أديب قاسمسمعت منذ بضعة أعوام خلت رجلاً يتذثر بعباءة الدين ويرتدي مسوح الإسلام ويدعي انه شيخ! سمعته يردد طيلة اشهر ثلاثة في مواعظه التي يذيعها في كل ليلة عبر منبر واحد من اشهر مساجد مدينة الشيخ عثمان وان كان اقلها شهرة لقرب العهد ببنائه خلافاً لغيرة من المساجد العريقة الشهرة ظل هذا الشخص يردد مقولة اخترعها اختراعاً وقل (اجترحها اجتراحاً) بل ابتدعها.. وكل بدعة ضلالة وكل ضلاله في النار وقد جاء بها بوحي من مقولة شهيرة تتردد في الغرب وامتد اثرها حتى شمل العالم وهي :” وراء كل عظيم امرأة” هذا القول الذي يسري ترديده في عالم مسيحي طالما أهان المرأة واذلها واستعبدها فاذا به يعيد النظر فينصفها في هذا العصر الذي برزت فيه المرأة الأوروبية الى ميادين العمل .. وشغلت ارفع المناصب في الدولة .. بعد ان خاضت غمار التعليم وبلغت فيه شأوا بعيداً حتى جاوزت الرجل لتصل الى القمة .. بل وكانت حافزاً يشد من ازر الرجل العظيم اما وزوجة وشقيقة ومعلمة ومربية فاضلة جليلة القدر، رفيعة الشرف..نعم هكذا انطلقت مقولة نابليون بونابرت احد القادة العظماء في هذا العصر وقد ترجع المقولة الى الكاتب الفرنسي الشهير “ اناتول فرانس” الروائي العظيم واذا بهذه المقولة تجري ترجمتها بأبشع لسان واقما وجه واقدر لفظ على لسان (هذا الشيخ الدعي) وليطلقها من أشرف البيوت: بيت الله! .. فيقول :” وراء كل مصيبة امرأة”!! قبح الله قائلها! وما كان الإسلام الا قد اعز المرأة وكرمها وأحاطها بكل احترام (فالجنة تحت أقدام الأمهات).. والمرأة هي احد الوالدين اللذين قضى الله بعد عبادته بالإحسان إليها” واما يبلغن عندك الكبر او احدهما فلا تقل لهما افً ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريما، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً”- صدق من خلق المرأة واجتباها بهذه الرحمة وخصها بالعطف أكثر من الرجل وقد أوصى بها النبي ولدها: “امك ..ثم امك..ثم امك”.. والمرأة هي المؤمنة التي نعتها القرآن (بالراكعات الساجدات القانتات العاكفات .. الخ)وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بها خيراً فيقول:” رفقاً بالقوارير” وعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته للصحابة رضوان الله عليهم:” خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء”.. وكان جبريل عليه السلام قد سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) ان يقُرأ خديجة(رضى الله عنها) السلام! .. ملك من ملائكة الرحمن يقرؤها السلام!.. اذ يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:“ خذلوني وأعانتني كذبوني وصدقتني .. الخ) ثم .. أتكون المرأة(في هذا التعميم القبيح على لسان الشيخ الدعي)بعد ذلك: مصيبة؟! اما تكون سيدتنا خديجة أحق هذا القول:” وراء كل عظيم امرأة”؟ وإذن لقد اتى المسيحيون براً وفكراً ونطق به الشيخ كفراً ونكراً ليس في الأديان كلها كتاب اقر بحقوق المرأة ومنحها حق التصويت (البيعة) إلا القرآن حتى قال فيه الأديب والمفكر الإسلامي العملاق عباس محمود العقاد:((القرآن دستور المرأة الخالد))ونجد اشباه الشيوخ هذا يقذفها ومن داخل بيت الله بأقذع النعوت!! ولازال يتردد على ذكر المرأة الى يومنا هذا يمثل هذا القبح حتى اذا وقف على الحديث الشريف الدائر حول امرأة (بغي) سقت كلباً عطشاً وهو بأن أدلت الى البئر خفها ومتحت به ماءً فسقت الكلب، فغفر الله لها خطيئتها وادخلها الجنة. عمد(الشيخ) دعي الدين الى اغفال هذه الواقعة الدينية بمجانبة هذا الحديث الصحيح الذي ورد في الصحيحين (بخاري ومسلم) لفرط تحامله على المرأة ويعرج بدلاً عن ذلك الى حديث واهٍ ضعيف من انه كان رجلاً الذي سقى الكلب العطش.. ولا يعلم هذا (الشيخ) بالبديهة ان بلاغة النص (هنا في هذا الحديث) كون المرأة” بغياً” فكان اهون على الله ان يغفر لرجل “ عادي في الناس من ان يغفر لبغي وقد اتت واحدة من اكبر الكبائر وفي هذا تقع بلاغة الحديث بوقوع تلك المغفرة لكن الشيخ غير فقية الثقافة له ولافهم بجوهر الدين الاسلامي ولا ذرة من وعي اجتماعي!.. فما كان حتى ليدري حتى ان هذا الحديث يأتي ردفاً لحديث آخر عن ان امرأة حبست قطة فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها لتأكل من خشاش الأرض، فدخلت بها النار .. غير ان الحديث الأخير مما يعجب (الشيخ) ان تزف امرأة الى النار فما فتأ يردده .. ويعجنه ويصنع منه هذا رجل في قلبه مرض.والمحيطون بمسجده يلتقطون في كل ليلة من شفتيه اقذع الالفاظ بالشتم واللعن والدعاء الخبيث الذي تنفر منه الشياطين والدواب! فما بالك بالانسان المؤمن الذي يتحرى ملافظ الادب؟.. اما عن هذا الشيخ دعي الدين فقد قال رسول رب العالمين “ منكم منفرين” حتى اخذ يسب من يكتب عنه في الصحف لقول الحق.. هذا هو يسب المرأة فيتساءل الناس: اما يحترم امه؟ او اخته.. حتى يصل الى نساء المؤمنين من المؤمنات فيتهجم عليهم في بيوتهن بالصوت الجهر الذي يزحم الفضاء ويخترق الجدران فيقتحم مضاجع المرضى والعجزة والاطفال النوم ويضبح به طالب الدرس والمرأة المكدودة من عملها طول النهار أكانت تعمل في المؤسسة او في البيت ثم اذا به يزيدها من بركاته فيشتمها (كمن اد ينعثها بانها وراء كل مصيبة!!ويقول (الشيخ دعي الدين) إن الامة احد:” انهم لايريدوننا ان نوصل كلمات الله الى البيوت (أي ان تتحول البيوت الى مساجد فلا يذهب الناس الى المسجد ويريدون ان يطفؤوا نور الله بأفواههم .. والله متم نوره ولو كره الكافرون)اهذه هي الكلمات التي يريد الشيخ البائس ان يبعث بها الى البيوت : وراء كل مصيبة امرأة؟اهذه هي الكلمات التي يريد الشيخ المغلس ان يبعث بها الى المؤمنين المحيطين بمسجده ممن يتوجهون نحوه بالنصح ان اخفض صوتك فإن انكر الاصوات لصوت الحمير ! فيبعث إليهم برسالة المسجد:(يريدون ان يطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) هكذا يصفهم بالكفر ؟ ويسمعهم السب واللعن وسفاسف الامور!! ومن بيت اذن الله ان يذكر فيه اسمه وسبحانه من قائل:وقولوا للناس حسنا-البقرة-فلئن كان الله جل جلاله قد اهاب بنبي من انبيائه من ان يأخذ الناس غصباً الى الدين فقال عز من قائل:” ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً، افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟ وماكان لنفس ان تؤمن الا باذن الله” يونس:99فما بالك بهذا الشيخ المغرور الشقي الذي يأبى الا ان يقتحم البيوت ليثقب لك أذنك وكانما يحارب طواحين الهواء: يخطب ويعظ ويجهر بالصوت في الصلاة وغيرها عبر مكبرات الصوت هل يريد بها ان يقتحم المعاقل ليصل الى اليهود والنصارى وكمن يؤدن في مالطا .. ام انه في وسط شعب مسلم ويدعوه الى الاسلام؟!! فما كان الا يريد لفت الانظار حول عظمته العنترية أو( العنطرزيه) وهو يقتحم جميع الساحات ويفتح بغزواته جميع المساجد فلا خطيب ولا امام غيره ودون ان يدري بما يتفوه به من ترهات لاهي من الاخلاق ولامن الدين وليس فيها من العلم شيء وهانحن هنا نزف اليك ياهذا (المتشيخ) وغيرك من المتشيخين الذين يؤذون الله ورسوله والمؤمنين والمؤمنات من داخل بيوت اصبح (للأسف) باطنها الرحمة وظاهرها العذاب.. وعلى ذمة وزارة الاوقاف وقافلتها في عدن (أو مكتبها العقاري) .. قصيدة الشاعر اليمني الكبير “ محمد الشرفي” وكنت قد عرضت عليه مشكلتنا معك وغيرك، في جلسة أدب .. فنهض الى مكتبته واقبل علي بقصيدة كأنها سبيكة من الذهب.
|
آراء حرة
الطعن في المرأة المؤمنة حرام، ياشيخ!
أخبار متعلقة