الإمارات العربية المتحدة / متابعات:يرجع تاريخ التعليم في الإمارات إلى حضارات قديمة تم العثور على آثارها في عدة مواقع تاريخية. وفي تلك الفترة الأولى كان الإنسان يطور نفسه عن طريق التعليم الذاتي، واكتساب المعرفة بالمحاكاة والاحتكاك، وفي فترة لاحقة ظهر التعليم الذي مارسه معلمون توفرت لديهم معرفة في علم من العلوم، وهكذا تطور التعليم في الإمارات من النمط التقليدي البسيط إلى شكل آخر من التعليم القائم على الدروس والمقررات والأنظمة. لذا نستطيع أن نحدد من خلال حديثنا عن التطور التاريخي للتعليم أربعة أنواع من النظم التعليمية التي ظهرت في الإمارات عبر تاريخها الطويل .[c1]النوع الأول : (تعليم الكتاتيب أو المطوع):[/c]هذا النوع من التعليم كان سائداً منذ زمن طويل، وقد مارسه عدد كبير من المطوعين والمطوعات. وهم المعلمين القدامي ، واعتمد تعليم المطوع على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى جانب التدريب على الكتابة والخط والإلمام بأركان الإسلام والوضوء، ويوجد نوع متطور من التعليم في المطوع ظهر نتيجة لاختلاف الدروس التي يؤديها بعض المطوعين وتنوعها في بعض الأحيان نتيجة لتنوع ثقافته وسعة معرفته ودرايته، وهذا بطبيعة الحال أدى إلى ظهور تمايز واضح في الدروس التي يتلقاها الأبناء على يد بعض المعلمين القدامى وقد استمر التعليم في المطوع إلى بداية ظهور التطور حيث تراجع دوره شيئاَ فشيئاً، واختفى من المجتمع بعد ذلك[c1]النوع الثاني : تعليم الحلقات العلمية:[/c]هذا النوع مارسه عدد قليل من الفقهاء والعلماء والمطلعين الذين توفرت لديهم معرفة واسعة في أصول العقيدة والفقه والتفسير والنحو والإملاء والتاريخ والدروس الدينية المختلفة تعقد في زاوية أو ركن في أحد المساجد أو يخصص لها مكان أو موضع معروف في بيت الفقيه نفسه أو في بيت أحد التجار أو الأعيان في البلدة وقد ازدهرت الحلقات ودروس الذكر في الإمارات منذ فترة طويلة لكن أشهر الحلقات تلك التي أدارت علماء من نجد تواجدوا في رأس الخيمة أثناء الحملة البريطانية الأخيرة عليها سنة 1819م وشهدت مدن الإمارات العديد من أروقة العلم التي قام بإحيائها علماء كبار زاروا البلاد آنذاك وجلسوا يعلمون الطلبة النابهين، وظلت الحلقات العلمية ودروس الذكر مصدراً للعلم والفقه وقد تخرج منها الرعيل الأول من رواد الإمارات، ثم تراجعت مع ظهور المدارس التطورية وبداية تطور التعليم ودخول المقررات والدروس الحديثة في المدارس التطورية[c1]النوع الثالث : تعليم تطوري أو شبه نظامي:[/c]ظهر خلال الفترة ما بين 1907م إلى 1953م. ففي هذه السنوات أدى تأثر تجار اللؤلؤ الكبار (الطواويش) بحركات الإصلاح واليقظة العربية، ثم فتحوا المدارس التنويرية في المدن واستقدموا العلماء لإدارة تلك المدارس والإشراف على تنظيم الدروس وسير التعليم فيها ومن أشهر المدارس التطورية في الشارقة المدرسة التيمية المحمودية سنة 1907م، والإصلاح سنة 1935م. وفي دبي الأحمدية وقد تأسست سنة 1912م والسالمية سنة 1923م، والسعادة سنة 1925م، ومدرسة الفلاح سنة 1926م. وقد شهد التعليم التطوري في إمارة دبي تطوراً ملحوظاً منذ عام 1936م، ففي هذا العام تأسست دائرة المعارف، وهي أول دائرة للمعارف في الإمارات، وقد ترأسها الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم رائد حركة الإصلاح في الثلاثينيات وفي أبوظبي تأسست مدرسة بن عتيبة سنة 1930م، وظهرت بعد ذلك عدة مدارس على نفس النمط في مدن الإمارات الأخرى، وقد استمر التعليم التطوري حتى أواخر الأربعينات حيث أدت العديد من العوامل إلى توقف تلك المدارس خاصة مع انتشار الكساد التجاري وظهور اللؤلؤ الصناعي وتأثيرالحرب العالمية الثانية على التبادلات التجارية في الخليج العربي مما انعكس ذلك بالسلب على تلك المدارس الرائدة التي تخرج منها النخبة المثقفون من رواد الإمارات وكانت مدرسة الإصلاح القاسمية التي تأسست في الشارقة سنة 1935م قد ساعدت من خلال تميز مناهجها في تطور التعليم من النمط شبه النظامي إلى التعليم النظامي. وعلى أنقاض هذه المدرسة ومن خلال تجاربها التعليمية تأسست أول مدرسة نظامية في الإمارات ألا وهي مدرسة القاسمية بالشارقة[c1]النوع الرابع : التعليم الحديث النظامي:[/c]وقد بدأ مع افتتاح مدرسة القاسمية بالشارقة سنة 1953/1954م وهو أول عام دراسي في سلك التعليم النظامي. ظهر في بداية التعليم الحديث أو الحكومي في الإمارات، وكان تعليماً منظماً في مدارس وفصول ومقررات إلى جانب تقويم الطالب ومنحه شهادة دراسية في نهاية العام الدراسي وتطور التعليم النظامي في الإمارات خلال مرحلتين الأولى كانت تعتمد على الحكومات المحلية ودوائر المعارف التي تأسست خلال الستينيات.أما الانطلاقة الكبرى للتعليم فقد حدثت منذ الثاني من ديسمبر عام 1971م وهو اليوم الذي أعلن فيه عن قيام دولة الإمارات، فتأسست الوزارات الاتحادية ومنها وزارة التربية والتعليم والشباب التي تولت مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة وانتشرت خلال تلك الفترة لمدارس الحكومية المجهزة بأحدث الأجهزة والوسائل وذات الطراز المعماري الراقي، واستقدمت الدولة البعثات التعليمية من مختلف البلدان العربية لتساهم في تطور التعليم الحديث وهكذا شهدت دولة الإمارات خلال تلك الفترة قفزة كبيرة في مجال التعليم أدى إلى زيادة نسبة المتعلمين من بين أفراد الشعب والقضاء على الأمية، ثم حدث تطور كبير في مجالات وأنواع التعليم ومراحله.[c1]مبادئ السياسة التعليمية:[/c]استهدفت السياسة التعليمية للدولة ستة مبادئ أساسية، تنطلق من توجيهات قيادة الدولة، ومن واقع المجتمع بكل أبعاده الحالية وطموحاته المستقبلية وحددت السياسة التعليمية للمبادئ الستة التالية توجه كل أهداف التعليم وتوجيهاته، حاضرا ومستقبلا[c1]* أولا : تربية المواطن تنشئته تنشئة إسلامية قوية، متضمنا:[/c] تنشئة إنسان دولة الإمارات العربية المتحدة وفق المقومات والقيم التي تتضمنها العقيدة الإسلامية السمحاء، والالتزام بمحتوى التعليم، في جميع مراحله وأنواعه بما يوجه به الإسلام: عقيدة وعبادة وسلوكا.[c1]* ثانيا : التعليم من اجل تعزيز الانتماء الوطني، متضمنا:[/c]تعزيز الهوية والوطنية والذاتية الثقافية العربية الإسلامية، والالتزام عند تحديد محتوى التعليم في جميع انو أعه ومراحله بالمقومات الأساسية للهوية الوطنية، وبالأهداف العامة لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة العامة.[c1]* ثالثا : التعليم من اجل ترسيخ المسئولية المجتمعية، متضمنا:[/c]العمل على أن تصل الخدمة التعليمية إلى كل مواطن، بمستوى متماثل من الجودة والنوعية المتميزة، ومراعاة تعريف المتعلمين بحقوقهم ومسئولياتهم المجتمعية المدنية، وتدريبهم عليها عند تحديد المحتوى التعليم.[c1]* رابعا : التعليم من اجل العمل النافع المنتج، متضمنا:[/c]ربط المتعلم بالواقع الاقتصادي في جوانبه وأبعاده المتعددة، وتنويع فرص التعليم وتطويرها، بما يلبي حاجات المجتمع الاقتصادية ومتطلبات التنمية المستمرة الشاملة، وتنظيم التعليم والارتقاء بمستوى كفاءته ونوعيته وملاءمته، بما يحقق استجابة للاحتياجات الإيمائية، وجعل التعليم من اجل الإبداع والابتكار، سمة رئيسية من سمات النظام التعليمي[c1]* خامسا : التعليم للإعداد للمستقبل المتغير المتطور، متضمنا:[/c]تعميق دراسة العلوم والرياضيات واللغات، وإكساب المتعلمين المهارات اللازمة والتفاعل الإيجابي للتعامل مع معطيات المستقبل، ومواكبة الجديد والاتجاهات العالمية المستجدة، سواء في نظم التعليم أو أساليب التدريس[c1]* سادسا : التعليم من اجل التعليم المستمر، متضمنا:[/c]توسيع إطار التعليم وتعدد مؤسساته، بما يحقق استفادة المتعلم من كافة المؤسسات ذوات الأدوار التعليمية، التي تسهم بدور تعليمي تكمل به دور المؤسسة التعليمية النظامية، والتنسيق والتكامل بين جهود التعليم النظامي وغير النظامي، وتوزيع الأدوار بينهما، بما يحقق تقديم فرص تعليمية عديدة ومتنوعة، وتوفير حوافز اجتماعية ومعنوية ومادية، تجعل التعليم مسالة هامة وحيوية بالنسبة لكل فرد.[c1]الأهداف العامة للسياسة التعليمية:[/c]تحدد الأهداف العامة للسياسة التعليمية التي اشتقت من المقومات الأساسية لمجتمع الإمارات العربية المتحدة، وهذه الأهداف هي:1- بناء الخاصية الإنسانية المتكاملة، عقيدة وسلوكاً ومهارة واداءً.2- تدعيم الانتماء الوطني والعربي والإسلامي، وتعزيز الذاتية الثقافية.3- اعتماد العربية لغة للتعليم.4- التواصل مع ثقافات الشعوب الأخرى في ضوء الثقافة العربية الإسلامية.5- الوفاء باحتياجات المجتمع من الموارد البشرية كماً وكيفاً.6- التوسع في الإلزام في التعليم إلى ما يعادل نهاية المرحلة الثانية (سن 18 سنة)7- إتاحة الفرص التعليمية المتكافئة لكل المواطنين.8- تنويع الفرص التعليمية بما يتفق وقدرات المتاحة.
التطور التاريخي للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة
أخبار متعلقة