الرياض / متابعات:وقع زعماء دول الخليج العربية على اتفاق وحدة نقدية طال انتظاره أمس لكنهم لم يبتوا في مسألة دولة المقر للبنك المركزي الاقليمي مما يضع عقبة أخرى في طريق المشروع الذي عانى لسنوات من عراقيل مختلفة.وفي حين قالت السعودية والكويت وقطر والامارات العربية المتحدة والبحرين انها تتمسك بهدف تحقيق الوحدة النقدية في 2010 الا أن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي أقر بأن البت في مقر البنك المركزي المشترك قد يستغرق نحو ستة شهور أخرى.وفي أعقاب اجتماع حاد عن جدول أعماله الاصلي بفعل العنف في غزة دعا زعماء دول الخليج المسؤولين في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم الى العمل لتحقيق استقرار أسعار النفط وتنسيق الجهود للحد من تأثير الازمة المالية العالمية.لكنهم لم يحددوا اجراءات لسياسة محددة في أي من القضايا المطروحة.وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين لدى البنك السعودي البريطاني (ساب) “ أنا مندهش لاستمرارهم في القول بأنهم متمسكون بالعام 2010 موعدا نهائيا.“هذا الاتفاق خطوة طيبة الى الامام. لكن مع اقترابنا من المود النهائي امل أن يكونوا أكثر شفافية ووضوحا بشأن الخطوات المحددة التي سيتخذونها. من المهم للمواطنين والمجتمع أن يدركوا ما يعنيه الامر لهم.”وعندما حدد زعماء دول الخليج العربية جدولا زمنيا للوحدة النقدية في 2001 توقعوا صياغة مشروع قانون للوحدة النقدية بحلول 2005 وطرح العملة الموحدة بحلول 2010. ويقول عدد من صناع السياسات ان من المستحيل عمليا الالتزام بهذا الموعد النهائي.لكن عبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي قال ردا على سؤال بشأن موعد العملة الموحدة انه سيكون في 2010.وأضاف أن قرارا بشأن مقر البنك المركزي سيتخذ بحلول منتصف 2009.وكان مسؤولون بمجلس التعاون الخليجي قالوا في وقت سابق هذا العام انهم يتوقعون أن يقرر زعماء دول الخليج مقر البنك في هذه القمة. وتتطلع كل من السعودية والامارات وقطر والبحرين الى استضافة البنك.وكانت سلسلة من العراقيل أخرجت مشروع العملة الموحدة عن مساره في السنوات الاخيرة فقد قررت سلطنة عمان في 2006 أنها لن تنضم وذلك قبل شهور فحسب من الغاء الكويت ربط عملتها بالدولار الذي كان ضعيفا انذاك في محاولة لمحاربة تضخم تحركه أسعار الواردات.وسعى صناع السياسات الخليجيون الى اعادة المشروع الى مساره هذا العام عن طريق وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق الوحدة النقدية وميثاق للمجلس النقدي وقد جرت الموافقة عليهما اليوم.وقال محمد المزروعي مساعد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي للشؤون الاقتصادية عقب الاجتماعات ان المجلس سيواصل بذل جهوده صوب تحقيق هذا الهدف.وينبغي أن يقر كل بلد عضو الاتفاق قبل أن تدشن المنطقة مجلسا نقديا سيجري تحويله في مرحلة لاحقة الى بنك مركزي وذلك على غرار مؤسسة النقد الاوروبية التي تحولت فيما بعد الى البنك المركزي الاوروبي.وقال وزير المالية الكويتي في وقت سابق يوم الثلاثاء ان أمام دول الخليج حتى 12 ديسمبر كانون الاول من العام القادم لاقرار الاتفاق.ويقول بعض صناع السياسات الخليجيين مثل محافظ مصرف الامارات المركزي ان تحقيق الوحدة النقدية الخليجية يزداد الحاحا بسبب الازمة المالية العالمية التي تنذر بانتهاء طفرة اقتصادية استمرت ست سنوات وكان يغذيها ارتفاع أسعار النفط.ويكبح تراجع أسعار النفط نحو 75 في المئة عن ذروتها في يوليو تموز وأزمة ائتمان عالمية مشاريع التنمية في المنطقة. وتتوقع كل من السعودية وسلطنة عمان عجزا في الميزانية العام القادم.
دول الخليج توقع اتفاق الوحدة النقدية
أخبار متعلقة