مسيرة في بورت أو برنس دعما لأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية
هايتي/14 أكتوبر/ رويترز : أعربت مصادر رسمية في هايتي عن خشيتها من احتمال تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في وقت أكدت فيه الإحصائيات الرسمية ارتفاع عدد الوفيات من وباء الكوليرا إلى أكثر من ألف وستمائة. وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس هيئة السجل الانتخابي في هايتي فليبي أغوستين تصريحا توقع فيه وقوع عمليات تزوير على نطاق واسع في البلاد في الانتخابات الرئاسية وبالتالي مصادرة نتائج الانتخابات بشكل يطعن في نزاهتها. يشار إلى أن هيئة السجل الانتخابي هي المؤسسة الرسمية المسؤولة عن تسجيل الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع في الانتخابات التي ستجري يوم غد الأحد لاختيار رئيس جديد للبلاد ومجلس نواب جديد وثلث مجلس الشيوخ. وأكد ريتشارد دوميل من المجلس الانتخابي المحلي معرفته بوجود وثائق وهويات مزورة يتم تداولها في مناطق متفرقة من البلاد استعدادا للانتخابات العامة لكنه عاد فشدد على أن الجهات المشرفة على الانتخابات لديها وسائل وتقنيات كفيلة بكشف أوراق الاقتراع المزورة. وتشير التوقعات واستطلاعات الرأي إلى أن السيدة الأولى سابقا ومرشحة الحزب الحاكم ميرلاند مانيغات هي الأوفر حظا في الفوز بالانتخابات الرئاسية من بين 18 مرشحا تقدموا لخوض الانتخابات وسط ترجيحات بأن لا يتمكن أي من المرشحين من تجاوز عتبة الـ50 % في الجولة الأولى ما يعني خوض جولة ثانية في السادس عشر من يناير/كانون الأول المقبل. يشار إلى أن السياسيين الهايتيين تجاهلوا النداءات المطالبة بتأجيل الانتخابات خشية توسع رقعة الإصابة بمرض الكوليرا المتفشي في البلاد بحسب الإحصائيات الرسمية (1603 أشخاص أي بارتفاع يتجاوز مائة وخمسين شخصا مقارنة مع الحصيلة المعلنة يوم الأربعاء الماضي وهي 1415 وفاة). وتتركز حالات الوفاة في المناطق التي دمرها الزلزال في العاصمة بورت أو برنس حيث يسكن أكثر من مليون شخص في ملاجئ مؤقتة منذ وقوع الكارثة في يناير/كانون الثاني 2010 وسط ظروف تفتقر إلى الرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة. واستند السياسيون في مطالبتهم بالمضي قدما في العملية الانتخابية إلى ضرورة عدم ترك البلاد في حالة فراغ دستوري والتأكيدات الصادرة من منظمة الصحة العالمية ومؤسسات إقليمية أخرى بأن الكوليرا ينتقل عبر تلوث المياه والغذاء وأن تحرك الناس نحو مراكز الانتخابات لن يشكل عاملا لنقل العدوى. وإلى جانب ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الكوليرا، شهدت هايتي على مدى اليومين الماضيين اضطرابات أمنية يتصل جزء منها بالانتخابات وآخر بالاتهامات الموجهة إلى قوات الأمم المتحدة بأن جنودها -الآسيويين تحديدا- هم من نقلوا المرض إلى البلاد. فقد وقعت مصادمات بين أنصار بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية قام خلالها المشاركون بحرق الإطارات والاشتباك مع قوات الأمن أمس الأول الخميس في العاصمة بورت أو برنس وردت الأخيرة بإطلاق العيارات النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين. ووقعت اشتباكات مماثلة مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة رسميا باسم «مينسوتاه» في العاصمة بورت أو برنس وفي مدينة كاب هاييتان بشمال البلاد حيث وضعت الوحدة النيبالية التابعة لهذه القوات تحت حماية مشددة في أعقاب المزاعم التي اتهمتها بأن الجنود النيباليين هم من حملوا جرثومة الكوليرا إلى هايتي. من جهته أعلن قائد قوات الأمم المتحدة الغواتيمالي إدموند موليت أن قواته ستقدم كل العون لتأمين الانتخابات مشيرا إلى أن الأوضاع الحالية تؤشر على أن انتخابات يوم غد الأحد ستكون أكثر هدوءا وأمنا من سابقاتها.ورجح موليت أن تقوم الأمم المتحدة بتقليص مهمة قواتها في هايتي في حال نجاح الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تشرف على نقل السلطة بطريقة سلسة والعودة إلى الخطة السابقة الموضوعة عام 2009 القاضية بسحب القوات التي تم إلغاؤها بسبب كارثة الزلزاليشار إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد جدد مهمة قوات حفظ السلام في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عاما إضافيا على أن يتم تقييم الوضع في هايتي في أبريل/نيسان 2011.