- ما يقال في الصحافة ووسائل الإعلام اليوم بأن حرباً سادسة في صعدة قد بدأت بعد ظهر الثلاثاء ليس صحيحاً إلا إذا كان الأمر يتعلق بالمعارك واسعة النطاق. لكن من الناحية العملية الحرب هي واحدة ومستمرة منذ 18 يونيو 2004م ولم تتوقف إلى اليوم برغم الوساطات والاتفاقيات وإعلان الهدنة وإعلانات وقف العمليات القتالية التي كان آخرها إعلان 17 يوليو 2008م الذي صدر عن الرئيس والإعلان الذي سبقه وورد في خطاب الرئيس بمناسبة 22 مايو عام 2007م.. ووقف العمليات من جانب الدولة كان جدياً في كل المرات لكن الحوثي وأتباعه كانوا مستمرين في العنف على طول الخط وكل الأيام ولديهم مبررات أو ذرائع لذلك ومن بينها «الدولة جاءت إلى مناطقنا».. ولجأت الدولة إلى عمليات واسعة مثل هذه الأخيرة لأن القوم تمادوا في التخريب والاختطاف والقتل..- الدولة أو الحكومة ساعدت على ذلك التمادي وإطالة أمد العنف والفوضى في صعدة لأنها كانت تتخذ قرارات وتتراجع عنها في منتصف الطريق وتدع الجنود يخوضون المعركة ثم توقفهم قبل أن يكملوها.. وربما لها تقديراتها الخاصة في هذه القضية.. لكن كل التقديرات خابت واستمر العنف في صعدة كل هذه السنوات.. وقطعاً ما كانت لتسمح بحدوث هذا في أي منطقة أخرى لكنها تسمح به مع المتمردين في صعدة ربما لدواعي صراعات داخلية أو لأسباب أخرى لا تغيب عن المراقب الذكي.. يوم أمس طرحت اللجنة الأمنية العليا ستة شروط على الحوثي وأتباعه أن يلتزموا بها لإيقاف الحرب، وهي شروط أدنى من شروط طرحت عليهم سابقاً، ومع ذلك رفضوها.. ونخشى أن هناك طرفاً يريد من خلال هذه الشروط الضعيفة أن يمهد لوقف المعركة ليطيل أمد «ورطة» صعدة!- الإخوان في أحزاب اللقاء المشترك لا يزالون عند موقفهم القديم.. يقولون إن ما يجري في صعدة من حرب أو وقف للعمليات العسكرية هو بالنسبة لهم أمر غامض.. وينادون بإيقاف الحرب وحل الخلافات بالحوار.. هذا هو موقفهم منذ 2004م وحتى اليوم.. رغم أنهم قريبون من المشكلة وأعرف بأسرارها.. وهم جربوا المشاركة في إيجاد حلول.. وترأسوا لجان وساطة وترأسوا لجاناً مشرفة على تنفيذ اتفاقات، وخبروا الموقف عن قرب.. ومع ذلك متمسكون بموقفهم المائع ولم يطلعوا إلى الناس بكلمة حق.. ولأنهم غيبوا الحق في هذه المسألة لن يجدوا رضا الحوثي وأتباعه ولن يسلموا من نقد السلطة واتهامها لهم بالنفاق أو الشماتة، وسوف تستمر الحرب في صعدة.
سوف تستمر..!
أخبار متعلقة