عندها الوعي قليلاً نتيجة لعدم التعليم والتثقيف وممكن تكون عرضة للإجهاض المتكرر ومضاعفات أخرى كثيرة مثل الولادة المبكرة، فيلجأ الآباء والأمهات إلى تزويج الفتيات في هذه السن المبكرة واعتقاداً منهم انها السن المناسبة للزواج وأن الفتاة إذا وصلت إلى مرحلة متقدمة من العمر ممكن أن يؤدي ذلك إلى تجديد النسل عندها وقلة الخصوبة ولا تنجب القدر الكافي من الأطفال حتى أنني سمعت في أحد الأيام إحدى النساء تقول إن عندهم الفتاة أذا وصلت سن 21 أو 22 سنة تعتبر كبيرة أو عانس وهذا من المعتقدات الخاطئة. وأوضحت أن الخصوبة المبكرة تؤدي إلى تداعيات صحية كثيرة منها أن الحمل والولادة المتكررة تؤثر على صحة المرأة وتؤدي إلى ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وكذلك الأطفال، إضافة إلى أنه وكما ذكر سابقاً الإجهاض المتكرر يؤثر سلباً على صحة الأم.كما أن الخصوبة المبكرة تؤثر سلباً على المجتمع حيث انه يكون هناك تزايد كبير في النمو السكاني و يقابله ضعف في الموارد والتنمية والنمو الاقتصادي، حيث يكون هناك تزايد سكاني ويتطلب هذا النمو توفير الأيدي العاملة وكذا توفير المتطلبات لهم من ماء وكهرباء ورواتب في مجتمع يكون محدود الدخل أو مجتمع فقير، حيث يكون الدخل الشهري للأسرة لا يفي بمتطلباتها ما يؤدي إلى نتائج سلبية على الأسرة والأطفال فكثير ما نرى أطفالاً مشردين في الشوارع يتسولون او يرتكبون جرائم لجلب المال. ولفتت إلى أن العوامل المؤدية إلى الخصوبة المبكرة في اليمن هي تزايد عدد السكان، الانخفاض الشديد في معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة،تدني المستوى الثقافي والتعليمي للأم، عدم توفر الخدمات الأساسية وبالذات الصحية، انخفاض الوعي لدى الأزواج وضعف الإهمال بالصحة الإنجابية، تدني نسبة النساء اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، انتشار الفقر، تركيز الخدمات الطبية في المناطق المدنية وقلتها في المناطق الريفية.وقالت بأنه وللحد من هذه القضية ينبغي التركيز على عدة جوانب وهي الوعي الصحي عبر وسائل الإعلام، توفير الكوادر الطبية “كثرة الأطباء والطبيبات” تجنب تزويج البنات في عمر مبكر، استخدام وسائل تنظيم الأسرة، توفير الكادرات التوليدية والمعالجة لمضاعفات الحمل في الوقت المناسب وتوفير الخدمات الماهرة للتعامل مع الحالات الولادة الطارئة.وأكدت أهمية دور القطاع الخاص كشريك أساسي في التنمية الصحية وذلك من خلال توسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة من أجل منح الوعي الصحي والسكاني والوصول إلى ما هو متاح من الخدمات والموارد الطبية والاقتصادية، تشجيع القطاع الطبي الخاص ودعمه في تقديم الخدمة، فتح مراكز التنمية الأسرة وتقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وغيرها من الخدمات المتعلقة بالأم والطفل، التنسيق مع وزارة الصحة والسكان الخاصة بتنظيم الأسرة وتوفيرها حتى تكون في متناول الجميع، توفير كادر تثقيفي، توفير الكوادر الطبية الماهرة وتدريب فئة كثيرة منهم.