عدن / نوال مكيش تصوير / علي الدرب انعقدت أمس في جامعة عدن، الندوة العلمية التي تناولت موضوع إدماج مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية الجامعية، ونظمتها الجامعة بالتعاون مع وزارة حقوق الإنسان والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وشارك فيها عدد من الأكاديميين وأساتذة الجامعة، وممثلون عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجهات الناشطة بمجال حقوق الإنسان. وناقش المشاركون في الندوة عدداً من أوراق العمل التي تطرقت لقضايا إدماج مفاهيم حقوق الإنسان في التعليم الجامعي، وإمكانية تدريس القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في مناهج التعليم بالجامعات.وفي كلمة ألقتها بافتتاح الندوة، أشارت د. خديجة الهيصمي، وزيرة حقوق الإنسان، إلى أهمية هذه الفعالية كونها تتناول قضية تتعلق بمدى حضور مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الجامعية .. وقالت: "رغم أن المناهج الجامعية تتضمن العديد من مفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان التي تكرس لنشر قيم المساواة والحريات العامة، إلا أنها تفتقر للكثير من المرجعيات العلمية والخبرات الفنية والتربوية التي يمكنها القيام بالمراجعة الدقيقة لمحتوى المناهج الدراسية من منظور حقوق الإنسان، بما من شأنه الانتقال بحقوق الإنسان من طور المفاهيم والنصوص، إلى طور الحماية والسلوك، وخلق وعي مجتمعي بهذه القضايا. وأضافت "أن نشر ثقافة حقوق الإنسان لا شك يحتل أولوية أجندة النهوض بتلك الحقوق، باعتبار توعية المواطن بحقوقه هي الخطوة الأولى على طريق التمتع بتلك الحقوق، وهذه المهمة تقع على عاتقنا جميعا". وأكدت د. الهيصمي ضرورة توفير مساندة حقيقية للجهود الوطنية، وما تبذله الحكومة باتجاه تطوير حقوق الإنسان مع الاهتمام بتعزيز التوجهات الوطنية والدولية الرامية إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعليمها والتربية عليها، والتأكيد على حقوق المرأة باعتبارها تمثل نصف المجتمع، وكذا السعي إلى تصحيح الاختلالات في المفاهيم التي تنتقص من مكانة المرأة .. وهذا ما يمكن أن تلعبه المناهج الدراسية. كما ألقى د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، كلمة أوضح فيها أن قضية إدماج مفاهيم حقوق الإنسان تعد ملفا دوليا مهما، كما أنها تعتبر من أهم القضايا في العالم باعتبارها تمس الإنسان من حيث هو قيمة، وليس من حيث الكلية أو القوة، منوهاً بما تشهده اليمن من مناخ ديمقراطي يتمثل في التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية في 20 سبتمبر الجاري.من جانبها؛ أشادت السيدة دينا عساف، نائب الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في صنعاء، بجهود اليمن في مجال حقوق الإنسان من خلال تنظيم مثل هذه الندوات المكرسة لإدماج مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج التعليمية، باعتبار ذلك يمثل المهمة الأولى في عملية التثقيف بهذا المجال. وأكدت ضرورة ربط تعليم حقوق الإنسان بالقيم الأصيلة للثقافة العربية والإسلامية للمجتمعات العربية، وكذا مواصلة وتفعيل جهود التعاون والتنسيق المبذولة في مجال حقوق الإنسان، بحيث تترجم إلى خطوات وبرامج عملية.