أحمد الجابري : شاعر وجداني ووطني كبير .. اختار العزلة هروباً من الواقع
نعمان الحكيم :هذه الأسطر أو السطور المبتسرة عن شاعر وجداني وطني كبير هو الأستاذ / أحمد الجابري أردنا منها إيقاظ الضمير الإبداعي في أجهزتنا الثقافية وأولهم وزارة الثقافة التي يعنيها هذا العلم الشامخ.أحمد الجابري الذي كان مدرساً ومربياً للأجيال , ثم صحافياً وكاتباً مرموقاً تناول في كتاباته مشاكل المجتمع وآهاته وساهم في إيجاد قاعدة للحلول العملية من خلال ما كان يسطره قلمه .. شاعراً وطنياً مجرباً ورقيقاً رقة نسيم الصباح .. نجد هذا العلم اليوم يسري عليه الجحود ونكران الجميل , لنراه يستنجد من على هذه الصفحة ( في الصفحة الأخيرة ) من هذا الشهر .. يستنجد من صومعته بالراهدة , التي اختارها لتكون موقع حبسه الاختياري , أو كما يقولون صومعته , لكنه قالها : لقد أراد أن يضع حداً لحضوره بصورة كهذه بعد أن أوقعته الظروف في مشاكل مع الأهل والأحباب .. فما بالك بالناس والمجتمع والدولة التي يفترض فيها رعايته الرعاية اللائقة به كعلم خلدته أشعاره وأعماله الجليلة ! .[c1]هل كتب على الأدباء .. الموت حزناً .. وفاقة ؟![/c]كنا نبكي الحال التي وصل إليها من سبق شاعرنا الجابري - أطال الله عمره وأمده بالصحة والعافية - ممن اختارهم الله إلى جواره .. وهم كثر .. لكن فراقهم اليوم جعلنا نشعر بخسارة فادحة , ونحن نتتبع تراثهم الزاخر.. لنتذكر حجم المعاناة التي قاسوها وماتوا وهم فيها .. إلا القليل منهم ! .فأحمد الجابري الحاضر بيننا رغم اعتزاله بإبداعاته الجمة التي ما زال يتحفنا بها هو صاحب أجمل قصيدة يتغنى بها الوطن بلسان طيب الذكر الخالد / أيوب طارش .. الذي هو قد أصابه القهر وهو صاحب اللحن الخالد ( رددي أيتها الدنيا نشيدي ) الذي اختير ليكون نشيداً وسلاماً وطنياً لليمن .. إنه الواقع الذي يدفع الضريبة ليتم إحالته إلى المعاش بـ (20) ألف ريال .. يا بلاشاه .أقول أحمد الجايري الذي خلد الوحدة بنشيده السالف الذكر :[c1]لمن كل هذي القناديلتضوي لمن ..وهذي المواويل في العرستشدو لمنهل الأرض عاد لها ذوي يزنفعاد الزمان وعادت عدن ..[/c]نقول لمن كل هذه الاجتراحات التي عكستها رؤية وفكر وعقل الرجل لمن هي وما هي وما قيمتها .. إذا كانت لم تؤثر في المسار وفي الموروث الذي خلفه الجابري .. هل نعود لنشر الأناشيد والأغاني الجميلة .. هل نعود لنذكر ببساطة الرجل وتواضعه الجم .. هل نعود لنقول .. ماذا عملنا للجابري ؟!هل نناشد ونترجم ونصرخ مستنجدين بفخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح ليلعب دوراً إنصافياً للرجل المبدع الحاضر بيننا عملاً برد الجميل .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟![c1]( وأيوب طارش وأعلام عدن والوطن أيضاً ) [/c]والفنان القدير / أيوب طارش صنو الشاعر الأديب / أحمد الجابري , كلاهما له أثر .. أو بصمة لا تمحوها السنون .. فأيوب قتلوه مرتين , الأولى عند إحالته إلى المعاش , والثانية عند تحديد المعاش بـ (20) ألف ريال .. هكذا هم الوطنيون يدفعون كل ما لديهم ليتم مجازاتهم بهذه المواقف المميتة .. فهل يا ترى / أيوب والجابري يلحقون بكوكبة أجحف في حقها أمثال : أحمد قاسم الفنان الموسيقار الخالد .. الذي كان راتبه (7) ألف ريال ليتم تسويته إلى (12) ألف ريال حسب إفادة الأستاذ / عبدالعزيز طه بذلك أثناء حوار لنا في منتدى ( الأيام ) والشاعر الكبير عبدالله البردوني , والشاعر / أحمد سيف ثابت والأديب / القرشي عبدالرحيم سلام والوطني البارز المفكر / عمر الجاوي ومصطفى خضر .. ألخ. هل نتذكر ونذكر بأعلام أحياء إلى جانب الأموات إنهم كثر ويتطلب حصرهم وقتاً ومساحة .. لكننا نرى أن المهمة متروكة لمكاتب الثقافة في المحافظات لتقوم بمهمة وطنية تجاه الإعلام , وتقديم مقترح لهم بأن يكون لهم سقف للراتب بعيداً عن الروتين والقوانين التي دائماً تطبق على المتاعيس والغلابى وتجانب المليانين غطرسة وفلوساً .. ونقترح لهم راتباً تقاعدياً سواءاً للذين ماتوا أو احيلوا إلى المعاش سقف غير قابل للخصم يكون (100) ألف ريال إن لم يكن أكثر .هل هذا كثير في حق ( ألف أو ألفين ) منأإعلام الوطن ممن رفعوا اسمه عالياً منذ ثورة سبتمبر فأكتوبر فالوحدة اليوم , نقول : لا .. فهذا قليل القليل , وبمثلما تدعم الدولة جوانب وهيئات على المعنيين رفع مقترح يخلد هؤلاء الأعلام , موتى وأحياء , ولا نعتقد أن الرئاسة ستقف معترضة , وبعلمنا أن قيادة الدولة ستكون مباركة لذلك وأكثر منه بكثير .إن شاعرنا الجابري حري بنا اليوم أن ننقله من صومعة اعتزاله إلى أحد القصور الفخمة في عدن أو إحدى الفلل التي ينبغي لأن تكون باسمه وملك له .. حتى يشعر بأن تضحيته لم تذهب سدى .فهل أيقظنا النائم الغافل ؟!نأمل ! .