مدريد تسعى لعقد مؤتمر جديد للسلام في الشرق الأوسط
فلسطين المحتلة / وكالات :قال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي أمس الجمعة ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عاقد العزم على سرعة تشكيل حكومة جديدة وسيعلن قراره في هذا الصدد في الايام المقبلة.وقال الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي التقى عباس الخميس في رام الله في اطار جولة اقليمية "انه مصمم على المضي قدما في هذه العملية والتوصل الى حل".وتصطدم المباحثات بين عباس وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترأس الحكومة منذ مارس حول انشاء حكومة وحدة وطنية برفض حماس لبرنامج سياسي معتدل يتضمن اعترافا باسرائيل وبالاتفاقات المبرمة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل سابقا.وقال دبلوماسي آخر في الاتحاد الاوروبي طلب عدم الكشف عن إسمه ان تشكيل حكومة جديدة من شأنه "ان يسمح لـ(مانحين) آخرين بتقديم المساعدات المالية". ولم يوضح طبيعة الحكومة الجديدة.والمساعدات المالية الغربية مقطوعة عن حكومة حماس منذ استلامها الحكم ما جعل السلطة الفلسطينية توقف دفع اجور موظفيها.واضاف المسؤول "اظن ان (عباس) اتخذ قراره. وسيعلن عنه قريبا".وكان عباس قال انه يفضل "حكومة كفاءات" من مستقلين لتعذر الاتفاق مع حركة حماس على حكومة وحدة وطنية في حين تحدث محيطه عن اجراءات اكثر راديكالية مثل تشكيل حكومة طوارىء وحل المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حماس او حتى اجراء انتخابات مبكرة او استفتاء حول برنامج سياسي معتدل.وقد رفضت حماس جميع هذه الاجراءات.إلى ذلك افاد مصدر دبلوماسي في مدريد ان اسبانيا تسعى الى الترويج لفكرة عقد مؤتمر جديد للسلام حول الشرق الاوسط يمكن ان ينظم في مدريد كما حدث في 1991 وذلك خلال اجتماع وزاري لدول منتدى المتوسط اليوم السبت في اليكانتي (جنوب شرق).وقال المصدر ان مدريد تريد "اعادة اطلاق النقاش" حول هذه المسألة من خلال اجتماع الدول الاحدى عشرة التي تشكل "منتدى المتوسط" وهي هيئة استشارية مشاركة في آلية برشلونة للشراكة الاوروبية المتوسطية.ومن المتوقع ان يتم توزيع اعلان حول هذه النقطة اليوم السبت اثر انتهاء الاجتماع الذي سيجمع وزراء من الدول المشاركة في المنتدى: اسبانيا وايطاليا وفرنسا واليونان وتركيا ومالطا والمغرب وتونس ومصر والجزائر والبرتغال.وستتمثل فرنسا بوزيرة الشؤون الاوروبية كاترين كولونا.ورأى وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس هذا الاسبوع في البرلمان ان "خارطة الطريق" من اجل السلام في الشرق الاوسط لم تعد كافية وان "مبادرة نوعية" على طراز مؤتمر سلام باتت ضرورية.وكثف موراتينوس المطلع على قضايا الشرق الاوسط حيث نشط في السابق كموفد خاص للاتحاد الاوروبي خلال الفترة الاخيرة رحلاته الى المنطقة.واوضح الثلاثاء في البرلمان انه لا يزال من المبكر القول اين وفي اي اطار يمكن تنظيم مؤتمر جديد انما ستكون اسبانيا مرشحة لاستضافته من دون اي شك.وكتبت صحيفة "ال موندو" الاسبانية هذا الاسبوع ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قد تزور مدريد لاجراء مشاورات حول هذا الموضوع في نهاية نوفمبر.واوضح موراتينوس امام البرلمان ان "تحديد مبادرات السلام" سيكون من ابرز مواضيع اجتماع اليكانتي.وسيتطرق الاجتماع ايضا الى مواضيع اخرى مرتبطة بالحوار الاوروبي المتوسطي لا سيما احتمال انشاء هيئة لتمويل شركات في المنطقة. ودعيت ليبيا الى المشاركة في الاجتماع بصفة مراقب.على صعيد اخر ابدت اسرائيل أمس الجمعة تفاؤلا بالافراج سريعا عن الجندي الاسرائيلي المخطوف منذ 25 يونيو في وقت ذكرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان الملف "ناضج تقريبا" ما يوحي بان القضية تتجه نحو حل تنشط من اجله السلطات المصرية.وقال برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس الجمعة ان ملف الجندي الاسرائيلي الاسير "ناضج تقريبا" للحل موضحا ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة سيناقش الموضوع مع مسؤولين مصريين خلال زيارته القريبة الى القاهرة.واشار برهوم الى ان "اسرائيل وافقت على التبادلية في موضوع الجندي بعدما كانت ترفض التبادلية وكانت تريد الافراج عن جلعاد شاليت دون شروط" مشددا على ان "اسرائيل وافقت الان على الافراج عن الاطفال والنساء".من جانبه اوضح رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية بعد صلاة الجمعة في مسجد في مخيم الشاطىء غرب غزة ان انهاء ملف الجندي الاسرائيلي الاسير "مرهون بمدى استجابة الاسرائيليين للمطالب الفلسطينية واعتقد ان هناك خطوات متقدمة افضل حسبما بلغنا من الاشقاء في مصر لانهم هم الذين يتابعون هذا الملف".على الارض قتل ثلاثة فلسطينيين أمس الجمعة على يد الجيش الاسرائيلي في قطاع جنين في شمال الضفة الغربية.من جهة ثانية نفذ سلاح الجو الاسرائيلي غارة فجر أمس في جباليا في شمال قطاع غزة مستهدفا مبنى يستخدم كمخبأ اسلحة بحسب ما اعلن متحدث عسكري. واعلن المتحدث انه تم ابلاغ القاطنين في المبنى بالهجوم قبل حصوله.