متابعة / أمين ابراهيم:نظم المعهد العالي للتوجية والارشاد التابع لوزارة الاوقاف والارشاد بالتعاون مع الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان مشروع الدعم الاوروبي نهاية الاسبوع الماضي ورشة العمل الخاصة بتققيم ومراجعة مادة السياسة السكانية والصحة الانجابية من منظور شرعي ، وذلك بمشاركة (25) مشاركا من الاكاديميين والعلماء وطلاب المعهد وفي اختتام الورشة اكد الاخ / حمود عباد وزير الاوقاف والارشاد ضرورة الاهتمام بالقضية السكانية وايجاد الحلول والمعالجات للنمو السكاني المتسارع ، واشار الى ان المعهد العالي للتوجيه والارشاد في بلادنا يمثل رافعه في العملية الايمانية وا لتربوية والتوعوية ، ومخرجاته تلعب دورا كبيرا في تكريس فكر الوسطية والاعتدال وفي تقديم المثال الحسن في فكر الاسلام وقال بان مشاركة المراة كداعية تؤدي دورا مهما يعزز اهداف التنمية وخدمة اهداف الاستقرار وخدمة اهداف البناء الايماني المتكامل الذي يثرى الانسان والحياة .واضاف ان اهتمام المعهد بالقضية السكانية وتدريبها ضمن مقرراته يمثل قيمة حقيقية واضافة مهمة الى الجانب العلمي والتربوي وما يمكن ان يسند لعلمائنا وخطبائنا والدعاة من الاخوة والاخوات من مهام جليلة وعظيمة في هذا الشان وفي غيره من الامور ، منوها بان قضية السكان هي قضية حياة وليست من القضايا الترفيهية او الثانوية التي يمكن ان نتعاطها لتعزيز حالة بعينها لكنها تعزيز لقضايا الحياة ( بين الانسان والبيئة وبين وبين معطيات التنمية والحياة بمختلفها ) تعتبر غاية ومقصد من المقاصد العظيمة في الاسلام ، واذا اختلف التوازن الذي تنشأ عليه الحياة وتنشا عليه المجتمعات تضطرب الامور ، وبالتالي فان اهم هذا التوازن الذي ارادة الله من هذا الانسان . مشيرا الى ان العملية النسلية هي تعتبر عملية تتعلق ببناء الانسان وكيفية اعداده للتعامل مع سنن الله ، واننا اذا لم نحسن اعداد ابنائنا وتربيتهم وتغذيتهم وتنشئتهم بالشكل المطلوب الذي يحقق مفهوم الاستخلاف في الاسلام فاننا نتحمل اثما على ذلك .وهو ما يؤكد التفكير في عملية الانجاب وان يعي الشخص بانه آثم في حالة اذا لم يستطيع توفير متطلبات العيش الاساسية لابنائه وتربيتهم اذا كثروا .مؤكدا على ضرورة ان يدرك الناس ويعوا اننا لا نريد ان نخلق العقم في حياة الامة وان لا نمانع النسل ، لانها سنه من سنن الله في الكون ، لكن لا يمكن ان نقلب الحالة لان تصبح عملية التناسل حالة تدمير للمجتمع تزيده ضعف وتزيد من ارتهانه لاعدائه بسبب الكثرة الغثائية التي لا بد من معالجة آثارها في ضوء الامكانيات وفي ضوء عوامل التنمية المتحققة في أي مجتمع من المجتمعات ، لاننا نعاني من شحة هائلة في الموارد ونعاني من تشتت سكاني مريع يتطلب توفير خدمات اساسية ، وفي هذه الحالة فاننا نعاني من تكاثر في ظل دخل محدود ، وبالتالي فان التنمية غير المتوازنة بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي في البلاد تحتاج الى نظرة شرعية ، نهيب بعلمائنا وطلابنا وقادة الراي في مجتمعنا ان يقفوا امام هذه القضية موقفا شرعيا حقيقيا متجردا من بعض الاثار التي نشعر انها غير شرعية ولكنها في حقيقة الامر شرعية وتستند الى مقاصد اسلامية قوية وعميقة .مشيرا الى ان هناك عددا من الدول الاسلامية قد تعاملت مع هذه القضية وحققنا نجاحات كبيرة مثل ايران وماليزيا حيث تعاملوا مع قضية تنظيم الاسرة تعاملا شرعيا عمل على خلق توازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي وذلك بسبب الدور الذي لعبه رجال الدين وعلمائه وقدموا تفاصيل مهمة بما يحقق حالة الاستقرار في تلك المجتمعات مشيدا في ختام كلمته بالدور الذي يقوم به المجلس الوطني للسكان في جانب العمل السكاني ونشر التوعية والتخطيط للسياسات السكانية في بلادنا .من جانبه اكد الاستاذ / امين معروف الجنيد الامين العام للمجلس الوطني للسكان في كلمته في افتتاح الورشى اهمية مراجعة المادة المقررة في المعهد وذلك على ضوء المستجدات والمتغيرات السكانية التي حصلت خلال السنوات الماضية على الساحة اليمنية وتضمين الاشياء الهامة فيها مثل موضوع الايدز الذي اصبح يشكل خطرا على المجتمعات وكيفية ايجاد المعالجات للتصدي لهذا المرض من خلال تكثيف عملية التوعية للوقاية من هذا المرض وطرق انتقاله ، بالاضافة قضايا الفقر وعلاقته بالسكان وكيفية محاربته من ناحية توعوية وارشادية ، وكذا قضايا الشباب في عدد من المحافظات والمديريات المستهدفة وتم الوصول الى معرفة قضايا الشباب في عدد من المحافظات والمديريات المستهدفة وتم التوصل الى معرفة قضايا كثيرة يجب الوقوف امامها من الجميع للنظر في مجمل الاشكاليات التي تواجه الشباب سواء كانت صحية او اجتماعية او تعليمية او المشاركة السياسية .منوها باهمية الدور الذي يقوم به المعهد العالي للتوجيه والارشاد من خلال مخرجاته في رفع التوعية في العديد من القضايا السكانية وقال بان المراة يجب ان يتم التطرق لها وتضمينها في المادة المقررة في المعهد التي يتم مراجعتها في هذه الورشة .كما القيت في افتتاح الورشة كلمة من قبل الاخ عميد المعهد العالي للتوجيه والارشاد وتطرقت الى التعاون القائم بين المعهد والمجلس الوطني للسكان لادماج المفاهيم السكانية في مناهج التعليم المقررة في المعهد مع التاكيد على اهمية هذه الخطوة التي ستتيح لطلاب المعهد معرفة كافة المشكلات السكانية في بلادنا وتمكنهم من الالمام بكافة ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك اساليب ووسائل نشر الثقافة السكانية من قبل خريجي المعهد .هذا وكان المشاركون في الورشة قد ناقشوا عدد من اوراق العمل التي تناولت مفاهيم عامة حول رؤية الاسلام الشاملة لقضايا السكان والصحة الانجابية ، وكذا رؤية المجلس الوطني للسكان لمضامين كتاب مفاهيم السياسة السكانية والصحة الانجابية وكيفية تطويره بالاضافة الى تقييم كتاب مادة السياسة السكانية والصحة الانجابية من منظور شرعي ، المقررة على طلبة المعهد من وجهة نظر المعهد وقد اثريت الورشة بالعديد من المدخلات والمقترحات الهامة من قبل المشاركين وخرجت بعدد من التوصيات والمقترحات الهامة التي كان من اهمها ضرورة تحديد البيانات والمعلومات التي تحتويها المادة المقررة على ضوء النتائج للتعداد العام للسكان عام 2004م ومسح ميزانية صحة الاسرة ودراسة اتجاهات الشباب وغيرها من المسوح والدراسات المتعلقة بهذا الجانب وبان تقييم المنهج الجديد بالعلمية والمنهجية واعطاء الاولوية للجانب التطبيقي والتدريب والتركيز على المفردات المتطابقة مع طبيعة التحديث في المنهج على ضوء الاستراتيجية الوطنية للسكان وان تكون المفردات تحمل ابعاد ومرامي التنمية المستدامة في اليمن ، وان يتضمن المنهج قضايا المراة ومنها على التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة على ضوء تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ، كما اوصى المشاركون بالاخذ بتجارب بعض الدول العربية والاسلامية الناجحة في هذا الموضوع مع ضرورة ادراج دور علماء الدين والخطباء في معالجة القضايا السكانية في هذه المادة ــ وبان يعتبر الاعلام والاتصال احد الوسائل الرئيسية للتوعية في مجال السكان والتنمية وقيامها بالدور المطلوب لتحقيق الاهداف ، وان يكون هناك ملحقا توضيحيا يمكن من خلاله ان يتدرب الطالب على القاء الخطب والمحاضرات الخاصة بقضايا السكان .حضر فعاليات افتتاح الورشة الاستاذ / حسين باسليم الوكيل المساعد لوزارة الاعلام ـ المدير التنفيذي للبرنامج العام للاعلام والاتصال السكاني والشيخ يحيى احمد النجار وكيل وزارة الاوقاف والارشاد وعدد من المعنيين في هذا الجانب من الجهات ذات العلاقة .
في ورشة العمل الخاصة بتقييم ومراجعة مادة السياسة السكانية للمعهد العالي للتوجيه والإرشاد
أخبار متعلقة