أنفلونزا العنوسة تبحث عن مصل!
القاهرة /14 أكتوبر/وكالة الصحافة العربية:أكدت إحصاءات ودراسات اجتماعية عربية تتعلق بالزواج والعنوسة بين الفتيات أن معدلات عنوسة البنات بدأت تتزايد مؤخرا ، بسبب تفوق المرأة دراسيا وعمليا على الرجل الذي يشعر دائما بالنقص تجاه الفتاة التي ينوي الارتباط بها، لذلك فإن الشاب يتردد كثيرا قبل التفكير في الارتباط ، خوفا من أن تعلو مكانة زوجته عليه وتسيطر على الحياة الزوجية ، ولكن ما بين الشاب والفتاة المقبلين على الزواج تدور وتثار العديد من التساؤلات التي دائما ما يبحثان لها عن إجابات ترضي كل فرد منهم .ومن بين تلك التساؤلات هل السبب أن الشاب يخاف من الارتباط بزوجة متفوقة في عملها وذكائها لضعف ثقته في نفسه، أو لغيرته منها، أو أنه يفضل زوجة أقل نجاحًا حتى يستطيع التعامل معها بدون جدل أو ندية ؟! وهل البنت هي المسئولة عندما يتوقف ذكاؤها الاجتماعي ولا تعرف التفرقة بين شخصيتها في العمل وعلاقتها بزوج المستقبل ؟! وهل التربية هي المسئولة عندما لا تعلم الأم ابنتها كيف تكون هذه التفرقة، وعندما ترى فيها الغرور والنرجسية وأنها بنجاحها لابد أن تتعامل مع الرجل بأسلوب الند للند ؟!شباب وفتيات وأمهات تحدثوا عن أسباب هذه الظاهرة رأوا أنها ترجع إلى طبيعة الرجل الشرقي الذي يريد السيطرة أو شعوره بالنقص، إذا ارتبط بفتاة أعلى منه في المستوى أو بسبب التربية الخاطئة للأبناء. تقول صاحبة جروب على الفيس بوك عنوانه (ادخل طب واعنس ولا إدارة أعمال واتجوز؟!): إن فكرة الجروب تدور حول الفتاة الطموح التي تقف حائرة أمام إشكالية أيهما الأهم: هل التعليم والعمل والعنوسة أو الزواج وتكوين أسرة؟ فأي فتاة تحلم بأن تلتحق بكلية قمة تمنحها فيما بعد (برستيج) ومنصبًا يفتخر به أهلها وأصدقاؤها.. لكن المشكلة أن كل شيء في هذه الدنيا له ثمن، فالوقت الذي تضحي به من أجل العمل وحياتها المهنية سوف يقلل من فرصها في الزواج، وهنا تتساءل الفتاة :هل تقبل الفتاة أي كلية أو تعليم متوسط، لكي تتفرغ للزواج وتكوين أسرة، أو تضحي بزواجها من أجل طموحها؟ يقول محمد هاني 21 سنة إنه غالبًا ما يرتبط الرجل بفتاة أقل منه في المستوي الفكري والتعليمي حتى لا يشعر بأنه أقل منها في المستوى.. وأنا شخصيا لا أفضل فتاة أعلي من مستواي العلمي والعملي، لكن سوف أسعي للأمر الوسط باختيار بنت في نفس مستواي حتى يكون هناك توافق بيننا.. ولن أمانع في أن تعمل وسوف أكون على استعداد لمساعدتها في الواجبات المنزلية. بينما يرى زياد عادل 32 سنة: أنه من الغريب أن تزيد معدلات العنوسة بالنسبة للفتاة المتفوقة في دراستها وعملها، ومن وجهة نظري أن السبب في ذلك هو أن المرأة التي تحتل منصبًا مرموقًا تفكر في الارتباط برجل في مثل مكانتها، وبالنسبة لي سوف أختار فتاة في نفس مستواي ولديها خبرة وفهم لأمور الحياة المختلفة.. وليس هذا شعور بالنقص، لكن أراه المناسب.. وسوف أسمح لزوجة المستقبل بالعمل، وقد اتفقت مع خطيبتي على ذلك من البداية.. كما اتفقنا على التعاون في إنجاز كل شئوننا سواء داخل أو خارج المنزل.وتقول المذيعة رولا عبد المجيد: إن تعليم المرأة وتحقيقها لذاتها وطموحها أصبح يخيف الرجال منها، خاصة غير الأسوياء وغير الواثقين من أنفسهم في التعامل معها ، بل يعتقدون أن تقدم المرأة يلغي شخصيتهم ويشعرون بضآلتهم معها، ولذلك يهربون من الارتباط بالفتاة المتعلمة الطموح التي تسعي لتحقيق ذاتها، ليكون لها دور إيجابي في المجتمع.. وهناك شباب ورجال يعجبون بالمرأة الجميلة أو الأصغر سنًا، وينبهرون ببعض القشور الظاهرية.[c1]لعبة توازنات[/c]وتوضح ديدي جلال 22 سنة: أن الإحصائيات تؤكد أن البنت المتميزة في دراستها وعملها تتضاءل أمامها فرص الزواج.. لكني لا أري وجود علاقة بين عمل المرأة وزواجها.. وعندي أمثلة كثيرة، ومنهن أمي خريجة الطب حيث تزوجت في سن مبكرة أثناء دراستها ، وعن نفسي لن أقبل بتعليم مختصر من أجل الزواج، فأهم شيء اختيار المجال المفضل عندي، وأستطيع النجاح فيه.. هذا لن يتعارض مع فكرة الزواج، فيجب إعطاء كل مجال حقه.. كما أرفض مبدأ البقاء في المنزل بدون عمل.. ومع ذلك أرفض أن تهتم البنت بحياتها العملية، لدرجة تنسي معها زوجها، فهذا خطأ كبير.[c1]زواج البنت .. أهم[/c] أزهار حسين مدرسة بجامعة عين شمس تقول :إن ابتعاد الشاب عن الارتباط بالفتاة المتفوقة، أمر واقع نلمسه في كثير من الأحيان.. لذلك أحاول تربية ابنتي على أن تكون ( زوجة ناجحة أولا ً).. أما النجاح في العمل فيمكن تحقيقه في فترة لاحقة بعد بالزواج.. أما مرحلة الزواج وإنجاب الأطفال فهي محدودة في عمر المرأة وإذا فاتتها لن يفيدها علمها ولا عملها، وسينتابها الإحساس بالعنوسة، وهذا أصعب إحساس يمكن أن يهاجم الأم إذا تأخرت ابنتها في الزواج، ونفس الاحساس ينتاب البنت إذا فاتها القطار وأصبحت وحيدة في الدنيا بلا زوج أو سند أو أطفال، فقط هي وعلمها ودراستها اللذان لن يفيدا مع هذه الحالة النفسية والعصبية القاتلة.من جانب آخر تقول فاطمة البربري مصممة أزياء: إن ابتعاد الرجل عن الفتاة الناجحة يرجع لعقدة نقص لديه، أو لأنه ليس ناجحًا، أو يغار من تفوقها ، ورغم أنني مع ضرورة نجاح الفتاة في شتي الجوانب الاجتماعية أو العلمية، إلا أنني أطالبها بالموافقة على العريس المناسب، ولا تتعالي حتى لا تضيع على نفسها فرصة تكوين أسرة.