القاهرة/14اكتوبر/عادل عويس: رمضان هو شهر الصيام الذي يمد المؤمن بالقوى الروحية فهو يؤدي فريضة فرضها الله عليه وهي جهاد النفس أمام الشهوات، وهو أيضا شهر الجهاد بالنفس وشهر الانتصارات والغزوات الكبرى والمعارك الإسلامية الفاصلة، بداية من معركة (بدر) مرور بفتح (مكة وبلاد الأندلس والفرس وحطين وعين جالوت) حتى جاء نصر الله والعبور في رمضان أكتوبر 1973 .وكتاب «معارك رمضانية فاصلة في التاريخ الإسلامي» للمؤلف على القاضي يتناول فيه مفهوم الجهاد في الإسلام كما يؤرخ لأهم المعارك التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم المعتدين ودفع الظلم عنهم ومنع الفتنة ويبين أن المسلمين يضعفون أمام أعدائهم إذا تفرقوا واختلفوا وغرتهم الحياة الدنيا موضحا أن التجارب التي تمر بها الأمة العربية ليست جديدة عليها فقد سبق أن تعرضت للأساليب نفسها من الخيانات والدسائس والمؤامرات من قبل ولابد أن نأخذ العبرة التي تعيننا في التغلب على أكبر خطر يواجه المسلمين اليوم.علي أن أعظم درس تعلمه المسلمون طوال تاريخهم منذ عصر ا لرسول عليه الصلاة والسلام وحتى يومنا هذا هو أن الجهاد الإسلامي الصادق والصلة القوية بالله تعالى وراء عزة المسلمين ومنعة بلادهم وخوف عدوهم منهم فلما غاب عن الوعي الإسلامي عظة هذا الدرس طمع فيهم الغرب واستهان بهم.وكتاب معارك رمضانية من القطع المتوسط من إصدارات مؤسسة وكالة الصحافة العربية ويقع في 128 صفحة ويضم بين ضفتيه مقدمة وتمهيدا ثم يرصد نحو عشر معارك، يرصد ضمنها المعركة الإسلامية المنسية (ملاذ كرد) عام 463 هجرية وموقعة الزلاقة سنة 479 هجرية.ويري الكاتب أن الحروب في الإسلام شرعتها الرحمة وأظلتها الرحمة وأنهتها أيضا الرحمة ومن الرحمة بالناس أن تقطع عناصر وأن يرد الاعتداء بمثله من أجل سلامة الناس وكلمة الحق تسري بينهم بدون حواجز تحول دون ذلك .. يقول الله تعالي : «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمينس» البقرة :193 .[c1]غزوة بدر[/c]كان اختيار مكان المعركة بتوفيق من الله عندما نزل الرسول على أقرب ماء من بدر وعرض الأمر على الصحابة فجاء إليه الحباب بن المنذر بين الجموع وقال يا رسول الله : أهذا المنزل أنزله تعالى ليس لنا أن نتقدم فيه أو نتأخر؟ أمن هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال رسول الله: بل هو الرأي والحرب والمكيدة..لقد كانت أهم أسباب غزوة بدر أن يأخذ المسلمين عير قريش الراجعة من الشام ليكون فيها بعض العوض عما أخذه المشركون في قريش من المسلمين المهاجرين إلى المدينة وانتهت غزوة بدر بنصر المؤمنين على الكافرين وكانت عبرة لمن يعتبر.وكانت آثار معركة بدر في العرب كبيرة بعيدة المدى وكان هذا النصر منبها للعرب بحقيقة الدعوة الإسلامية وسلامتها وقوتها وبذلك صارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى وسمي يوم النصر يوم الفرقان إذ انتقل المسلمون من مستضعفين في الأرض إلي أقوياء وأصبح العرب ينظرون إلى الإسلام على أنه القوة الحقيقية في المنطقة وما حولها. وبدأ الناس يفكرون في الدخول في الإسلام ففي رمضان من عام معركة بدر فرض صيام رمضان وذكاة الفطر وكان عيد الفطر في هذا العام أول عيد المسلمين.[c1]فتح مكة[/c]بعد أن فاضت كأس قريش ظلما وعدوانا هيأ الله سبحانه وتعالى الأسباب لفتح مكة حيث تمت معاهدة الحديبية والتي نقضتها بعد 17 سبعة عشر شهرا ورغم ذلك كان دخول المسلمين مكة دخولا مسالما وتم ازالة آثار الجاهلية وإزالة الأصنام المحيطة بالحرم وخطب النبي عليه الصلاة والسلام وقال قولته المشهورة: يا معشر قريش ماذا ترون أني فاعل بكم..؟! وأصبحت مكة قلب الجزيرة العربية ومركزها الروحي والسياسي وارتفعت رايات الإسلام مع كل شعيرة وشعار من شعائر العدل والمساواة والتواضع والخضوع والعبودية لله الواحد القهار.[c1]موقعة (القادسية)[/c]اختيار الخليفة عمر بن الخطاب الصحابي سعد بن أبي وقاص أول من رمى سهماً في سبيل الله ليهود جيوش المسلمين ليضع بصمته على سطح الكرة الأرضية فتبقى آثارها باقية في معركة القادسية ليفتح أبواب العراق وفارس أمام المسلمين ثم يتبعها السقوط الساساني من الناحيتين السياسية والحربية والسقوط المجوسي من الناحية الدينية.[c1]فتح الأندلس[/c]كانت بلادإسبانيا والبرتغال تعاني حكم القوط وتمنى العبيد واليهود الخلاص من الحكم القوطي الجائر وطلب جوليان حاكم سبتة من موسى بن نصير أن يأتي إلي إسبانيا وفي شعبان 92 هجرية 711 ميلادية عبر طارق بن زياد البحر في أربع سفن ثم ذهب موسى بن نصير على رأس جيش كيبر حتى تم فتح البلاد ليخرج أهل الأندلس من حال إلى حال ليظل الإسلام نحو ثمانية قرون .[c1]معركة (ملاذكرد) [/c]بعد أن أصاب التفكك والضعف الدول الإسلامية حيث كان انحدار الدولة الفاطمية وأخذت الدولة البيزانطية في التفوق على حساب الأمراء المسلمين في شمال الجزيرة وشمالي الشام والدولة العباسية في الشرق وأيضا انهيار الدولة الأموية في الأندلس وقيام دويلات الطوائف الضعيفة وبدأت مقدمات المشروع الصليبي دليلا على نهاية الدولة البيزنطية وتعتبر معركة فاصلة في تاريخ الإسلام وإن كانت غير معروفة لدى الكثيرين رغم أنها مهدت لقيام مملكة إسلامية ف قلب آسيا الصغرى وقد تم فيها أسر ملك ثاني امبراطورية كبرى في العالم في ذلك الوقت وكانت لها آثار عظيمة.[c1]موقعة الزلاقة[/c]بعد عدة قرون نشر فيها المسلمون أعظم حضارة ونقلت أوروبا كلها من عصر الظلمات إلى النور خلف من بعدهم خلفا أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وانقسموا شيعا وأحزابا وعرفت الأندلس بنزاعات امراء الطوائف إلى أن جاء يوسف بن تشفين واختار الزلاقة لينزل بجيشه فيها وهي عبارة عن سهل يقع إلى الجهة الغربية من البرتغال الحالية واستطاع أن ينتصر على جيش الملك الفونس الذي فرض الجزية على المسلمين وأعاد لهم هيبتهم وكسرت غرور الفونس.[c1]موقعة (حطين)[/c]كان من عادة الصليبين أن يقتلوا أهل البلد الذي يدخلونه في بلاد المسلمين ويخربون عمرانه ويحرقون كتبه وآثارة ومتاعة وكان دافعها سياسيا وتمكنت البابوية من تجنيد أوروبا لمهاجمة الشرق وكان العالم الإسلامي لم يكن متماسكا ودخل الصلبييون بيت المقدس في 15 يوليو 1099 وفي عام 1169 ميلادية تولي صلا ح الدين الأيوبي سلطنة مصر وعرف أن رسالته هي تحرير بيت المقدس وطرد الصليبيين ودارت عدة اعتداءات صليبية ومعارك حتى جاءت معركة حطين كموقعة فاصلة حاسمة في الحروب الصلبيية في رمضان سنة 583 هجرية ومهدت الطريق لاسترداد بيت المقدس.[c1]عين جالوت [/c]بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي انفك عقد الأمةالإسلامية وبدأت غارات الصليبيين تتجرأ عليهم بينما ظهر التتار على المسرح العسكري كقوة جديدة في العالم وعرفت بالوحشية في معاملة البلاد التي يغيرون عليها وأرسل التتار رسلا إلي مصر قبل الهجوم عليها فاستعد قطز وجهز جيشا كبيرا ونشبت معركة حاسمة في شهر رمضان 658 بين الجيش المصري والتتار في سهل عين جالوت وظلت جيوش الإسلام تطاردهم حتى دمشق بعد أن استمر الزحف المغولي نحو نصف قرن وأمام هذه الهزيمة دخل المغول والتتار في دين الله أفواجا.[c1]العاشر من رمضان [/c]زرع الغرب إسرائيل في قلب الدول العربية وأحاطها بالرعاية واستولت على فلسطين واحتلت أجزاء من الدول العربية المحيطة وأصبحت قوة لا يستهان بها في ظل ضعف العرب والمسلمين إلى أن جاءت صيحة الله أكبر في العاشر من رمضان 1393 السادس من أكتوبر 1973 وقام الجيش المصري بإزالة آثار العدوان وانتصر على إسرائيل رغم الدعم العسكري الكبير من أمريكا والغرب وتحقق لأول مرة اتحاد العرب والمسلمين على كلمة سواء وقضت على إسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر.فلنعد صياغة أنفسنا لنجعل من شهر رمضان شهر الانتصارات.
حرب العاشر من رمضان
حرب العاشر من رمضان