غضون
* أواخر ديسمبر 1998 عرف اليمن أول هجوم إرهابي استهدف سياحاًً أجانب في أبين كانوا في طريقهم من شبوة إلى عدن.. الهجوم نفذته جماعة إرهابية تسمى ( جيش عدن أبين) وكان قائدها أبا الحسن المحضار ويوم أمس الأربعاء وقعت جريمة إرهابية أخرى في أبين حيث قتل الإرهابيون أربعة جنود وطالباً في ثانوية جعار. * ما الذي جعل أبين منذ ديسمبر 1998 وحتى نوفمبر مكاناً فسيحاً للجماعات الإسلامية الإرهابية؟ وما بين أول هجوم إرهابي وآخر هجوم حدثت خلال العشر السنوات هجمات أقسى من الأولى والأخيرة وهي كثيرة للغاية والأمر مثير للانتباه!! لماذا لم تتمكن الأجهزة الأمنية طيلة هذه المدة من قمع الإرهاب ولماذا هذا التسامح مع مجموعات ِأصولية متطرفة تحتقر كلمة التسامح نفسها؟* عصر أمس اتصلت بزميل من أهالي جعار مقيم في المدينة نفسها أسأله ما الخبر؟ قال قتلوا جندياً من الأمن وثلاثة من الجيش وطالباً في الصف الثاني ثانوي وجرحوا آخرين ثم فروا إلى خارج جعار وتركوا خلفهم جريحاً من أصحابهم توفي في المستشفى الذي نقل إليه لكي يعالج من الإصابة .. وهذا ما عندي .. قلت: تقول فروا بعد هذا كله ؟ قال لقد فروا نعم خرجوا إلى مكان آخر خارج جعار!* لست مختصاً بشؤون الأمن القومي .. لكني أفهم مما حدث أمس أن الوضع الأمني في أبين ليس على ما يرام إذ كيف يمكن للإرهابيين أن يفعلوا فعلتهم تلك ثم يسلمون من الموت أو على الأقل لماذا لم يقعوا في قبضة الشرطة؟.. هل زنجبار صارت إمارة خاصة بهم لدرجة أن ليس فيها من يدل الشرطة على مكان الإرهابيين ولدرجة أن الإرهابيين يقتلون ثم يجدون من يساعدهم على الفرار؟* مساء أمس كنت أتتبع الأخبار حول ذلك الهجوم الإرهابي.. وشعرت بالمرارة لأني لاحظت أن لا أحد يتعامل بجدية مع الإرهاب والإرهابيين .. مدير أمن أبين الجديد عندما اتصلت به للحصول على معلومات صحيحة عن الهجوم الإرهابي أحالني إلى عمليات وزارة الداخلية رغم أنه يفترض أن تكون المعلومات الصحيحة لديه .. أما عندما تصفحت الصحف الالكترونية فقد وجدت أن المتعاطف مع الإرهابيين يتحدث عن الجريمة بأنها رد فعل لمظالم أرتكبها مدير الأمن وحراساته كما قال موقع “الصحوة نت” بينما خصوم السلطة تحدثوا عن الواقعة بوصفها رد فعل من الإرهابيين لأن “ السلطة “ لم تفِ بوعودها لهم .. إن هذا الغش الذي يمارسه علينا هؤلاء وأمثالهم هو الذي يوفر حماية اجتماعية للإرهابيين!.
